بقلوب يعتصرها الألم والحزن الشديدين ، وبحضور جمهور غفير من أهالي عرابة والأصدقاء والرفاق من المعارف شيع عصر اليوم الأربعاء جثمان المناضل الشيوعي العريق رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي ورئيس المجلس المحلي السادس لعرابة فضل محمد الجراد نعامنة إلى مثواه في مقبرة البلدة الجديدة.
وقبل التشييع جرى تأبين المرحوم أبو الناصيف أمام بناية المجلس المحلي في عرابة بحضور النائب السابق ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل والنائب أسامة السعدي ، رؤساء مجالس سابقين وحاليين ، رفاق ومعارف المرجوم وجمهور غفير من أهالي عرابة .
في بداية عرافته عدد رئيس المجلس السابق لعرابة المربي عمر نصّار مناقب الفقيد ومسيرة عطاءه لأهل بلده وشعبه ، قائلا :" تودّع عرابة اليوم ابنها البار الرئيس السادس لمجلس عرابة المحلي ، الرجل الذي أفنى عمره مخلصا لشعبه وأهل بلده الطاهر الذي كان من طليعة المثقّفين في البلدة ، العصامي ، الإنسان الإنسان ، القريب من الناس ، كل الناس . نودّعك اليوم يا أبا ناصيف داعين الله أن يتغمّدك برحمته وأن يجعل مثواك الجنّة ".
ثم تحدّث رئيس المجلس الحالي المربّي علي عاصلة قائلا في المرحوم بعد السلام :" كان أبا ناصيف من قادة الجماهير العربية في البلاد وأفنى حياته بالعمل التطوّعي لمصلحة بلده وشعبه ، لن ننسى أن المرحوم كان كادحا لكنّه فضّل العمل تطوعا لمصلحة الجماهير العربية منذ شبابه بدءا بلجنة الدفاع عن الأراضي وعضوية ورئاسة المجلس المحلي منذ العام 1993 حاى العام 1998 ، فمهما قلنا في المرحوم لا يوفيه حقه لما قدّمه من عطاء وتضحيات ".
وفي نهاية كلمته شكر عاصلة الضيوف المعزّين على مشاركتهم تأبين المرحوم .
كما تحدّث النائب أسامة سعدي ابن عرابة قائلا :" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وأنّا على فراقك يا أبا ناصيف لمحزونون ". وأضاف : " ترجّل الفارس أبو ناصيف ، مدرسة العطاء والعمل والنضال . لقد تتلمذنا وترعرعنا في مدرستك الثورية والنضالية ، فنم قرير العين في ثرى وطنك الذي طالما دافعت عنه ، وإن غيبت جسدا ستبقى ذكراك تحيى فينا لننقلها عبر الأجيال ، جيلا بعد جيل ".
أبو الأنور محمد عبري نصار رفيق درب المرحوم عدد مناقب رفيقه وقال " أبو الناصيف ظاهرة نادرة في مجتمعنا العرّابي والعربي . فقد تثقّف بجهده الذاتي ليصبح قائدا جماهيريا وسياسيا في الحزب والجبهة ، كان رفيقا ، إنسان أحبّ كل الناس وكل الناس أحبّته ، وترك بصماته في ماضي وحاضر ونستقبل عرّابة ".
كما عدّدَ عدد من رفاق المرحوم مناقب رفيقهم مذكرين بمسيرتهم مع أبو ناصيف السياسي والإنسان .
رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة أبو السعيد اختتم التأبين بالقول :" أيها المشيّعون الكرام .... السلام على من جمعنا في حياته ، وها هو يجمعنا اليوم برحيله .... وأضاف :" أبو ناصيف هو الرجل الذي لا يمكن أن يكتب تاريخ هذا البلد وهذا الشعب ودرّة تاج نضالنا ، يوم الأرض دون أن نتتبّع خطاه وخطواته .
وعدد بركة مناقب ومواقف ومحطّات أبو الناصيف النضالية انطلاق من عضويته في الحزب الشيوعي والعمل الوطني والجماهيري ومشاركته في تأسيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ولجنة الدفاع عن الأراضي ومشاركته القيادية في تفجير مأثرة يوم الأرض الخالد .
وأنهى بركة : " لا يمكن في هذا الموقف أن نقول كل شيئ أو أن في أبو ناصيف حقه لكن ، على كل مؤسساتنا النحلية والقطرية بما فيها المجلس المحلي والحزب والجبهة أن تفيه حقه . إننا في هذا الموقف إذ نودّع مناضلا عنيدا وانسان رائع لا تفارقه البسمة فإلى جنات الخلد يا أبا ناصيف ".
وباسم العائلة شكر أبو رياض فوزي الجراد نعامنه كل من شارك تأبين وتشييع جثمان المرحوم .
ويعتبر فضل من ثلّة الرجال الذين دفعو ثمنا باهظا من أجل شق الطريق للأجيال القادمة .أفنى 30 عاما في خدمة أهل عرابة في المجلس المحلي ، كعضو في المجلس زنائب لرئيل المجلس ورئيس لمجلس عرابة المحلي من العام 1993 حتى العام 1998 .
كما أفنى حياته منذ نعومة أضفاره في العمل الجماهير والنضالي وخدمة شعبه ، تطوّع في جمعية " الندى " للمياه في سنوات الستين من القرن الماضي وخدم في لجنة الدفاع عن الأراضي ورئيا لها منذ العام 1975 حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي ، وشأرك في مأثرة يوم الأرض الخالد وعرف بصلابته وصبره وحبّه للناس كل الناس .
[email protected]