عقد صباح أمس الاثنين في قاعة مسرح السلام في سخنين المؤتمر الأول في اللغة العربية بموضوع مرض الوهن الذهني (الزهايمر)، بمبادرة من العاملة الاجتماعية رنا ابو ريا وطاقم المركز الاقليمي اليومي للمسن في سخنين شهيرة بشير وطالبات العمل الاجتماعي في كلية تال حاي حنان قدورة وزهرة عطالله، في سبيل رفع مستوى الوعي لكل ما يتعلق بمرض الوهن الذهني وذلك بمشاركة رئيس بلدية سخنين مازن غنايم واعضاء الادارة وعضو الكنيست مسعود غنايم، والمشايخ والائمة الأفاضل، وجمال موسى مفتش قسم الاديان في الوزارة وبحضور فؤاد مهنا مفتش لواء الشمال في مجال الشيخوخة، محمد قسوم رئيس جمعية السلام واعضاء الجمعية ورامي شلاعطة مدير المركز الاقليمي اليومي للمسن في سخنين وعدد من مديري اقسام الخدمات الاجتماعية بالمجتمع العربي، وعدد كبير من المدعوين من مؤسسات حكومية وجمعيات فاعلة على الساحة الخدماتية فيما تولى عرافة المؤتمر الاعلامي والمعالج النفسي مصطفى شلاعطة والذي رحب بمشاركة قطاع واسع من المسؤولين بهذا المؤتمر واهميته في تسليط الضوء على الوهن الذهني (الزهايمر)، وتحدث عن التأثير النفسي الذي تخلفه المواقف السلبية لدى كبار السن، والقساوة في التعامل الاجتماعي مع هذه الشريحة، مع أن الابحاث تؤكد انه كلما مرت بنا السنون كلما ازدادت نسبة كبار السن في مجتمعنا واجيالنا الشابة لن تظل فتياً، وكلما ازدادت نسبة كبار السن في مجتمعنا كلما ازدادت عدد حاملي هذا المرض وازدادت الحاجة واصبحت ملحة لإيجاد السبل والآليات للالتفاف حول هذه الشريحة.
الكلمة الاولى كانت للسيد محمد دوخي قسوم رئيس جمعية السلام والذي شكر كل من حضر وشارك بهذا المؤتمر وأكد:" ان جمعية السلام واذرعها وخاصة مركز الاقليمي اليومي للمسن كونه يقدم الرعاية والخدمات المميزة، لجمهور المسنين من سخنين والمنطقة، ويقوم بهذه الخدمات 50 موظفا ويتفانون بالخدمة والرعاية، باعتبارها خدمة مقدسة".
في حين تحدث السيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين عن الاولوية في رعاية واحترام الوالدين في الكبر، فإن المسؤولية مشتركة وتقع على عاتق كل المؤسسات الراعية، وزارة الرفاه الاجتماعي ووزارة الصحة والسلطة المحلية، مع التأكيد أن المجتمع العربي ما زال مجتمع عاطفي والاغلبية يرفض ان يكون الوالد او الوالدة في دور المسنين والتي تشمل المبيت ومن المهم أن نخفف الضغط الذي يعيشه المسن ومن جهة اخرى ان نخفف من معاناة العائلة".
وبشر غنايم أن بلدية سخنين ستعمل على توسيع المركز الاقليمي اليومي في سخنين وتم تخصيص مبلغ 4 مليون شاقل ليليق البناء بسخنين وبالبلدات المحيطة".
أما فتحي ابو يونس مدير مكتب الخدمات الاجتماعية في سخنين، فقال أن المؤتمر هو محاولة لايجاد اجوبة بموضوع يشغل بال المسؤولين حول مرض الوهن الذهني، وأكد أن المسن له مكانته ومن شيمنا نحن المسامحة، واليوم يعيش المسن بالمجتمع العربي بمرض الوحدة، ونحن نحتاج الى منح المسن الأمان وان تشعره بكيانه، وأن توفر له الحماية الدائمة".
كما وتحدثت ميري يفين من ايشل وأشارت الى أن هناك اهتمام بالغ في كيفية رعاية المسن في فترة الوهن الذهني، وان هناك معرفة ضئيلة لدى المواطنين حول حقوق هذه الشريحة ويهمنا ان يتعرف الجميع على هذه الحقوق والتي من شأنها ان تجعل حياة المسن افضل واكثر أماناً.
السيد فؤاد مهنا مفتش لواء الشمال في وزارة الرفاه فقال:" نريد من خلال هذا المؤتمر ان تتحمل كل مؤسسة مسؤولياتها تجاه المسنين في مجتمعنا العربي، وهذا المؤتمر هو الاول من نوعه في البلاد وعلينا الا نخبأ مشاكلنا بل ان نجد الطرق والوسائل لمساعدة المسنين وعائلاتهم، مع تزايد العمر، وفي الغالب فان بعض الاهل يستخدمون كلمات مؤذية ولا يجدون متسع من الوقت للاعتناء بالمسن، وينعتونه بـ "الخرفان" ويجب ان يأخذ كل دوره ومسؤولياته، وعلينا ان نضع هذا الموضوع على سلم اولويات اعمالنا".
النائب في الكنيست الأستاذ مسعود غنايم تحدث عن القوانين التي تم سنها لمصلحة المسنين، واستعرض الاهمية في دعم والحفاظ على شريحة المسنين، ومن الاهمية بمكان الاهتمام بقيمة الانسان ورعايته عند كبره، وانه على قناعة انه ليس بالـ اف 16 تحيا البلاد، بل الاهتمام بالإنسان ورعايته ورفاهيته، وانه على ضوء المظاهر المخجلة من اعتداءات على شريحة المسنين، فالواجب على المؤسسات ان تحمي المسنين من الظواهر المقلقة هذه والتي تكشف الاهمال لدى المؤسسات من هذا الظلم والتنكيل الواقع على المسنين، فنحن نشعر ان عالمنا الاخلاقي والقيمي قد انهار عندما نرى مناظر الاعتداءات والتنكيل بحق المسنين".
اما الشيخ محمد كيوان رئيس نقابة رجال الدين المسلمين، وامام وخطيب مسجد مجد الكروم قال:" الحياة ستعود بنا مهما طالت الى ضعف ووهن ويحتاج المسن الى اعانة وملاطفة وبر وحسن معاملة وصبر ولين بالقول والعمل، وكل هذا موجود في كلمة واحدة " فلا تقل لهما أف " وما نراه اليوم من تنكيل بحق الآباء والأمهات يجعلنا نفكر مليا قبل ان نرسل آباءنا وامهاتنا الى مؤسسات رعاية المسن، بل ونرفض ان نرسلهم الى مؤسسات يتم انتهاك انسانية وكرامتهم على ايدي اناس لا يخافون الله ولا يردعهم قانون".
هذا وكانت فقرة تثقيفية عبارة عن محاضرة بعنوان "مرض الزهايمر، تعريف المرض عوارضه وطرق علاجه للدكتور فارس غريفات من صندوق مرضى كلاليت، وتبعه طاولة حوار للمختصين المهنيين بمشاركة السيدة هديل ناصر معالجة وظيفية، السيد فؤاد مهنا، والسيد جيري روط مدير عام جمعية عمداه، المهتمه بموضوع مرض الالزهايمر والسيد غسان عيد من قسم العلاج المكمل في صندوق مرضى كلاليت، والمحامي ساري خورية المختص في قضايا تتعلق بحقوق المسنين، وأدار طاولة الحوار السيد نسيم عاصي من جمعية ايشل، بحيث قدم كل منهم مداخلته حول مرض الوهن الذهني (الزهايمر) واجابوا على اسئلة الجمهور.
وتحدث السيد حسام كناعنة المساعد الأساسي لمريض زهايمر ومعالج معرفي سلوكي عن تجربته الشخصية بمرافقته لوالده، وأعطى رأيه في السبل الكفيلة بمنح المسن بالأمان والراحة، وكيفية التعامل معه في سبيل ان تكون حياته ذات معنى والمحافظة على هيبته في العائلة بالرغم من كبر سنه.
أما دكتور ربيع خلايلة فقدم محاضرة بعنوان "المعالج الأساسي، تحديات وتأثيرات" تطرق بها الى ما يدور في المجتمع العربي من آفات ومشاكل تخص الرعاية للمسنين ومرضى الوهن الذهني، وما يتبعها من صعوبات عائلية يواجهها كل مسن، والخلافات العائلية الناجمة عن ذلك، وان الابحاث تؤكد بأن البنات هن اكثر مساعدة للوالدين من الابناء، والزوجة مساعدة للزوج وليس العكس، ومع نهاية المحاضرة كانت مداخلات من الجمهور وطرح اسئلة ليختتم المؤتمر بمقاطع تمثيلية مع فنانين من مسرح الفرنج ومسرح الجوال.
[email protected]