شن مسؤولون إسرائيليون، اليوم الجمعة، هجومًا غير مسبوق على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، قبل تبني مجلس الأمن مشروع القرار ضد الاستيطان في الضفة الغربية.
وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تحدث هاتفيًا يوم أمس مع كيري حول استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد القرار، إلا أن الأخير رفض الالتزام بذلك.
ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول رفيع قوله، قبل التصويت، إن أوباما وكيري مسؤولان عن الخطوة المخجلة والمعادية لإسرائيل التي سيصوت عليها مجلس الأمن، وذكر المصدر أن الإدارة الأميركية خططت بالاشتراك مع الفلسطينيين بالسر لتمرير قرار متطرف ضد إسرائيل، والذي من شأنه دعم الإرهاب وعمليات مقاطعة إسرائيل.
واعتبر المصدر أن هذه الخطوة تترك إسرائيل وحيدة على الساحة الدولية، وهي كسر لقاعدة وتقليد مارسته الإدارات الأميركية طوال عشرات سنين مضت دافعت خلالها عن أمن إسرائيل ومصالحها، وهذه الخطوة ستجهض إمكانية العمل مع الغدارة القادمة لتحقيق السلام.
ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي آخر أن أوباما وكيري يقفان خلف هذه الخطوة، وهي محاولة من أوباما لفرض سياسته على الإدارة القادمة التي سيتولاها دونالد ترامب، قبل أن يتمكن الرئيس المنتخب من التأثير على الدول الداعمة للقرار.
وتابع المصدر أن أوباما يحاول فرض قرار في مجلس الأمن لأنه يعلم أن ترامب بصدد تغيير السياسة الأميركية، أوباما كسر النهج السياسي المتبع منذ عشرات السنوات في الولايات المتحدة والذي دافع عن إسرائيل في الساحة الدولية، لكنه هذه المرة ترك إسرائيل وحيدة.
وأعلنت الإدارة الأميركية أن لا شأن لها بمشروع القرار المزمع التصويت عليه في مجلس الأمن، وأنكرت كافة الاتهامات التي وجهت إليها من المسؤولين الإسرائيليين.
وأفادت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة أن إسرائيل توجهت مرة أخرى للرئيس المنتخب، دونالد ترامب، طالبة منه بذل كل جهده للتأثير على تصويت الولايات المتحدة واستخدام الفيتو لمنع تبني مجلس الأمن هذا القرار.
وكان من المزمع أن تطرح مصر، بصفتها رئيسة المجموعة العربية في مجلس الأمن، المشروع للتصويت يوم أمس، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بسحبه قبل طرحه، في خطوة منحت إسرائيل حماية من تبعات هذا القرار التي تعتبرها كارثية.
ويعي نتنياهو ومساعديه وكبار موظفي الخارجية الإسرائيلية خطورة مشروع القرار المصري، وأنه في حال إقراره سيجر المسؤولين الإسرائيليين، من أكبرهم إلى أصغرهم، وكذلك مستوطنين، إلى محكمة الدولية الجنائية في لاهاي. فهم يعرفون أنهم يرتكبون جريمة باستيطانهم. ولذلك، قدموا شكرهم الجزيل للسيسي.
وتبنت اليوم كل من نيوزيليندا وفنزويلا والسنغال وماليزيا طرح مشروع القرار للتصويت، بعد أن تنازلت مصر عنه، وقالت مصادر دبلوماسية إن الدول الأربعة طالبت أن يتم التصويت على القرار في الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم الجمعة بتوقيت نيويورك (الثامنة والنصف بتوقيت القدس).
[email protected]