اسقطت هيئة الكنيست العامة الأربعاء الماضي اقتراح قانون للنائب د. عبد الله أبو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، ينص على تعديل القانون القائم الذي يتيح لأحد الوالدين الحصول على إجازة مرضية لمدّة 8 أيام في السنة فقط إذا أصيب ابنه بمرض، وهذه الإجازة تُمنح مقابل مرض الابن الواحد في العائلة فقط، حتى لو كان عدد أكبر من الأولاد في نفس العائلة. يضاف إلى أن في العائلة وحيدة الأبوين يحصل معيل العائلة الوحيد على 16 يوم إجازة في السنة عن ابنه المريض (هكذا هو القانون الساري اليوم).
وفي معرض شرحه لاقتراح القانون والتعديل المٌقترح أمام هيئة الكنيست العامة قال النائب د. أبو معروف، لا يصح أن تكون مدّة الإجازة المرضية لأحد الوالدين عند مرض أحد الأبناء 8 أيام فقط. واقترح د. ابو معروف أن يحصل أحد الوالدين على إجازة رعاية لابنه المريض حتى الابن الخامس في العائلة وليس لولد واحد كما هو متّبع حتى هذا اليوم. وطلب أبو معروف التعديل التالي على القانون: يحصل أحد الوالدين على 8 أيام إجازة عن الولد الأول، و12 يوما عن ولدين في العائلة، و13 يوما عن ثلاثة أبناء في العائلة، و14 يوما عن أربعة أبناء، و15 يوم عطلة عن خمسة أبناء في العائلة. هذا يعني إضافة سبعة أيام إجازة للعائلة كثيرة الأولاد، الأمر الذي لا يكلِّف خزينة الدولة من الناحية الحسابية البسيطة، فبدلا من إبقاء عملية العناية بمرض الأبناء حتى جيل 16 عاما بحسب القانون، يمكن تعديل ذلك وإنزاله إلى 12 عاما فقط. والعملية الحسابية هي بسيطة جدا، بين سن الـ12 حتى جيل الـ16 يمكن إضافة إجازات مرضية سنوية لكل ابن إضافي.
وأكد د. ابو معروف أن حاجة مكوث الوالدين إلى جانب أبنائهم أثناء المرض تبقى مهمّة حتى بلوغ الابن جيل 12 عاما، بعدها ومن جيل 13 عاما يمكن تركه في البيت وحده لساعات ويستطيع الاعتماد على نفسه حتى عودة والديه من العمل، ولهذا فإن منح الوالدين الإجازات المرضية للابن حتى جيل 12 عاما وتوزيع الإجازات المرضية من جيل 12 حتى جيل 16 على الأبناء الخمسة ممكن أن يضمن رعاية صحية أفضل للعائلة من جهة، ويؤدي إلى موازنة ايجابية صحيحة في الميزانية المخصصة.
وقال د. ابو معروف، إن اقتراح القانون المذكور كان قد طرح في الكنيست من أعضاء كنيست آخرين، ووضعه النائب الجبهوي السابق د. عفو إغبارية على طاولة الكنيست، وبالرغم من أن التعديل المطروح على القانون لا يمت بصلة للصراعات السياسية بين ائتلاف ومعارضة ويخدم شرائح واسعة في المجتمع الاسرائيلي إلا أنه رفض في حينه من حكومة نتنياهو، وها هو يرفض مرّة أخرى اليوم من الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو أيضا، بالرغم من أنه اقتراح قانون اجتماعي بامتياز، يخدم العائلات كثيرة الأولاد ويمنحها إمكانية الحصول على إجازات مرضية حتى الولد الخامس.
في ردّه على اقتراح القانون ادّعى وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت أن التعديلات التي يطرحها النائب د. ابو معروف على القانون بملائمة أيام الإجازات المرضية مع عدد الأبناء في العائلة، لها أبعاد اقتصادية سلبية على أصحاب العمل المُشَغِّلين وتكبِّدهم خسائر مادية وممكن أن تؤثّر سلبا على مستقبل تشغيل أرباب العائلات المعيلة. هذا وبسبب عدم وجود نصاب ائتلافي كاف في قاعة الكنيست أثناء التصويت، حاول الوزير بينيت الإطالة في الرد بمواضيع لا تمت بصلة لاقتراح القانون حتى وصول أغلبية من الائتلاف للقاعة للتصويت ضد اقتراح القانون، وحاول رئيس الائتلاف الحكومي دفيد بيتان من إجراء التصويت بالاسم وليس عبر التصويت الالكتروني، بهدف إحراج أعضاء الائتلاف للتصويت ضد اقتراح القانون، إلا أن رئيس الجلسة رفض طلبه، وحصل اقتراح القانون على 26 صوتا، مقابل 37 صوتا ضد الاقتراح.
[email protected]