تنطلق يوم الاثنين القادم، 14.3.2016 الدّورة الأولى لمهرجان حيفا المستقلّ للأفلام من خلال مؤتمر صحفيّ يعقده المنظّمون والمنظّمات في مسرح خشبة عند السّاعة 18:00 بحضور طاقم المهرجان ومجموعة من العاملين في القطاع السّينمائيّ الفلسطينيّ، يليه عرض فيلم "حب، سرقة ومشاكل أخرى" للمخرج الفلسطيني مؤيد عليّان في نفس المكان.
يطمح مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام إلى مواكبة التطوّر الحاصل على المشهد السينمائيّ، وإلى المساهمة في مشهد صناعة السّينما في فلسطين والعالم العربيّ. كما يسعى إلى فتح باب الجدل والنقاش في عالم السّينما من خلال كسر الحدود بين حيفا والمشهد السينمائيّ العالميّ. يستمرّ المهرجان حتّى ستة أيام، يتم فيها عرض مجموعة من الأفلام العربيّة والعالميّة. كما وسيتم عرض أفلام فلسطينيّة لأوّل مرة في حيفا، في محاولةٍ لتسليط الضوء وتقديم الاحترام للإنتاج المحليّ، ما يسهم في تمكين وتدعيم السّينما والثقافة في المجتمع. سيرافق برنامج عروض الأفلام عدد من العروض الموسيقيّة والأنشطة الثقافيّة والندوات، ما يضيف أجواءً حيويّة للمدينة.
اختيار الأفلام
في حديث مع لينا سويلم، من القائمين على المهرجان حول اختيار الأفلام التي ستُعرض على مدار أيامه السّتة، قالت: "يضم المهرجان أفلامًا فلسطينيّة عديدة عُرضت في مهرجانات سينمائيّة بالعالم، مثل فيلم "ديجراديه" لعرب وطرزان ناصر والذي عُرض في مهرجان كان السّينمائيّ، كذلك أفلام عديدة عُرضت في تورنتو ودُبي، وهذا يعني أنّ السّينما لفلسطينيّة هي سينما ناجحة جدًا وتضم إنتاجات وإبداعات عديدة رغم شحّ الدعم، وبالتالي يشكّل المهرجان منصة للمخرجين والمنتجين الفلسطينيّين بتقديم أفلامهم ودعمهم أيضًا. لدينا أفلام من ثقافات عديدة تقع قصص النضال في صلب حياتها وإنتاجها السّينمائيّ أيضًا، مثل فيلم من كولومبيا، ومن المهم أن نعرّف هذه الأفلام على الجمهور الفلسطينيّ في حيفا ، خاصة الأفلام المستقلّة والإبداعيّة والفنّيّة. الفكرة تكمن بإحضار أيضًا أفلام من العالم العربيّ إلى حيفا لأول مرة، من جهة تعريف الجمهور الفلسطينيّ عليها ومن جهة ثانية تذكير للإنتاج السّينمائيّ العربيّ بضرورة عرض أفلامهم في حيفا كونها مساحة للثقافة العربيّة الفلسطينيّة".
استقلاليّة الإنتاج الفنّيّ
مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام هو مهرجان مستقلّ تمامًا من أي دعم أو تعاون حكوميّ أو مؤسّساتيّ. حيث جاءت فكرة تأسّيسه نتاج الإقصاء والتّهميش الثّقافيّ الذي يعيشه الفلسطينيّون في الداخل. الأمر الذي يتجسّد بشكلٍ عمليّ في ممارسة الحياة الثّقافيّة لديهم. هذه الاستقلالية الذي قام عليها المهرجان، لا تلغي جهود ومكانة المؤسّسات والجمعيّات التي تنشد الحقوق الثّقافيّة للفلسطينيّين في الداخل وتنظّم باستمرار أنشطة ثقافيّة وتطرح قضايا هامّة بما يتلاءم مع مهامها المنشودة واهتمامات الجمهور. إنما الاستقلاليّة جاءت من منطلق كوّنها مسألة جوهريّة، تمنح الدّعم للفلسطينيّين في الدّاخل وتعيد له حقه المنقوص في صناعة ثقافته.
في حديث مع روجيه خليف، أحد القائمين على المهرجان، حول استقلاليّته، قال: "بداية، نحن نؤمن باستقلاليّة الإنتاج في كل مكان، في فلسطين أو أي مكان آخر بالعالم، لأننا نؤمن بضرورة الإنتاج الذّاتي بلا دعم عمومًا، كم بالحري في سياق واقعنا بمدينة حيفا وعدم تعاملنا مع المؤسّسة الإسرائيليّة. النقطة الأساسيّة هي ليست عدم رغبتنا بالتعاون مع آخرين، بالعكس، من المهم أن نتعاون كشباب منتج مع بعضنا البعض، وأن يعطي كل منا ما لديه، وهذا ما لمسناه خلال التحضيرات المستمرة للمهرجان، كل يعطي في مجاله، حتى المقاهي فتحت أبوابها لنا كي نعمل فيها، والإعلاميّون ساهموا بدعمهم الإعلاميّ، والمؤسّسات الثّقافيّة بفضائها لعروض الأفلام، إلخ.. هنالك شيء ما طبيعي في سليقتنا كعرب فلسطينيّين، بأننا نحبّ مساعدة أحدنا الآخر، وهذا لا زال حاضرًا ويتجسّد اليوم بإنتاج المهرجان. عندما تكون مستقلًا، فأنت قادر على أن تنتج ما يلائم أفكارك وما تؤمن به، بلا إملاءات من أحد. نحن من يقرر مضمون المهرجان وفحواه ومقولته، لكونه مهرجانًا مستقلًا".
حيفا، مساحة للإنتاج الثّقافيّ الفلسطينيّ
ينطلق المهرجان بدورته الأولى من مدينة حيفا ومجتمعها الفلسطينيّ، كامتداد للمساحة الثّقافيّة الفلسطينيّة الحاضرة بالمدينة، من أطر وإنتاجات على كافة المجالات الثّقافيّة الفنّيّة.
في حديث مع لينا منصور، من القائمين على المهرجان، حول مدينة حيفا وردود فعل الجمهور إزاء المهرجان القادم، قالت: "حيفا هي مركز للثقافة العربيّة إلى جانب مدن كيافا ورام الله، وما يميّزها كمدينة هو كونها مساحة منفتحة للحريّة والإبداع. شخصيًا أعتقد أني لو عشت في مكان آخر غير حيفا، لما كان عندي هذا الانتماء الذي أملكه اليوم لثقافتي وحضارتي بشكلٍ عام. وبما يتعلق بردود الفعل المحليّة والدّوليّة، هي ردود فعل جميلة ومشجّعة، لكنها متوقعة بنفس الوقت، خاصة لأن الجمهور عطش للثقافة المستقلّة التي تعبّر عنه في ظلّ تقدير كبير للإنتاج السّينمائيّ بالعالم العربيّ والحاجة لكسر الحواجز بين فلسطين وباقي العالم من خلال الثّقافة والفنّ عامّة والسّينما خاصة".
من الجدير بالذكر أن المبادرة لتأسيس المهرجان جاءت من مجموعة أصدقاء من ممثلين وسينمائيّين، وهم؛ روجيه خليف ولينا منصور ولينا سويلم، الذين اختاروا الأفلام إلى جانب كلّ من عايد فضل ورياض سليمان. بالشراكة مع فضاءات العرض التي ستستضيف المهرجان؛ مسرح خشبة وكباريت وجمعيّة الثّقافة العربيّة التي ستُعرض الأفلام في المركز الثّقافيّ العربيّ وبرعايات إعلاميّة من المدينة، الاتحاد، فصل المقال، عرب 48 و"فسحة – ثقافيّة فلسطينيّة"، وبالتعاون مع مهنيين في مجال الإعلام والفنّ والتّصميم.
[email protected]