انتشرت مؤخرًا معلومات مفادها أنّ شركة تقوم باستطلاعات الرأي توزع على المواطنين في مدينة الناصرة أجهزة للتنصت عليهم دون علمهم بحجة أنّ هذه الأجهزة تستطيع معرفة أماكن تواجدهم، وقد كشف هذه المعلومات المختص بالأجهزة الخليويّة وصاحب محل لتصليح وبيع الهواتف، مهران عوايسي.
سألناه: ما هي قصة هذه الأجهزة التي جرى توزيعها في الناصرة للتنصت على المواطنين؟
توجه لي أحد الأصدقاء الذي يحمل الجهاز ليستوضح ماهية هذا الجهاز، فأمسكته وقرأت عليه أنّه Gps وشريحة هاتف، ومن هنا لفت انتباهي وفتحت الجهاز لأجد شريحة تابعة لشركة اتصالات وقد جرى استخراج الرقم والاتصال به لنكتشف أنّ الخط يفتح المكالمات تلقائيًا دون أي إشارة أو تنبيه، والمتصل يستطيع سماع كل صوت عن طريق الجهاز.
كيف وصل الجهاز هذا إلى المواطنين؟
قال لي صديقي أنّ هذا الجهاز تلقاه من شركة استطلاعات للرأي، تابعة لشركة مواصلات، وقالوا له أنّهم يريدون إجراء فحص حول إمكانية إدخال القطار الخفيف إلى الناصرة، ويريدون دعمًا لهذا المشروع. هذا الاستطلاع كما أفاد صديقي فإنّه يتم بحمل هذا الجهاز الذي يحدد مكان الشخص وبه شريحة هاتف، واشترطوا أن يحمل كل أفراد العائلة هذه الأجهزة، الأم والأب والأبناء.
جرى الحديث عن أنّ هذه الشركة دخلت بالتعاون مع بلدية الناصرة، هل هذا صحيح؟
نعم، جرى الحديث عن أنّ هذا الاستطلاع دخل الناصرة بمعرفة بلدية الناصرة، وقد رأيتُ منشورًا موقعًا من البلدية واستغربت الأمر، فقرأت المنشور واتضح لي أنّ المنشور ينص على دعم المشروع، لكن لم يذكر أبدًا هذا الجهاز في المنشور على الإطلاق، وبما أنّ أبي نائب رئيس بلدية الناصرة، محمد عوايسي، قمت بالاتصال به وأفاد أنّ البلدية لديها علم بالمشروع، لكن لا دراية لديهم عن توزيع هذه الأجهزة أو تطبيق الهاتف الذي يجري تحميله على أجهزة المشاركين في الاستطلاع.
بماذا تنصح الناس؟
أنصح جميع الناس بفحص الأجهزة الإلكترونيّة ومصدرها قبل أن يتم وضعها في المنزل، فكل جهاز يجب التأكد منه قبل إدخاله خاصةً لأنّ هذه الأجهزة يمكن أن تمسّ خصوصيّة الأفراد والعائلة، فهذا الجهاز جرى اكتشافه عن طريق المعلمة التي وجدت في حقيبة الطفل الصغير جهاز وقامت بالاتصال بالأب والاستفسار عنه.
يجب الانتباه ليس فقد للأجهزة، بل كذلك من التطبيقات والبرامج التي يجري تحميلها في الأجهزة الخليويّة الذكية.
مهران عوايسي
[email protected]