تشكل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها البابا فرنسيس الى الاراضي المقدسة هاجسا امنيا لقوات الامن المحلية المكلفة بتأمين زيارته.
وستكون الاردن المحطة الاولى لزيارة "بابا الشعب" السبت 24 من ايار ثم سيتوجه بعدها بيوم الى مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة ثم يستقل مروحية الى اسرائيل حيث سيغادر مساء 26 من ايار.
ويشير الاب ديفيد ناحوس الذي يمثل الكاثوليك الناطقين بالعبرية في اسرائيل وهو المستشار الاعلامي لبطريركية اللاتين في القدس، الى انه "من ناحية الامن فان هذا البابا سيمثل مشكلة كبيرة".
وذكر بان البابا قام في اول يوم تسلم فيه منصبه بالابتعاد عن حراسه ليختلط بالناس.
وتوقع الاب ناحوس ان يخرج البابا عن بروتوكول الزيارة وهذا سيناريو قد يمثل مشكلة لقوات الامن الفلسطينية والاردنية والاسرائيلية المسؤولة عن حماية البابا.
وقال مسؤول امني في عمان ان الاردن يسعى لاظهار انه "واحة من السلام والاستقرار" في منطقة الشرق الاوسط المتأزمة. واكد المسؤول انها "زيارة هامة للغاية للاردن خاصة مع كل الاضطرابات التي تحدث حولنا".
واضاف "هذه رابع زيارة يقوم بها بابا الى الاردن منذ 1964 والاولى للبابا فرنسيس وسنبذل كل ما بوسعنا مع هذه المسؤولية الكبيرة".
واشار مسؤول امني اخر الى انه "سيكون هنالك اكثر من 500 رجل امن بالاضافة الى الحرس الملكي وبالطبع كاميرات المراقبة".
وعند وصوله الى الاردن، سيلتقي البابا الملك عبد الله الثاني ثم سيترأس قداسا في ملعب رياضي في العاصمة عمان سيحضره عشرات الاف الاشخاص. وبعدها سيقوم البابا بجولة بين الجماهير على متن سيارته الجيب المكشوفة.
وقال القاصد الرسولي في اسرائيل جوسيبي لازاروتو ان البابا "لا يريد سيارة مصفحة. هل تعلمون لماذا؟ لانه يعتقد ان ذلك سيوجه رسالة خاطئة تقول +انا بحاجة لسيارة مصفحة لانني اخاف منكم+".
واكد ان البابا "لا يخشى احدا، وهو ياتي الى هنا للدعوة الى السلام".
وفي اليوم الثاني من زيارته بعد وصوله الى بيت لحم في 25 من ايار المقبل ستتولى الشرطة الفلسطينية والحرس الرئاسي الفلسطيني مسؤولية حمايته.
وقال اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية لوكالة فرانس برس "سنقوم ببذل كل جهودنا ليس فقط لحماية البابا ولكن لجعل زيارته لطيفة والسماح بايصال رسالته للشعب".
ورفض الضميري اعطاء ارقام محددة لكنه اكد بانها ستكون "اكثر من كافية".
وستقوم مجموعة من النساء في الحرس الرئاسي الفلسطيني واللواتي خضعن مؤخرا لتدريبات على ايدي القوات الخاصة الفرنسية بحماية البابا.
وعقب وصول البابا الى القدس بعد استقبال رسمي في مطار بن غوريون قرب تل ابيب، ستنشر الشرطة الاسرائيلية الالاف من رجال الشرطة حول المدينة، بحسب المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد.
واكد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلي ميكي روزنفيلد ان "الافا من رجال الشرطة سيحيطون بالمدينة مدعومة بقوات خاصة بالزي المدني ووحدات طائرات المروحية".
وفي البلدة القديمة في القدس سيرفع البابا وبطاركة الكنائس الشرقية والارثوذكسية صلاة مشتركة. وتحدث روزنفيلد عن 320 من كاميرات المراقبة الامنية.
وسيزور البابا ايضا المسجد الاقصى وحائط المبكى.
واكد روزنفيلد ايضا ان الشرطة الاسرائيلية تنسق مع جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) والامن الايطالي المرافق للبابا.
وقامت الشرطة ايضا بتعزيز حماية المواقع المسيحية في الاسابيع الاخيرة بعد موجة من جرائم الكراهية التي يقوم بها متطرفون يهود. ولكن روزنفيلد اكد انه لا توجد تهديدات معينة او مخاطر تحيط بالبابا.
وليس من المقرر اقامة اي قداس احتفالي في القدس ولكن الاب ناحوس عاد واوضح انه متأكد من انه سيكون هناك "امكانية للتواصل العفوي مع الناس" وهو امر معتاد من طرف البابا الارجنتيني.
واضاف "انا متأكد للغاية ان هذه اللحظات ستكون مشاهد قوية ستملأ قلوب وعقول المؤمنين".
[email protected]