صادقت السلطة الثانية للتلفزيون والراديو على قرار يقضي بتحضير ونشر مناقصة لإقامة إذاعة عربية بالبلاد، وذلك بتأخير 22 عاما بعد إطلاق أول راديو عربي ضمن محطات الإذاعة المنطقية التابعة للسلطة الثانية والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد والتي يصل عددها اليوم إلى 16 محطة، منها فقط محطة عربية واحدة، وهي إذاعة الشمس التي تبث من الناصرة.
ويأتي هذا القرار عقب توجهات ومطالب لأحزاب ومؤسسات وجمعيات عربية، وما تلالها من وعودات على مدار سنوات طويلة من قبل السلطة الثانية والحكومة الإسرائيلية، بيد أن هذه الوعودات لم تخرج إلى حيز التنفيذ.
وصادق المجلس العام للسلطة الثانية على قرار إقامة إذاعة عربية قطرية تجارية، وسينشر قريبا مناقصة بهذا الخصوص، حيث من المفروض أن يغطي بث الإذاعة المستقبلية جميع المناطق العربية، من الجليل بالشمال إلى أقصى النقب بالجنوب.
وسوغ القائمون على السلطة الثانية التأخير في نشر المناقصة، مخاوفهم من مغبة أن تطلق الإذاعة بثها وألا يكون بمقدورها لاحقا الاستمرار بالبث والعمل بسبب عوامل اقتصادية وتجارية.
وبعد فحوصات تواصلت لسنوات توصل مجلس السلطة الثانية للبث لقناعات بوجود جدوى تجارية واقتصادية من تشغيل وإطلاق إذاعة عربية قطرية.
وشددوا في قراراهم بأنهم على قناعة بأن المجتمع العربي وفي ظل التطور التجاري والاقتصادي والجهات التي أبدت استعدادها للاستثمار بمشاريع إعلامية، يمكنه أن يستوعب وينجح إذاعة عربية قطرية تعمل وتبث إلى جانب المحطة القائمة، علما قرار السلطة الثانية بإقامة محطة عربية من منطلق تشجيع المنافسة التجارية والاقتصادية من جهة والتأكيد على التنافس من ناحية الفحوى والمضامين وضمان التعددية الفكرية.
وأطلقت السلطة الثانية للبث والتلفزيون في العام 1994 مناقصات لتشغيل إذاعات منطقية في جميع أنحاء البلاد، بموجبها تم تشغيل 16 محطة راديو، منها فقط تم منح التراخيص في حينه لتشغيل إذاعة عربية واحدة في منطقة الناصرة، حيث لا يصل بثها ولا يغطي جميع المناطق العربية في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية.
وعلى مدار 22 عاما سمح لإذاعة عربية واحدة بالبث، وامتنعت السلطة الثانية للبث عن نشر مناقصة لتشغيل محطة راديو أخرى، وذلك على الرغم من أن العرب يشكلون 20% من التعداد السكاني بالبلاد، بينما لليهود الحريديم والذين لا يتعدى تعدادهم 8% من السكان، منحت التراخيص لمحطتين يصل بثهما جميع المناطق في البلاد.
[email protected]