القدس – وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الجالية الفلسطينية في تشيلي وهم من محافظة بيت لحم وقد رافقهم في هذه الزيارة للمدينة المقدسة عدد من شخصيات مدينة بيت جالا وبيت لحم .
وقد رحب سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بوصول وفد ابناء الجالية في تشيلي وهم من اقدم الجاليات المقيمة في تشيلي حيث يعود تاريخ الجالية الفلسطينية هناك الى اكثر من مئة عام.
والغالبية الساحقة من ابناء الجالية الفلسطينية في تشيلي هم من محافظة بيت لحم وخاصة مدينة بيت جالا .
وقد استهل الوفد زيارته للقدس بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا الذي استقبل الوفد في باحة كنيسة القيامة ومن ثم كانت هنالك جولة داخل الكنيسة استمع خلالها الوفد الى بعض الشروحات والتوضيحات عن اهمية هذا المكان المقدس كما اقيمت الصلاة على نية الوفد امام القبر المقدس .
ومن ثم توجه الجميع الى الكاتدرائية المجاورة حيث استمعوا الى محاضرة من سيادة المطران التي استهلها بالترحيب بالوفد كما استذكر سيادته زيارته لتشيلي قبل عام حيث تعرف على مؤسسات الجالية الفلسطينية العريقة في سان ديغو وخاصة النادي الفلسطيني .
لقد ترك اباءكم واجدادكم فلسطين ابان الحقبة العثمانية وذهبوا الى تلك البلاد البعيدة والمترامية الاطراف ولكنهم لن ينسوا في يوم من الايام انهم فلسطينيون من ابناء هذه الارض المقدسة، والراية الفلسطينية مرفوعة في مدينة سان ديغو فوق المؤسسات الفلسطينية لا سيما النادي الفلسطيني الذي يعتبر من اهم المعالم الثقافية في العاصمة التشيلية سان ديغو .
انكم بعيدين باجسادكم عن الوطن الام الذي يفصلكم عنه المحيطات والقارات ولكن قلوبكم تخفق عشقا وانتماء ومحبة لهذه الارض المقدسة التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو الانسان .
فكل التحية لكم ولابناء الجالية الفلسطينية في تشيلي ولكافة الجاليات العربية وكل التحية للشعب التشيلي الصديق حيث خلال زيارتي هناك فتحت كافة الكنائس ابوابها والجامعات والبلديات والمؤسسات حيث كانت هنالك محاضرات ولقاءات مع كافة شرائح المجتمع التشيلي .
انتم سفراء القضية الفلسطينية في البلد الذي تعيشون فيه فحافظوا على انتماءكم لبلدكم الام ولا تنسوا انكم فلسطينيون وكونوا دوما مدافعين حقيقيين عن عدالة القضية الفلسطينية التي يسعى الاعداء لتهميشها وتصفيتها .
اننا نتوقع من الجاليات الفلسطينية في الخارج بأن تقوم بدورها المأمول في الدفاع عن القضية الفلسطينية وخاصة الدفاع عن مدينة القدس التي تضيع من ايدينا يوما بعد يوم في ظل ما يمارس بحق مدينتنا المقدسة من سياسات احتلالية غاشمة وفي ظل الوضع العربي الكارثي والحالة الفلسطينية المترهلة .
رغما عن كل ما يحيط بنا من اوضاع مأساوية وحالة مضطربة فإننا كفلسطينيين يجب ان نبقى دوما متمسكين بقضيتنا الوطنية ودفاعنا عن فلسطين وشعبها المظلوم الرازح تحت الاحتلال والذي يتوق الى تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
ما اكثر اولئك الذين يتآمرون علينا في العالم واليوم هنالك سعي حثيث من قبل اطراف عالمية معروفة بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كلي ، انهم يريدون شطب فلسطين عن الخارطة ويريدون شطب وجود الشعب الفلسطيني ويريدون لمن بقي من الفلسطينيين في هذه الارض المقدسة ان ينسوا قضيتهم وان يستسلموا للامر الواقع المفروض على الارض ، وان كل هذا لن يحدث ، لا تظنوا ان هنالك قوة في عالمنا قادرة على شطب وجودنا وتصفية قضيتنا ، لن يتمكن احد من محو فلسطين عن الخارطة ، فلسطين التي اذا ما شاهدتها على الخارطة تلحظ انها صغيرة في مساحتها وحجمها ولكنها عظيمة وكبيرة برسالتها الانسانية وتاريخها وحضارتها ، فلسطين عظيمة بشعبها المنتمي اليها والمدافع عن هويتها وتاريخها ، فلسطين للفلسطينيين ولا توجد هنالك قوة في عالمنا قادرة على جعل الفلسطينيين يتنازلون عن حقوقهم وثوابتهم وانتماءهم لهذه الارض المقدسة .
هنالك وسائل اعلامية تسعى لبث ثقافة الاستسلام والاحباط في مجتمعاتنا وهنالك من يروجون لهذه الثقافة ويريدوننا ان نستسلم وان نضعف وان نتراجع وان نقبل بحلول غير منصفة ، لقد قال الفلسطينيون في وقت من الاوقات انهم مع السلام ولكن السلام بالنسبة الينا هو سلام الحق والعدالة ونصرة المظلومين ، سلامنا يعني انهاء الاحتلال وتحقيق حق العودة واستعادة القدس وازالة كافة الحواجز والاسوار العنصرية التي تحيط بنا ، سلامنا هو الذي يضمن الحرية لاسرانا ويعيد الحقوق السليبة لاصحابها ، سلامنا ليس سلام الاستسلام بل سلام الحرية والكرامة والتشبث بالارض والهوية .
نحن نرفض الاستسلام ونرفض كافة المشاريع المشبوهة التي يراد من خلالها فرض ما يسمى سلاما ولكنه في الواقع ليس الا استسلام لما يريده الاحتلال ويخطط له .
اتمنى من الجاليات الفلسطينية في الخارج ان تكون على قدر كبير من المسؤولية وان تساهم في اجهاض وافشال هذه المشاريع المشبوهة التي يراد من خلالها تصفية قضيتنا الفلسطينية تحت مسميات وعناوين مختلفة ومتعددة .
لا تفتشوا عن السلام مع بقاء الاحتلال والقدس محاصرة والفلسطينيون محرومون من عودتهم الى وطنهم الام ، لا تفتشوا عن السلام والقدس هي ابعد ما تكون عن السلام في ظل ما يمارس بحقها وبحق مقدساتها وابناء شعبها .
يا ابناء جاليتنا في تشيلي افتخروا بانتماءكم الفلسطيني فأنتم تنتمون الى اقدس بقعة في هذا العالم ، افتخروا بانتماءكم للشعب الفلسطيني المناضل والمكافح من اجل الحرية وهو من اكثر الشعوب العربية ثقافة ، لا تستسلموا لاولئك الذين يريدوننا ان نكون في حالة يأس واحباط وقنوط لان قضيتنا هي اعدل قضية في عالمنا ومشكلتنا الحقيقية تكمن في هذا الغرب الذي يتشدق بحقوق الانسان ولكن كل شيء يتوقف عندما يكون الحديث عن فلسطين وقضية شعبها العادلة .
وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في المدينة المقدسة كما تحدث سيادة المطران عن الحضور المسيحي في فلسطين ، فلا يمكننا ان نتصور فلسطين بدون مسيحييها ، ولا يمكننا ان نتصور فلسطين بدون هذا التآخي والتلاقي الاسلامي المسيحي الذي تميزت به الارض المقدسة عبر تاريخها الطويل .
ستبقى اجراس كنيسة القيامة وكنيسة المهد وستبقى اصوات اذان مساجدنا تصدح في سماء بلادنا المقدسة مؤكدة على عراقة وجودنا وتشبثنا بوطننا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة .
الحضور المسيحي في فلسطين تراجع وبشكل ملحوظ ومن بقي من مسيحيين في هذه الارض المقدسة انما هم قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية ، نحن ابناء فلسطين ،نحن ابناء هذه الارض المقدسة وستبقى جذورنا عميقة في تربة بلادنا ولن يتمكن احد من اقتلاعنا والنيل من عزيمتنا.
يتآمرون على وجودنا ويخططون لتصفية اوقافنا وعقاراتنا ويريدون للمسيحيين الفلسطينيين ان يتقوقعوا وان ينعزلوا عن محيطهم العربي والفلسطيني وكل هذه المحاولات ستبوء بالفشل .
المسيحيون الفلسطينيون هم واعون لما يخطط لهم وما يخطط لهم يخطط لكل الشعب الفلسطيني فكلنا مستهدفون وعلينا ان نتحلى بالوعي والحكمة والمسؤولية لكي نتمكن من مواجهة ما يخطط لنا .
قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس وبعض المنشورات الاخرى التي تتحدث عن القدس كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]