تستمر قوات الاحتلال الاسرائيلية بعملياتها العسكرية الواسعة في كافة ارجاء الضفة الغربية، منذ نحو اسبوع، حيث مضى على اختفاء المستوطنين الثلاثة، اليوم الجمعة، اسبوع، فقد اعترف جيش الاحتلال باعتقال 320 مواطنا، 240 منهم من حركة حماس، واغلق اكثر من 40 مؤسسة وجميعية خيرية تابعة لحماس وداهم وفتش الالاف المباني خلال الاسبوع المنصرم.
ولكن كم بقي وهل بقي للاحتلال "هدف" في "بنك اهدافه" في الضفة وغزة.. وهل سيستمر في تدمير الضفة الغربية بحثا عن ثلاثة مستوطنين، فقد بدأ الجيش بالتخبط وقتل الاطفال واعتقال نواب ومسنين ومداهمة وتدمير كل ما يمر بطريقهم في شوارع الضفة ودهس من بمر بطريقهم وتفتيش ومسح الجبال والابار والمباني القديمة والجديدة والاحراش والمدارس والجامعات والمساجد، وتارة يغلق حاجز حوارة جنوب نابلس واخرى حاجز الكونتينر شرق بيت لحم وتارة يسمح لاهالي الخليل بالتحرك من والى المحافظة واخرى يغلق حاجز "دي سي او" قضاء بيت لحم، وتارة يجوب شوارع مدينة دورا واخرى يداهم جنين وطولكرم وقلقيلية، ويضرب غزة وينسحب من طوباس.... هي هذا مخطط ام انه افلاس وتخبط و"مسيرٌ نحو اللاهدف"...
وكان المستوطنون الثلاثة قد اختفت اثارهم منذ مساء الخميس 13 حزيران، حيث بدأت بعدها اسرائيل بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق بدأت بمحافظة الخليل وانتقلت لتطال كافة ارجاء الضفة الغربية من مدن وقرى وبلدات ومخيمات ومناطق مأهولة وغير مأهولة واراض زاعية وجبال وابار، دون الوصول الى طرف خيط كما قال مسؤولون اسرائيليون يشير الى اي معلومة قد تصلهم بالخاطفين او المخطوفين، في حين لا شيء يثبت حتى اللحظة ان المستوطنين الثلاثة مختطفين.
فقد شهدت شوارع الضفة الغربية كافة خلال الايام الماضية عمليات اقتحام مستمرة ليلا ونهارا، سجلت خلالها اكثر من مرة عملية اطلاق نار على الجنود منها في مدينة بيت جالا جنوب الضفة، فيما اصيب العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني واستشهد عدد آخر، واعتقل الجيش نواب المجلس التشريعي وقادة وكوادر وابناء حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية واسرى محررين من صفقة شاليط، منهم من اعتقل سابقا 30 عاما.
كما وقصفت قوات الاحتلال قطاع غزة اكثر من مرة، وسجل سقوط صواريخ فلسطينية على عدة مناطق في النقب الغربي.
وما زالت اسرائيل تبحث عن ابرة في "كومة قش"، حيث اعترف الجيش الاسرائيلي منذ بداية عمليات البحث عن المستوطنين ان جغرافيا الضفة صعبة جدا، لكنه اكد مرارا وتكرارا خلال الاسبوع ان العملية ستستمر وستتسع، وسيشتد الاغلاق على محافظة الخليل وسيصل لمحافظات اخرى.
فتارة تتهم اسرائيل حماس، وتارة تتهم الرئيس بالمسؤولية لتوقيعه اتفاق مصالحة مع حماس، وتارة تتهم الاسرى واخرى تتهم غيرهم من هم ليسوا اسرى، فتداهم المنازل وتصادر حواسيب واجهزة جوال واوراق ثبوتية وملفات من منازل وجمعيات خيرية تقدم المساعدات للفقراء، وتارة تداهم الجامعات الفلسطينية وتعيث فيها خرابا وتصادر ممتلكات الكتل الطلابية وملفاتهم التي تخص الطلبة في الجامعات.
وقد ذكر موقع "والا" العبري الاخباري، بأنه وفي حال لم تنجز مهمة جيش الاحتلال في الضفة خلال 10 أيام، اي قبيل حلول شهر رمضان المبارك في 29 حزيران الجاري، فان العملية العسكرية الواسعة ستمتد إلى رمضان، ويقول الموقع ان الجيش يقول ان الفلسطينيين سيكونون صائمين وبطبيعة الحال سيكونون عصبيين ومتوترين ونافذي الصبر ويمكن حينها سينسحب بساط "الشرعية" من تحت أقدام العملية العسكرية ويمكن للإحباط الفلسطيني أن ينتقل إلى مستويات عنيفة وعلى المستوى السياسي ان يضع بحسبانه سيناريوهات متطرفة، لذلك يقول الموقع نجد الشاباك والجيش يسابقان الزمن للعثور على "المعلومة الذهبية" التي تؤدي الى حل القضية قبل رمضان.
[email protected]