يحرص الأهل في معظم الأحيان لتوفير بيئة نفسية صحية لتنشيئة الطفل, و لكن عكس ذلك قد يحدث في بعض الحلات, سواء كان بقصد أو غير قصد, سواء بنية حسنة أو بسوء نية, فيقع الطفل ضحية للعنف الذي يأخذ أكثر من شكل, و ما نريد تسليط الضوء عليه في هذه المرة, هو العنف اللفظي تجاه الأطفال, و ذلك من باب تعريف الاهل به و بأشكاله, لأنه من اكثر أنواع العنف الذي يقع فيه الأهل بدون نية سيئة, و دون قصد.
قد نقوم بالإساءة لفظيا لأطفالنا, ونترك أثر نفسي سلبي عليهم من خلال بعض العبارات و الألفاظ التي قد تكون غير مقصودة, أو حتى تلك المقصودة, و لكن الأهل لا يمكن أن يصنفوها ضمن العنف اللفظي, و هنا إذا كنت تقوم بواحدة أو اكثر من هذه الأمور, فأنت تسيء لطفلك نفسيا, وتمارس ضده العنف اللفظي حسب تصنيفات علم النفس…
إطلاق اسماء على الطفل غير اسمه الحقيقي و لا نقصد الاسماء المحببة للطفل مثل اسم ” الدلع” الذي يحبه, و إنما القصد هو الاسماء التي تضايق الطفل, و التي قد يستخدمها الاهل للإهانة, أو حتى الاستفزاز المحبب للأهل, و لكنها ضايق الطفل في نفس الوقت, لذلك تحقق دائما من أن لا تنعت طفلك باسم مكروه لديه.
الرفض و التهديد بالترك, و الكثير من الأهل يهددون بترك أطفالهم سواء على أثر مشاجرة بين الأب و الأم, أو الانفصال, و البعض الأخر قد يستخدم التهديد لعقاب الطفل على فعل قام به, و في الواقع فإن التهديد بالترك و الرفض يترك أثار سلبية كبيرة على نفسية الطفل.
التهديد بالضرر الجسدي, و تخويف الطفل بالضرب, و خصوصا العنيف منه يعد نوعا من انواع العنف اللفظي تجاه الطفل, و الذي على الاهل تجنبه.
إلقاء اللوم من قبل الكبار على الطفل في نتيجة لعمل ما, تجعل الطفل متأزما نفسيا, وخصوصا أنه قليل الحيلة و لا يمكنه أن يتلافى النتائج بحكم قدرته المحدودة, و هذا الشعور بالذنب يكبت مشاعر سلبية كثيرة في داخل الطفل.
السخرية, وهي من أكثر أنواع العنف التي يقع بها الأهل عن طريق الخطأ, فهم يستخدمون الطفل كفكاهة, بالرغم من حبهم له, و لكن لا ننكر أن الأهل قد يستخدمون السخرية كذلك بقصد الإذاء, و في كلتا الحالتين تترك السخرية أثر سلبي على الطفل و ثقته بنفسه على المدى القريب و كذلك البعيد.
[email protected]