في أولى نشاطاتها، نظمت جمعية "السلام، مركز للفنون متعدد الثقافات" العربية اليهودية التي أُعْلِنَ عن تأسيسها مؤخّرا، أمسية شعرية أدبية أقيمت في غرفة الضيوف لعائلة في كرميئيل تطوّعت لاستقبال هذا النشاط المميَّز، حضرها حشد من متذوقي الأدب والشعر من اليهود والعرب، وكان ضيف الأمسية المربي يوسف أمين أسدي من قرية دير الأسد.
وقد استمرّت الأمسية على مدار ساعتين، استطاع الأسدي بإبداعه وقدراته التعبيرية المتميّزة أن يشدّ ويبهر الحضور، من خلال سرد أحداث وقصص واقعية جرت معه أيام الدراسة الجامعية قبلها وبعدها، بأسلوب روائي أدبي معبِّر جدا، وكان لها الوقع الكبير على بناء شخصيته وأثره على الغير أيضا، وخاصة فيما يتعلّق بعلاقة الانسان بأخيه الانسان، وعلاقة الانسان بالأرض وأثر الأرض والطبيعة عليه، رابطا روايته الشخصية بالشعر والأدب، ثم قرأ ثلاث قصائد من شعره المستوحى من الواقع وتجربته في الحياة وهي: حلمي الثائر، ما في مطر، والقصيدة الثالثة باللغة العبرية "בין שפל לגאות".
الملفت للنظر، أن الأسدي كمعلّم للغة العبرية قد فاجأ الحضور وخاصة المشاركين اليهود بتمكنه الإبداعي للغة العبرية الأدبية أو الفصحى إن جاز التعبير، وقرأ بين الفينة والأخرى المقاطع العبرية الأدبية والشعر لكتاب وأدباء ومحاضرين يهود تأثّر بهم، وكان أكثر ما شدّ انتباه الحضور عندما تحدّث الأسدي بإسهاب عن الاختصارات في اللغة العبرية أو ما تسمّى بـ"ראשי תיבות"، ماهيتها، مصادرها وتقسيمها إلى فئات.
كانت هذه هي الفعالية الأولى للجمعية، التي تميّزت بتفاعل الجمهور غير المعتاد في مثل هذه الفعاليات، لدرجة أن مجموعة من الحضور خلال المداخلات وتوجيه الأسئلة، طلبت تنظيم أمسية إضافية أخرى بنفس الأسلوب وتعهُّد بالمشاركة في فعاليات أخرى للجمعية. وانتهت السهرة الأدبية الشعرية بتقديم باقة ورد لضيف الأمسية وللعائلة المضيفة.
يذكر، أن جمعية "السلام – مركز للفنون متعدِّد الثقافات" تعمل من أجل تعزيز السلام والحياة المشتركة، على أساس الحرية، المساواة، الديمقراطية وتقبُّل الآخر، ومن أهمّ أهدافها، إقامة مركز الرياضة والفنون الشعبية التعدُّدية، تقريب القلوب، الجيرة الحسنة وتقبُّل الآخر والتسامح بواسطة فعاليات ثقافية تعليمية، ندوات ودورات. المركز سيكون بيتا للمجموعات والمنظمات التي تجتمع على الأهداف المشتركة، عن طريق لقاءات دورية ثابتة، وأيضا بواسطة مجلّة مشتركة للنشر والإعلان.
[email protected]