أجراسُ كنائسٍ تُقرعْ ,
ورائحةُ بُخورٍ تُدغدغ آلأُنوفَ.
وصَوتُ مُؤذنٍ يُرتِّلُ ,
مِنْ صومَعةِ مَسجِدٍ ,
لعلَّ آللهُ لَنا يَشفعُ ويُسهِّلْ .
وشُموعٌ ترقُصُ على آلجُدرانِ وَتَئِنُّ ,
رَغْمَ آلنَسماتِ آللطيفه .
ونِساءٌ مُحصَّناتٌ وأُمَّهاتٌ ثكالى ,
وبراعمُ أزهارٍ تيتَّمت ,
وأصواتُ نُواحٍ ونحيبٍ ,
ودُموعٌ دُموعٌ دُموعٌ وجُنونٌ!
وآغْزَوْرَقَتْ آلمآقي التي تكوي آلجراحَ ,
في كُلِّ الحاراتِ وآلرُّبوعِ ,
وأطفالٌ تستصرِخُ ضميرَ آلبشَرِ,
وتطلبُ آلعَونَ من رب آلبرايا .
ورائحةُ بارودٍ محروقٍ ,
ولحمُ بشَرٍ يُشوى بآلنار ,
وأصواتُ قَصْفٍ تَقصِفُ آلأعمارَ ,
وأزيزُ رصاصٍ ودَمارْ ,
وصهيلُ حصانٍ ونهيق حمارٍ ,
في كُلِّ أقطابِ آلدَّيارِ .
إختلطَ آلحابلُ بالنابلِ ,
وصارَ آلكُلُّ للكُلِّ ,
عَدُوٌّ لدودٌ وقاتِلٌ غدَّارٌ .
صارَ آلبيتُ بيتينِ ,
وآلحارةُ حاراتٌ , وآلعشيرةَ عشائرٌ .
ونَصْلُ آلسيفِ صار نُصولٌ ,
كيفما ضَرَبَ قتَلَ وعطَبَ , أو غسَلَ آلعُقولَ.
وما إستفسَرَ , ولا سألَ ما السَّببُ!
ألمُهِمُّ أنَّهُ جندَلَ وللأرواحِ سَلَبَ ,
وَشَرَّدَ آلأهلَ آلمنكوبينَ ,
في إدْلِبِ ودرعا وآلشّامِ وحَلَبْ .
قُطعانُ آلأشرارِ تَدَفَّقتْ ,
وبآلدولارِ قبضت ,
شِعارُهُم ذبْحُ آلبشَر .
سكَتَ آلكلامُ , وذوَت زهورُ الياسمينَ ,
وصارَ آلحديثُ للبُندقيةِ وآلنارِ .
طُرِدَ أهلُ الدَّارِ , واحترقَ شَجرُ آلغارِ,
وآستبدَّ آلحديدُ بآلعِبادِ .
أُغلِقت آلمدارسُ , وآلمصانِعُ ,
وعجَزَتْ آلكهرُباءُ عن آلضِّياءِ ,
وما عادَ بيتٌ عامِرٌ .
وبترول آلخليجِ , يُهيِّجُ آلأجيجَ ,
ويُذكي آلجمرَ بآلنارَ ,
كُلَّما همَدَ آلسَعيرُ .
لا ألومُ آلعُلوجَ ,
بَلْ أتهِمُ مُلوكَ آلخليجِ .
وأقولُ لهُم , وأنا أضوجُ وأهيجُ:
بِرقابِكُم دَمُ آلعَربِ ,
الذي يُهْدَرُ بآلكَذِبِ .
لَعنَةُ آلأطفالِ وآلثكالى ,
وآلأيتامِ , ستُلاحقكُم
إلى يومِ آلقارِعَةِ ,
حينَ تقومُ آلقِيامةُ ,
وما ينفَعُ آلندَمُ
ولا آلشفاعَةُ !
هنيئاً لكم بنارِ جهنَّمٍ ,
تصطلونَ بها ,
فيزيدُ سعيرُها ,
بدِهنِكُم وشعرِ لِحاكُم !
[email protected]