صوتت الكنيست، الأربعاء 27.1، ضد مشروع قانون قدمه النائب جمال زحالقة (التجمع – القائمة المشتركة)، ينص بإدخال بند المساواة في قانون اساس "كرامة الإنسان وحريته"، وذلك بأغلبية كتل الليكود والأحزاب الدينية وحزب "كلنا" وانضم إليها في معارضة القانون حزب "يوجد مستقبل"، الذي يرأسه يئير لبيد، في المقابل أيد القانون نواب المشتركة وميرتص وحزب العمل.
وقال النائب جمال زحالقة خلال طرحه اقتراح القانون: "كل دساتير الدول الحديثة تبدأ بالتأكيد على مبدأ المساواة بين المواطنين، وحتى الدول غير الديمقراطية تتبنى هذا المبدأ قانونيًا باعتباره حجر الزاوية في النظام السياسي العصري، فما بالك بالديمقراطية، التي تغدو مستحيلة وتفقد معناها بلا مساواة".
وتطرق زحالقة الى مبدأ المساواة قائلًا: "هذا مبدأ قائم بذاته ولا يستند الى غيره، بل تشتق منه مبادئ مختلفة تتعلق بحقوق الإنسان. كما ان مبدأ المساواة بين البشر موجود في الديانات التوحيدية بارتباط الانسان بالخالق من حيث هو على صورته كما في اليهودية والمسيحية وخليفة الله على الأرض كما في الإسلام. الحديث يجري هنا عن الإنسان، كل انسان. أما الفكر السياسي الحديث فهو يعتمد على مبدأ "الانسان المتساوي" ويرفض مبدأ "الانسان التراتبي"، الذي ساد في القرون الوسطى وفي بعض المجتمعات، حيث كانت هناك فئات مختلفة لها مكانة وحقوق مختلفة."
ووصف زحالقة غياب المساواة عن قوانين الأساس في الدولة، بأنه "غياب مدوٍّ"، حيث يضطر الباحثون والقضاة ومنظرو القانون، ان يشرحوا لماذا لم تذكر كلمة مساواة في القوانين الأساس، ذات المكانة الدستورية. وأضاف: "القاضي اهرون براك فسر القانون القائم بأن كرامة الانسان تشمل مبدأ المساواة بالضرورة، وهنا بالضبط الحاجة لذكر المساواة في القانون بشكل واضح، لأن التفسير قابل للتغيير وفق أهواء القضاة وميولهم."
واختتم زحالقة كلمته بالقول: "كل من يصوت ضد هذا القانون يصوت ضد المساواة، ولا يحق له ان يدعي الديمقراطية ولا يحق له القول بانه ضد التمييز والعنصرية. اعلموا بأن العالم كله يتبنّى مبدأ المساواة في قوانينه، وفقط في هذه الدولة المساواة هي خارج القانون، وهذا دليل واضح على طبيعة النظام."
وبعد التصويت على القانون، حاول نواب "يوجد مستقبل" تفسير تصويتهم ضد القانون بانه ينبع من خشيتهم من أنه سيمكِّن من الغاء "قانون العودة" الصهيوني. وردّ زحالقة عليهم قائلًا : "هذا تهرّب ومراوغة، ودليل انه يوجد مستقبل للتمييز والعنصرية!"
[email protected]