أسعد أيام المرأة هي أيام الحمل، وهي أيضاً أصعبها على الإطلاق. فيها تتغير الكثير من أمور حياتها اليومية فيشكل التحكم بها تحدياً صعباً. وبفضل المرونة وقوة التحمل والإرادة التي تتمتع بها النساء، يتمكّن في النهاية من تحويل كل ذلك إلى تجربة مليئة بالحب والحنان والعاطفة والشغف الذي لا حدود له. إنها المعجزة بحد ذاتها!
ومن بين مراحل الحمل المختلفة، تبرز دائماً المرحلة التي تعتبر غريبة ومضحكة إلى حد ما. إنها الوحام، وما أدراك ما الوحام. فيها قد يصبح أي شيء لذيذ وشهي لدرجة لا يقاوم! نعم هذا صحيح، عادة ما تمر أكثر من 75% من النساء في مرحلة وحام الطعام، التي عادةً ما تحدث في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
معظم الحوامل تحتفظ بالأشكال المختلفة لوحامها سراً. وعادة ما تكون للحلويات كالشوكولاتة والكيك والحلويات العربية أو لمنتجات الحليب كالأجبان واللبنة أو للموالح كالشيبس والبسكوت المالح والمكسرات. وأحياناً، قد يكون خليط كل هذه الأنواع معاً في صحن واحد أشهى مما تظنين! أو مثلاً ملعقة لبنة على قطعة كبيرة من كيك الشوكولاتة، أو رشة سكر غير شكل على مخلل الخيار!
هل الوحام حالة فيزيولوجيّة؟
يؤمن الباحثون أن الوحام ناتج عن التغيير الكبير في هورمونات جسم الحامل، حيث تزداد قوة الحواس لدى الحامل. خاصة حاستيّ الشم والتذوق، فتندفع نحو نوع معين من الأطعمة وتنفر من غيرها!
أم هل الوحام عرض تغذوي؟
نظرية أخرى عن الوحام تقول بأنه قد يكون مبني على أساس تغذوي. يعني مثلاً "الوحام" على الموالح يعطي فكرة عامة عن نقص الأملاح المعدنية في جسم الحامل. أو قد يكون بسبب نقص السوائل مما يدفع الحامل لتناول الأطعمة المالحة التي بدورها تدفعها لزيادة شرب الماء تعويضاَ عن نقص السوائل، ذلك كما يعبر وحام الحلويات عن نقص مستوى السكر في الدم أو التعب والإرهاق.
هل من الحكمة الإستسلام للوحام؟
على الأقل لبعض الوقت: نعم!!!لجعل يومك أكثر ارتياحاً وسلاماً مع نفسك، استسلمي لوحامك في بعض الأوقات، وكوني على يقين أن هذه المرحلة يحتمل توقفها بعد تجاوز أول ثلاثة أشهر من الحمل. تذكري، أنه من المهم أن يكون هذا الإستسلام بكميات معقولة وذلك لتجنّب التعرض لبعض المشاكل التي نحاول تفاديها خلال فترة الحمل كسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم، خاصة خلال الثلث الثاني والثالث.
كيفية التعامل مع الوحام على الحلويات والموالح:
- ابدأي يومك بطريقة صحّية صحيحة، امنحي نفسك الوقت لتستمتعي بتناول فطور غني بالنشويات المركّبة، فهذا يؤخر شعورك بالجوع لاحقاً، وذلك كتناول قطعتين من الخبز الأسمر (الغني بالحبوب الكاملة) مع ملعقتين من اللبنة أو كوب من الحليب قليل الدسم ورقائق الفطور الكاملة.
- أحرصي على تناول وجباتك بمواعيد محددة يومياً. ذلك للحفاظ على مستوى السكر ثابت في الدم (3 وجبات رئيسية ووجبتان خفيفتان خلالهما).
- استبدلي الأطعمة التي تتوحمين عليها بأخرى ذات قيمة غذائية أعلى. في هذا الجدول أدناه بعض الأفكار:
[email protected]