شارك العشرات من المشغلين العرب هذا الأسبوع في المؤتمر الذي عقدته مراكز ريّان في الناصرة، من خلال وزارة العمل والرّفاه الاجتماعي، بهدف تعريف المشغلين على مسارات وبرامج الدعم والمساعدات التي توفرها وزارتا العمل والاقتصاد لتعزيز التشغيل لدى المجتمع العربي. وأقيم المؤتمر بمشاركة مفوضيّة التشغيل في وزارة العمل والرّفاه والخدمات الاجتماعيّة، وبالتعاون مع مركز الاستثمارات في وزارة الاقتصاد والصناعة وسلطة التطوير الاقتصادي للأقليّات في وزارة المساواة الاجتماعيّة ومؤسّسة جوينت.
وتضمّن المؤتمر عرض مسارات دعم المشغلين الذين يشغلون عمال جدد من فئات سكانيّة تنخفض نسبة مشاركتها في سوق العمل وبالأخص المجتمع العربي، ويأتي هذا الدعم الحكومي بهدف تعزيز التشغيل في أوساط هذه الفئات السكانيّة.
وقالت ايمان طربيه-القاسم، مركزة تشغيل المجتمع العربي في وزارة العمل والرّفاه والخدمات الاجتماعيّة: "نحن نعمل على تعزيز دمج المجتمع العربي، بما في ذلك الدرزي والشركسي، في سوق العمل من خلال العديد من الأدوات وآليّات العمل. أنا أبارك هذا التعاون القائم بين مراكز ريّان والمشغلين، هذه إحدى آليّات العمل بالغة الأهميّة، بحيث أنّ مراكز ريّان تأخذ دورًا محوريًّا في الرّبط ما بين المشغلين والعمّال". وأشارت ايمان طربيه-القاسم إلى أنّ الوزارة نجحت في رفع نسبة مشاركة المجتمع العربي في سوق العمل، رجالا ونساءً، ولا تزال الوزارة تكثّف جهودها لتصل نسبة النساء العربيّات العاملات إلى المستوى المطلوب الذي حدّدته الوزارة.
وأشار رياض ابراهيم، مدير لواء حيفا والشمال في وزارة الاقتصاد والصناعة، إلى أهميّة المؤتمر، بحيث أنّ هنالك العديد من اصحاب المصانع الذين لا يعرفون بعد أدوات المساعدة الحكوميّة، ما يحول دون حصولهم على هذا الدعم الهام الذي يصب في صالحهم وصالح العمّال في الوقت ذاته. وذكر رياض ابراهيم أنّ الوزارة ستستثمر ما يقارب المليار شيكل في منطقة الشمال لتدعيم وتطوير المنطقة اقتصاديًّا وتوفير أماكن عمل جديدة.
وتحدّث أيمن سيف، مدير سلطة التطوير الاقتصادي للأقليّات في وزارة المساواة الاجتماعيّة، بدوره حول البرامج والمشاريع التي بادرت إليها السلطة لتعزيز مجال التشغيل في المجتمع العربي. وقال أنّ الخطة الخماسيّة تنفّذ على أكمل وجه وأنّه خلال العام 2016 تمّ تحويل 2.9 مليار شيكل للوزارات الحكوميّة المختلفة، في اطار الخطة، ولغاية الآن تمّ تحويل مليار شيكل منها للسلطات المحليّة العربيّة. وأشار أيمن سيف إلى أنّ أحد أبرز العوائق أمام اندماج أبناء المجتمع العربي في سوق العمل بوظائف نوعيّة، هو عدم توفر الخبرة لديهم، وهنا تكمن أهميّة مراكز ريان في أنّها توفر لهم التأهيل المهني المناسب وتساعدهم في ايجاد فرص عمل ملائمة.
ومن جانبه قال د. ياسر حجيرات، مدير شركة الفنار إنّ مراكز ريان بادارة شركة الفنار ترى أهميّة قصوى في عقد هذا المؤتمر الذي يتيح الفرصة أمام المشغلين العرب للانكشاف على جميع أدوات المساعدة التي تقدّمها لهم الوزارات الحكوميّة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب والشابات العرب في مصانعهم ومصالحهم التجاريّة. وأضاف إنّ مراكز ريّان نجحت خلال 5 سنوات في دمج ما يقارب 25،000 شخص في سوق العمل، رجالا ونساءً أكاديميين وغير أكاديميّين. هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا التعاون القائم بين مراكز ريّان مع كافة الشركاء الآخرين.
وعرض آشر شطريت، نائب مدير مركز الاستثمارات في وزارة الاقتصاد والصناعة، خلال المؤتمر كافة التفاصيل المتعلقة بمسار التشغيل، بحيث يقدّم المركز هبات للمشغلين من خلال المشاركة في دفع جزء من تكلفة العمّال الجدد الذين ينتمون لمجموعات تعتبر نسبة مشاركتها في سوق العمل منخفضة، من بينهم العرب والحريديم وذوي الاعاقات وغيرهم.
كما تطرّق ايسر دفدفاني، المسؤول عن مجال التأهيل المهني للكبار في لواء الشمال في وزارة الاقتصاد والصناعة، إلى آليات المساعدة التي تقدّمها الوزارة للمشغلين في مجال التأهيل المهني، وبضمن ذلك، برنامج "صف داخل المصنع" الذي يوفر التأهيل المهني لمجموعة عمّال داخل مكان العمل، وبرنامجOJT الذي يوفر امكانية التأهيل المهني الفردي من قبل مرشد داخل مكان العمل، بالاضافة إلى برنامج ستارتر الذي يوفر التأهيل المهني الخارجي. وشدّد دفدفاني على أنّ الوزارة تكثف جهودها من أجل توفير أيدي عاملة مهنيّة في المجالات المطلوبة في سوق العمل، وعلى وجه الخصوص، المجالات التكنولوجيّة المختلفة. وأضاف أنّ برامج التأهيل المهني التي تعمل بها الوزارة، قد طوّرت وفق موديل خاص، بمبادرة الوزارة.
[email protected]