قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ينوي فعلا نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وأنه من المحتمل أن يعلن عن ذلك بعد يوم واحد من توليه الرئاسة، وذلك استنادا إلى ما رشح من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع رجل الأعمال اليهودي الأميركي، دانييل آربس، المقرب من صهر ترامب، جاريد كوشنر.
يشار إلى أن تقديرات فلسطينية كانت قد اعتبرت أن تصريحات ترامب، خلال الحملة الانتخابية، بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، تأتي من قبيل الدعاية الانتخابية فقط، وأن ذلك لن يتحقق، رغم أن المستشارة للأمن القومي الأميركية، سوزان رايس، كانت قد قالت لمستشاري عباس، قبل نحو شهر، إنه يجب أخذ تصريحات ترامب بمنتهى الجدية.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، عن مصدر إسرائيلي شارك في لقاء وفد "ميرتس" مع عباس، الثلاثاء الماضي، أن الأخير، وردا على سؤال بهذا الشأن، قال "نتصرف بروية وانضباط إزاء تصريحات ترامب"، مضيفا أنه يدرك أن ما يقال خلال الحملة الانتخابية لا يعكس بالضرورة الواقع خلال توليه لمهام منصبه. كما أكد أنه لا يعتقد أن ترامب سيقوم بنقل السفارة إلى القدس.
وبعد يوم واحد، اختلفت هذه التقديرات، وذلك بعد لقاء عباس مع رجل الأعمال اليهودي الأميركي آربس. ورغم أن الأخير لا يعتبر معروفا في وسط الدوائر التي تنشغل في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني، إلا أن مصادر نقلت عنه قوله إنه معني بتقليص أعماله التجارية لصالح تكريس الوقت في الدفع باتجاه التوصل إلى حل للصراع.
وبحسب التقرير، فإن آربس توجه، قبل أسبوعين، بواسطة رجل أعمال أميركي، إلى كبار المسؤولين في مكتب الرئيس الفلسطيني، وطلب الاجتماع مع عباس ومع رئيس طاقم المفاوضات صائب عريقات، باعتباره، أي آربس، مقربا من الرئيس الأميركي المنتخب، وذلك بعد أسابيع من محاولات عباس ومستشاريه إجراء اتصال مع ترامب وطاقمه دون جدوى.
ورغم أن العلاقة بين آربس وترامب ليست واضحة، إلا أنه من المؤكد أنه على علاقة وثيقة مع صهره جاريد، الذي عين، قبل بضعة أيام، مستشارا كبيرا في البيت الأبيض. وبحسب تصريحات ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن كوشنر سيكون له دور في الدفع بما يسمى "عملية السلام".
وأشار التقرير إلى أن منذ الانتخابات، نشر آربس مقالات وأجرى عدة مقابلات في وسائل إعلام دولية وإسرائيلية، امتدح فيها ترامب، واعتبر فوزه فرصة للدفع بـ"عملية السلام". وفي مقابلة مع القناة الإسرائيلية باللغة الإنجليزية، في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، عرض أفكارا تتضمن مبادرة إسرائيلية تشتمل على خطوات مستقلة وتدريجية لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، ومنح صلاحيات للسلطة الفلسطينية، وزيادة التنسيق الأمني. كما أشار إلى أن الدول العربية المجاورة ستدعم ذلك.
وقال أيضا إن ترامب لن يفرض شروطا على إسرائيل والفلسطينيين، وإنما سينتظر أن تطرح إسرائيل مبادرة ليدعمها.
وفي مقالة له نشرت في "جيروزاليم بوست"، في كانون الأول/ ديسمبر، قال إن "انتخاب ترامب هو فرصة سياسية بالنسبة لإسرائيل".
إلى ذلك، يضيف التقرير، نقلا عن مصدر إسرائيلي، وصف بأنه مطلع على تفاصيل لقاء آربس مع عباس، أن رجل الأعمال الأميركي أكد للرئيس الفلسطيني أنه بحسب المعلومات المتوفرة لديه، فإن ترامب جدي في نواياه نقل السفارة إلى القدس، وأنه من الممكن أن يعلن عن ذلك بعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة في العشرين من كانون الثاني/ يناير.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر فلسطيني قوله إن معلومات وصلت القيادة الفلسطينية من مصدر أميركي مفادها أن ترامب سيعلن في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير، بعد يوم واحد من أداء اليمين، عن نقل السفارة. وأكد مصدر فلسطيني ثان أن هذه الرسالة وصلت إلى عباس عن طريق مصدر أميركي، في حين أكد مصدر ثالث أن المصدر الأميركي هو آربس نفسه.
وفي السياق ذاته، رفض آربس، في حديثه مع "هآرتس" الإدلاء بتفاصيل عن لقائه مع عباس، وقال إنه جاء إلى البلاد كسائح وبشكل مستقل.
وبالنتيجة، لم يتحدث آربس نفسه عما دار بينه وبين عباس، والتصريحات بشأن نقل السفارة القدس لم تتضح مدى دقتها. ولكنها دفعت عباس في الغداة إلى إطلاق حملة سياسية وإعلامية ضد نقل السفارة إلى القدس حذر فيها من أبعاد العملية، كما أرسل مذكرة تحذير إلى ترامب.
[email protected]