من إنتاج طلاب قسم المسرح في الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في إسرائيل – حيفا
المحامي زكي كمال رئيس الكليّة:" استثمارنا في قسم المسرح لم يكن عبثًا بل جزءا من رسالة إنسانيّة تتبناها الكليّة وهي التواصل مع الإنسان، والعمل لرفعته وإثراء ثقافته"
"لم يكن قرارنا في الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في حيفا، استثمار الجهد والمال في فرع المسرح والموسيقى، وتقديم الدعم له وتوفير كافّة مقوّمات النجاح للمشاركين فيه والقائمين عليه، قرارًا عفويًا بل استمرارًا لرسالة الكليّة الأساسيّة والأولى، وهي التواصل مع الإنسان والعمل من أجل رفعته وثقافته وبناء حضارته وصياغة فكره وآرائه ومواقفه الاجتماعيّة والإنسانيّة. إنّ استمرارنا يؤكّد صحّة ما كان، وضرورة تعزيزه ومواصلته رغم الصعوبات ورغم المواقف المستغربة وربما حتى المفاجئة والمتحفّظة". هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في حيفا في مستهلّ أمسيّة خاصّة نظّمتها الكليّة في مسرح بيت الكرمة في حيفا تمّ خلالها عرض مسرحيّة " دموع لا يراها العالم".
وأضاف المحامي كمال:" ثقافة الإنسان وحضارته بل وتحضّره لا تقاس فقط بإنجازاته الأكاديميّة والعلميّة، وإن كانت هامّة للغاية باعتبارها أساس التطوّر العلميّ، بل إنّ هذه الثقافة، وهذا التحضّر يقاسان بمدى قدرته على تحويل العمل الفنيّ العاديّ إلى رسالة إنسانيّة سامية تعتمد التعدّديّة والإبداع والشموليّة، وكذلك تحويله إلى رمز ثقافيّ يشكّل زادًا حضاريًّا وفكريًّا، قبل أن يكون سبيل معيشة أو وسيلة للعيش، فالفكر هو البداية لكلّ رغبة في التقدّم والتطوّر. والفن هو أسمى درجات الفكر، ومن هنا جاء القرار بدعم التوجّهات الإبداعّية باعتبارها شحذًا للهمم وتحفيزًا للعقل والابداع".
وحضر المئات من المدعوّين من مختلف أطياف المجتمع العربيّ من محاضرين في الكليّة وعلى رأسهم بروفيسور سلمان عليان، مدير الكليّة، والدكتور محمد حجيرات نائب المدير والدكتور نبيه القاسم عميد الطلبة، وطلاب ومثقّفون وشخصيّات اعتباريّة وصحفيّون، وبرزت بين الحضور السيدة فيدا مشعور رئيسة تحرير جريدة الصنارة، ومحررة ليلك ومجموعة الصنارة للإعلام، كما أنّه من المعروف أنّ مسرحيّة " دموع لا يراها العالم" هي إعداد مسرحيّ لعدّة قصص قصيرة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، منها: مع سبق الإصرار، المغفّلة، دموع لا يراها العالم، الكبش والآنسة، وتعكس الشخصيّات بتصرفاتها أنماطًا من التصرف الاجتماعيّ نصادفها وتصادفنا يوميًّا ، كالخوف من المستقبل والتغيير، وانعدام الثقة بالناس، وفوق كلّ ذلك بالنفس ، وامتهان الكذب في الزواج والصداقة، وادّعاء للقيم الإنسانيّة والإيمان،أي أنّها صورة لمجتمع يقول عكس ما يفعل.
من جهته قال حسين أبو سعدة معدّ ومخرج المسرحيّة:" تشيخوف سخر من هذه الشخصيّات والتصرفات، واستصغرها، لكنّه لم يكتف بذلك أي أنّه لم يكتف بأن يلعن الظلام، بل أصرّ على إيقاد شمعة تنير الظلام. وسعى ودعا إلى التغيير في النظام السياسيّ كي يتمتّع الناس جميعًا بالخير والحقوق والحريّة والكرامة الشخصيّة والإنسانيّة والاحترام التامّ/ بغض النظر عن العرق والجنس والدين والحالة الاقتصاديّة، والموقف السياسي والعقائدي...
المحامي زكي كمال اختتم قائلًا :" إنّنا على ثقة بأنّ مسرح هذه الكليّة سيكون المسرح المهنيّ، الجامع والعام، الذي يجمع بين جنباته كافّة الأطياف الإنسانيّة في هذه البلاد من أصحاب الأقلام والمواهب في مجال المسرح والفنون، لنأخذ بأعمالهم ونتاج إبداعهم وفكرهم منارة وطريقًا في مسرحنا الكبير".
[email protected]