شهد جاليري زركشي بحي الرويس في مدينة سخنين ظهر اليوم السبت افتتاح المعرض الجديد للفنون التشكيلية بعنوان" الجيرة والجيران" وهو معرض مشترك لفنانين من سخنين والوسط العربي، كرميئيل، ومسجاف بتنظيم جمعية جوار في الشمال وفناني كرميئيل ومسجاف بالاشتراك مع وزارة الثقافة والرياضة وكانز المعرض امين ابو ريا ورونيت كورن لوز.
هذا وشارك في الافتتاح المئات من الجمهور العربي واليهودي من المنطقة بحضور توفيق خلايلة مدير جمعية جوار في الشمال وعلي غنايم مدير الجمعيات التعاونية، وأمين أبو ريا مدير المتحف الفلسطيني، واحسان خلايلة مدير كلية مسجاف والعشرات من الفنانين المشاركين بلوحات فنية بالمعرض، وكانت عدة كلمات ترحيبية ومداخلات التي اشادت بالمعرض والتعاون بين الفنانين بالمنطقة.
توفيق خلايلة مدير جمعية جوار في الشمال قال: "اذا كان لا بد لنا من كلمة في افتتاح هذا المعرض الجبار للفنون الجميلة على مركباتها في أكبر الصروح الفنية في بلدتنا الحبيبة سخنين- جاليري زركشي – لا يمكننا الا ان نبارك تلك الجهود الجبارة للكوادر العاملة في الجمعية والتي أوصلت الليل بالنهار للتحضيرات لإنجاح هذا النشاط وظهوره في ابدع صورة وأبهى اشكاله ليصل الزائر بالمعلومة الصحيحة والدقيقة التي تثلج صدره وتسلط الاضواء على كل ما به فرح ومسرة".
وأضاف:" هنا لا بد من التنويه الى المشاركة الكبيرة للفنانين وطاقم الانتاج من الوسطين العربي واليهودي اجتمعوا ليؤدوا رسالة الجيرة الحسنة واخلاق حسن الجوار واطلقت على المعرض اسم " الجيرة والجيران " فقد اعتمدت جمعية جوار في الشمال في اهدافها" الحضارة العربية " على مركباتها لتنهض بها وتطورها لتصل الجماهير بأبهى صورها رغم التعداد الكبير بمواضيعه واختصاصاتها وقد انجزت الكثير الكثير كمشاريع وفي جعبتها المشاريع والطروحات الكثيرة لتشكل فقرة مركزية في مسيرة شعبنا الثقافية والفنية".
أما الكانز للمعرض "الجيرة - الجيران" أمين أبو ريا قال:" الفن هو لغة الحوار الصامتة التي تصرخ امام ناظري كل مشاهد بما يعكسه هذا الانتاج والبيئة المحيطة به والحياة التي يعيشها. فيها متنفس لكل كرب وفيها نشوة النفس المنتجة واشباع الذات وتحقيق الاماني والاحلام، وحركات الانامل التي تخط وتعبر وتنقل للكون الخارجي احاسيس الفنان الجياشة التي ربما لا يستطيع التعبير عنها نطقا او بكلمات مكتوبة ليضعها امام المشاهد ليتمتع وليحلل افكار ومعتقدات وما يؤمن به ذاك الفنان من خلال انتاج فني عكسي كل ما تستر في داخل ذاك المجسم المتشابه والمختلف ليلقاه المشاهد كجريدة الصباح التي ينتظرها يوميا لتخبره عما يدور في الكون الواسع من احداث".
وأضاف أبو ريا: "في داخل كل انسان هناك منظومة انسانية شبيهة ومتماثلة بين معظم ابناء البشر لان خالقنا واحد بمشيئته ومعطينا صفة الانسانية دون تمييز الا اننا كما انه لا يمكن ان نجد نبتتين متطابقتين تماما لا يمكننا ان نجد اثنين من ابناء البشر متساويين في كل شيء ومه هذا نجد التفاهم والتناغم والمشاركة بين ابناء البشر بحكم انسانيتنا وما تميله علينا".
وأشار ابو ريا: "الفن هي كلمة وصفة مكونة من حرفين اثنين الا انها تحمل في طياتها الكثير والعديد من المعاني والصفات التي تصمم حياتنا وتعطيها الذوق والجمالية والمتعة والاحاسيس الجميلة وكشف الشكوك والمخاوف المخفية وملأ الفراغ واستقطاب الناظر لتعطي منفذها صفة الفنان ذاك الذي يملأ الصحيفة البيضاء بالخطوط المعبرة لتصل رسالته او صرخته الى كل ارجاء المعمورة ليقرأها ويترجمها كل من يراها بلغته التي يحسن اتقانها . وهذا هو شأن من يحول كومة من المادة الصلبة الى منظومة مجسمات لتلون وتشكل لنا حياتنا بكل ما هو جميل لتنيرها وتمحو ضبابية حدودها ليتسع الحيز الذي نشغله مكانه ومكانته وتأثيره".
أما رونيت كورين – لوز الكانزة للمعرض فقد ألقت كلمة قالت فيها:"عندما تضيء الروح ترى حتى القمر المكسو بالضباب ينشر انواره بكل لطف، والبازل هو لغز يتركب من عدة قطع مختلفة وطريقة تركيبها ممكن تعلمها ولكن عند وضع القطع كل في مكانه المخصص تعطينا صورة كمجموعة متجانسة على مسطح واحد".
وعندما باشرت في مشروع الجيرة والجيران خيل لي أن يأتي عدد من الفنانين من كل منطقة ليقدموا اعمالا في نفس الصدد وكلما تعمقت اكثر في الموضوع تبين لي ان الامر ليس كذلك وانما مجموعة من الفنانين الغير متجانسة موضوعيا وثقافيا وينتمون لحضارات مختلفة تجمعهم فقط لغة تفاهم واحدة هي الفن التي بمساعدة الخط واللون والشكل ليعطونا عمل فني متكامل تمتعنا مشاهدته.
وأضافت: "يشارك في المعرض فنانين جيران منهم من هو قريب ومنهم البعيد المهتمين بالموضوع كل من وجهة نظره كي يضعوا اما ناظريكم مفهوم الجيرة ومركباتها كل من مكان سكناه والخلفية الحضارة التي ينتمي اليها من اجل بناء لتقوية الروابط فيما بينهم بتعاون ومشاركة تامة، وتتحدث الاعمال المعروضة عن " الجيرة والجيران " وكل فنان عبر عنها بأسلوبه ووجهة نظره الخاصة : جيران في بناية متعددة الطبقات، جارة من الطابق من الطابق السفلي تسب وتشتم الجارة من الطابق الذي فوقها بسبب رشها بماء الغسيل، والجارة التي تقترض السكر ولا تعيده، عمل اخر يعكس الجيرة الاقليمية اعمال اخرى تعكس شخصيات نموذجية من الجيران كأشخاص مختلفين ومتنوعين".
وأكدت رونيت: "في الاعمال المعروضة الألوان كثيرة والمذاهب الفنية متعددة منها الواقعي والانطباعي، ومنها التكعيبي والسريالي والخيالي والتصوري والتسجيلي، وتقديري انه لو اجتمع هؤلاء الفنانين لإنتاج عمل معا لأثر انسجامهم أكثر واعطانا نتائج مختلفة، وربما لا يمكنني الاجابة عن هذا التساؤل او على الاقل كان بإمكاننا ان نجد اساليب وخطوط اخرى للمشارة وليس بلغة الفن فحسب، على الصعيد الشخصي سعادتي كانت عظيمة من عملية تجهيز المعرض واقيمها عاليا.
أما د. غزال أبو ريا الناطق بلسان بلدية سخنين واحسان خلايلة مدير كلية مسجاف فرحبا بجميع المشاركين والزائرين للمعرض، وثمنا الجهد الكبير والتعاون منقطع النظير بين الفنانين بالمنطقة من الوسطين العربي واليهودي، كون أن لغة الفن مفهومة ومعروفة عند الجميع وهي لغة عالمية، ومن الأهمية بمكان الحفاظ على لغة التفاهم والسلام والاحترام المتبادل بين جميع بني البشر.
[email protected]