مع بدء العد العكسي لسريان اتفاق وقف النار في سوريا الذي رعته واشنطن وموسكو ، لايزال الغموض يكتنف المناطق التي ستشملها الهدنة بدءا من منتصف ليل الجمعة-السبت وتلك التي ستبقى هدفا لقوات النظام السوري والغارات المقاتلات الروسية وتلك التابعة للائتلاف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
استنادا الى خريطة نشرتها وزارة الدفاع الروسية، يبدو أن المناطق التي يشملها وقف النار المقرر بدءا من منتصف هذا الليل هي ريف حماه الشمالي ودرعا وسهل الغاب وريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية (محددة باللون الاصفر في الخريطة).
وبحسب مصدر سوري و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" فإن المناطق المعنية بالاتفاق تقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماه الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).
ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش إن من شأن وقف الأعمال العدائية أن يطبق في عشرة في المئة فقط من الأراضي السورية.
وليس واضحا بعد ما اذا كان الهجوم الذي تشنه القوات النظامية مع حلفائها بغطاء جوي روسي في ريف حلب واللاذقية سيتوقف.
ريف دمشق
مبدئياً، من المفترض أن ينفذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الغوطة الشرقية لدمشق، وبشكل أساسي مدينتي دوما وعربين. لكن يبدو أن العقبة الأساس هي مدينة داريا، معقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الغوطة الغربية، إذ يؤكد الجيش السوري أنها غير مشمولة بالاتفاق لوجود مقاتلين من "جبهة النصرة " فيها، الأمر الذي تنفيه المعارضة تماما.
محافظة حمص
وفي حمص، بقتصر تنفيذ الاتفاق على الريف الشمالي، وتحديدا مدن الرستن وتلبيسة والحولة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ العام 2012. وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على الجزء الأكبر من الريف الشرقي وخصوصا مدينة تدمر الأثرية.
محافظة حماة
لن تشهد تنفيذ الاتفاق سوى بعض البلدات في حماة والتي تتواجد فيها فصائل مقاتلة غير جهادية أهمها مدينة اللطامنة في الريف الشمالي. ويتواجد كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة في المحافظة، ويسيطر الجيش السوري على أجزاء واسعة منها.
محافظة حلب
من المفترض أن تتوقف الأعمال العدائية في مدينة حلب، التي تسيطر الفصائل المقاتلة غير الجهادية على أحيائها الشرقية منذ 2012، فيما يسيطر النظام على الأحياء الغربية. ويتركز تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية في ريف حلب الغربي وخصوصا في بلدتي الأتارب ودارة عزة.
ويبدو أن تنفيذ الاتفاق سيكون معقدا في ريف حلب الشمالي حيث تتواجد "جبهة النصرة " إلى جانب الفصائل المقاتلة وخصوصا في بلدتي كفر حمرة وحريتان.
محافظة درعا
يتوقع أن يتوقف إطلاق النار في الجزء الأكبر من هذا المحافظة الحدودية مع الأردن التي تعد مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في اذار 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن يتواجد مقاتلون من جبهة النصرة في عدد من بلداتها.
ونظرا الى انتشار "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" في كل الجبهات المعارضة، ليس متوقعا أن تكون هناك مناطق آمنة، وحتى في القنيطرة ودرعا.
وكان نحو 100 فصيل سوري معارض، أعلن اليوم موافقته على اتفاق وقف النار في سوريا.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أن فصائل "الجيش السوري الحر" أكدت التزامها الهدنة.
وفي المقابل، دعا زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني السوريين والفصائل المقاتلة إلى رفض الهدنة، وذلك قبل ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ بموجب الاتفاق الروسي الأميركي.
وفي ظل التشكيك في احتمال صمود الاتفاق، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الاسبوع أن بلاده تدرس خيارات تتضمن "خطة بديلة" في حال لم يصمد وقف النار في سوريا، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبا.
ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن لا خطة بديلة عن البيان الروسي- الأميركي المشترك حول وقف النار في سوريا، وأنه لن تظهر أي خطط أخرى من هذا القبيل مستقبلا.
وأبدى نائبه ميخائيل بوغدانوف عن قلق موسكو حيال ما يروج من أنباء عن وجود "خطة أميركية بديلة" عن اتفاق الهدنة في سوريا، مشيرا إلى عدم توفر أي تفاصيل لدى الجانب الروسي حول الخطة المذكورة.
[email protected]