رئيس الكلية المحامي زكي كمال:" لا ازدهار ولا تقدم لمجتمعات لا تعتبر المرأة العنصر الأهم في بنائها ولا تعتبر مساواتها وحقوقها التامة امراً مفروغا منه "
"لا ازدهار ولا تقدم ولا وجود لاي مجتمع اذا لم يكن مبنياً اصلاً على اعتبار المراة العنصر ألأهم في بنائها وكيانها ومسيرتها وتقدمها واعتبار حقوقها المتساوية واحترامها التام روحاً وجسداً وفكراً وابداعاً قيمة مفروغ منها او مفهومة ضمناً لا حاجة لتشريعات او قوانين لضمانها بل انها حق مشروع واساسي للمراة ".. هذا ما قاله المحامي زكي كمال، رئيس الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا، خلال المؤتمر الدولي الأول بعنوان" المرأة والمساواة" الذي شهدته الكلية هذا الأسبوع.
وأضاف المحامي زكي كمال:" لم يكن القرار بتنظيم هذا المؤتمر عبثاً ولم يكن اختيار الموعد صدفة او لانعدام البدائل والمواعيد الأخرى وهي كثيرة، بل كان قراراً مدركاً وواعياً اردنا منه ان يقترن عقد هذا المؤتمر بيوم المراة العالمي الذي يحييه العالم اعترافاً وتقديراً واجلالاً للمراة، اصل الانسانية ومنبعها. اختيار هذا الموعد كما قلنا كان قراراً واعياً ومدركاً ، والاعلان بانه المؤتمر الأول كان كذلك ايضاً ، اعلان يشكل عملياً تعهداً صريحاً اردنا من خلاله نقل رسالة حادة وواضحة ملخصها اننا في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل- حيفا سنحوله الى تقليد سنوي يعكس بأفضل صورة نهجنا الداعي الى العمل المتواصل والمدروس بعيداً عن الخضوع لانماط تصرف تتسم بانها " موسمية " او " فئوية" تجيء عادة لتبرير انعدام العمل طيلة الأيام المتبقية من العام ".
وواصل المحامي زكي كمال حديثه قائلاً :" نحن في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا ، تقودنا الاعمال والافعال ولا نكتفي باطلاق الشعارات حول المساواة كما اننا نرفض مصطلحات " منح المراة المساواة" وكأنها منة او حسنة، ولعل افضل دليل على صدق ما أقول ، هو ما حققته المحاضرات في الكلية من إنجازات تجلت في ان لهن ، وبحق وعن جدارة، حصة ألأسد من رئاسة الأقسام ألأكاديمية في الكلية والمسؤولية عن الدراسات العليا والمتقدمة ومسارات الممتازين... وهن اهل لذلك بل واكثر ،فهن خير محاضرات وافضل مديرات وخير سفيرات وافضل قدوة تحتذى".
وكان المؤتمر الدولي الأول والذي نظم بالتعاون بين الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا ووزارة الخارجية والسفارة الأميركية في البلاد قد اختتم بندوة ختامية شارك فيها كل من : المحامي زكي كمال، رئيس الكلية ورئيس المؤتمر، البروفيسور سلمان عليان مدير الكلية ، السفيرة دوريت شفيط ممثلة وزارة الخارجية، السيدة ميشيل غوزمان نائبة الملحق الثقافي في السفارة الأميركية في إسرائيل، البروفيسور شيري بتاكي والبروفيسور مارسي بول من الولايات المتحدة، ومدير المحاكم الشرعية القاضي الدكتور اياد زحالقة، الإعلامية فيدا مشعور، الإعلامية سمدار بيري رئيسق قسم الشرق الأوسط في صحيفة " يديعوت احرونوت" ، عضو الكنيست العزار شتيرن،(يش عتيد) د.ايمان نحاس ، د. حنان بشارة ود.رندة عباس المحاضرات في الكلية.
وأشار مدير الكلية البروفيسور سلمان عليان ان الكلية تطبق المساواة قولاً وفعلاً وان كون المحاضرات يشكلن اغلبية رؤساء الأقسام فيها انما هو اعتراف بقدراتهن وكفاءاتهن العلمية والبحثية والإدارية، بينما اكدت السفيرة دوريت شفيط سعي وزارة الخارجية الي تعزيز دمج المراة عامة والعربية خاصة في كافة اقسام ووحدات الوزارة وأكدت فخرها بالمشاركة في تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع الكلية الاكاديمية العربية ، اما السيدة ميشيل غوزمان فاشارت الى ان السفارة الأميركية في إسرائيل ترحب بالتعاون مع الكلية وتعزيزه وتعتبره قضية هامة ومبدئية انطلاقاً من القيم المشتركة بين الطرفين، في حين اعتبر القاضي الدكتور اياد زحالقة ان الاسلام يضمن حق المراة ومساواتها بالرجل بخلاف ممارسات لا تمس للاسلام بصلة وقال عضو الكنيست العزار شتيرن ان مساواة المرأة لن تتحقق دون تحقيق المساواة التامة للجميع ومنع كافة مظاهر التفرقة والغبن، في حين تحدثت الاعلاميتان فيدا مشعور وسمدار بيري عن تجربتهما في العمل الصحفي ودعم قضايا المرأة كما تحدثت المحاضرات في الكلية الدكتورات ايمان نحاس وحنان بشارة ورندة عباس عن دور الكلية في دعم المراة قضايا مساواة المرأة ودمج الاكاديميات العربيات .
وكانت الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل- حيفا قد شهدت يوم الثلاثاء اعمال المؤتمر الدولي الأول والذي تخللته منذ ساعات الصباح ندوات دراسية حضرها مئات من طالبات وطلاب الكلية القى خلالها محاضرون من البلاد والخارج سلسلة من المحاضرات حول قضايا المرأة في المجالات العلمية والبحثية والأدبية والثقافية .
يذكر ان الندوة الختامية للمؤتمر جرت وسط حضور واسع حيث حضرها المئات من السيدات المثقفات والعاملات في مجالات عديدة والعديد من أساتذة الجامعات وشخصيات اعتبارية من الوسطين العربي واليهودي بكافة اطيافهما وطالبات وطلبة الكلية ومحاضريها وموظفيها وعدد كبير من المدعوين.
وخلص المؤتمر الى قرارات القاها رئيس المؤتمر ورئيس الكلية المحامي زكي كمال وهي:
1) المؤتمر يتوجه الى كافة القيادات المجتمعية والسياسية والدينية وغيرها وفي كافة الأماكن والمواقع لاعتبار المرأة عاملاً وعنصراً اساسياً ورئيسياً لا يمكن تجاوزها او انتهاك حقوقها او المساس بكرامتها وحريتها وجسدها.
2)المؤتمر ينادي بالمساواة التامة والكاملة وغير المشروطة بين الرجل والمراة مؤكداً ان المراة ليست نصف المجتمع فحسب بل اكثر من ذلك فهي اساس المجتمع وعماده ولا وجود للانسانية بدونها.
3)المؤتمر يطالب باعطاء المراة الحق الكامل في لعب دورها القيادي والريادي محلياً وقطرياً وعالمياً دون الأخذ بعين الاعتبار اية مفاهيم او اعتبارات تتعلق بكونها امرأة .
4)المؤتمر يطالب كافة المؤسسات والهيئات الرسمية اتباع وتعميق نهج التفضيل المصحح تجاه المرأة كي تشغل المناصب القيادية والمؤثرة وتستطيع تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والمجتمعية والانسانية.
5)المؤتمر يطالب كافة الهيئات والقيادات والمرجعيات والمؤسسات الدينية ومن كافة الديانات بان تأخذ المراة كامل حقوقها وان يتم احترام كيانها وصيانة كرامتها لتستطيع التفاعل ولعب دور في كافة القضايا القائمة دون ان يتم انتقاص حقوقها او اقصاؤها وابعادها عن مواقع اتخاذ القرار او من اي منصب او مركز لمجرد كونها امرأة.
6) المؤتمر يطالب كافة الهيئات والجهات الرسمية وغيرها اتخاذ كافة الخطوات لتمكين المراة من ان تكون الأم والمربية من جهة والعاملة والاكاديمية والنشيطة اقتصادياً ومهنياً، في آن واحدٍ، دون اقصائها او الحاق الظلم بها لكونها امرأة.
7)المؤتمر يطالب وبالحاح بضرورة ان تاخذ المرأة دورها الفاعل السياسي والاجتماعي والقيادي والفكري والعلمي والاقتصادي دون قيود تفرض عليها لانها إمرأة.
8)المؤتمر ينادي بدمج المثقفات والأكاديميات العربيات في المناصب الرفيعة في كافة المؤسسات العلمية والاقتصادية والثقافية والتربوية.
9)المؤتمر ينادي بمنح المرأة حق الاختيار في الامور والحياة الشخصية، دون اكراه في اي مجال كان، لبناء اسرة تعتمد على مبدأ التعاون والمساواة بين الرجل والمراة دون اعتبار اي منهما غالباً للآخر او اعلى منه مرتبة واهمية.
10) المؤتمر ينادي باعطاء المرأة العربية في اسرائيل الحق المتساوي في قيادة المؤسسات والهيئات المنتخبة والمشاركة التامة في المهام والنشاطات العلمية والاقتصادية ومكافحة البطالة في صفوفها.
[email protected]