تزايدت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حالات الطلاق في الوسط الفني السوري حتى أصبحت ظاهرة لافتة للنظر. وطالت هذه الظاهرة بشكل خاص فئة الشباب منهم، وتسببت في هدم بيت الزوجية وتفرق الآباء وتشتت الأبناء. "سيدتي" رصدت هذه الظاهرة التي باتت حديث الشارع العربي والتي طالت عدداً لابأس به من نجوم الدراما السورية. والتقت بعدد من النقاد ممن تحدثوا بصراحة عن أسباب انتشار الطلاق في الوسط الفني السوري خلال السنوات الثلاث الماضية:
زواج المصلحة
بداية، يقول الكاتب والناقد الصحفي محمد أمين: «إن الوسط الفني لا يهتم سوى بمصالحه الشخصية. فالزواج عند البعض زواج مصلحة ينتهي بانتهاء المصلحة، وعند البعض الآخر مجرد نزوة عابرة قد يقوم بها الطرفان لفترة محددة ثم تنتهي بانتهاء النزوة. ولاشك هناك علاقات قائمة على الحب والرغبة في بناء شراكة زوجية حقيقية. وقد شاهدنا هذا في حالات الزواج الشهيرة في الوسط الفني السوري كزواج الفنان دريد لحام وهالة بيطار والفنانة منى واصف من المخرج محمد شاهين وغيرها. لكن، اختلف الوضع مع الجيل الجديد الذي بات يبحث عن المصالح أولاً ثم عن الاستقرار مع شريك العمر. لذلك، نرى في الوسط الفني حالات الزواج المفاجىء أو السري أو العلاقات العابرة التي أقيم بعضها على أسس واهية وتسببت في ضياع أسرة كاملة وطلاق زوجة وتشريد أولاد، ولا أخفيك أن بعض حالات الطلاق في الوسط الفني السوري سببها إما الخيانة الزوجية أوالغيرة أو الرغبة من أحد الطرفين في أن يترك الطرف الثاني العمل. فيكون الجواب الرفض. فيتم الطلاق بعدها. وهناك سبب مهم وهو انتهاء المصلحة المشتركة بين الطرفين. وهذا موجود وبكثرة في الوسط الفني السوري وغيره».
الزواج السياحي
الكاتب نضال قوشحه مدير المكتب الإعلامي في المؤسسة العامة للسينما في سوريا يقول: «أرى أن معدلات الطلاق تزداد في كل المجتمع السوري والعربي عموماً، وليس في المجتمع الفني فحسب. ولكن، يبقى لهذا المجتمع خصوصيته التي تجعل من حالات الطلاق حدثاً رائجاً... بعض المتفذلكين في الوسط الفني من الذكور تحديداً يفهمون الزواج من منظومة الزواج السياحي، بمعنى وجود زوجة جميلة تكون مرافقة لإطلالاته الإعلامية والفنية الفخمة، دون النظر إلى مسؤولية بناء بيت وأسرة وتربية أطفال. إضافة طبعاً لبعض السلوكيات غير المنضبطة التي يقوم بها كلا الطرفين، والتي يفسرها البعض بضرورات العمل التي تؤدي في حيز منها لإفشال الحياة الزوجية».
الطلاق بسبب كثرة المعجبين
الصحفي خالد خليل يقول: «ا الطلاق في الوسط الفني ظاهرة شائعة وحدث متكرر ومتوقع عند شريحة واسعة من الفنانين. وفي المقابل، هناك حالات زواج مستقرة وناجحة في الوسط الفني حيث يبدأ الفنان مسيرته الفنية إما يكون متزوجاً أو مرتبطاً، ومع تزايد شهرته يصيبه داء غرور الشهرة والنجومية.. عندها، تحدث حالات الطلاق نتيجة كثرة المعجبين الذين يشاركون الفنان حياته ما يهدد حياته الشخصية فيتأثر الشريك ويشعر بالخطر. وهنا، إما أن يطلب الشريك وضع حد للخروقات في الحياة الزوجية من قبل المعجبين أو يطلب منه اعتزال الفن. الأمر الذي يرفضه الفنان لأنه يضع نجوميته في مرتبة أهم من الحياة الزوجية. إضافة إلى أن الزواج في الوسط الفني يتم وفقاً لأسس براغماتية ونرى أن أغلب الفنانات يتزوجن من أصحاب شركات الإنتاج أو رجال الأعمال أو الأثرياء، أي أن الزواج قائم على مصلحة لا ديمومة فيه ومتى ما انتهت المصلحة يكتفي الفنان بالزواج من الشهرة»!
انفصال بسبب مزاجية الفنانات
الكاتب والناقد وائل العدس من صحيفة الوطن السورية يقول: «كثرت حالات الطلاق في الوسط الفني السوري خلال السنوات الأخيرة، حتى طغت على معظم نجمات الدراما السورية، والأمثلة كثيرة آخرها أمل عرفة وجيني إسبر ورواد عليو وسوزان نجم الدين. وربما كثر الانفصال بسبب مزاجية الفنانات اللواتي غالباً ما يحملن نفسية متقلبة تفرضها أعباء النجومية والأضواء، هذه الحالة لا يستوعبها جميع الرجال وتساهم غالباً باتخاذ قرار مصيري بالانفصال. إن أغلب الفنانات يمنحن معظم أوقاتهنّ للعمل، ما ينعكس على الشريك الذي يصاب بالضجر من كثرة الغياب والانشغالات خاصة إن كان من خارج الوسط الفني ».
الفوضى الأخلاقية المفرطة
ويقول الصحفي أحمد أبو دقه: «إن السبب الأبرز في وجود حالات الطلاق الكثيرة أن علاقات الزواج في الوسط الفني تقام على أساس المصلحة وتبادل المنفعة، الأمر الآخر هو حالة الفوضى الأخلاقية المفرطة المنتشرة في الوسط الفني والأجواء الصاخبة التي تعيشها هذه الفئة. لذلك، من الصعب على سيدة أو رجل أن يحافظ على استقرار حياته الزوجية في ظل فوضى أخلاقية في حياته المهنية. غالبية المنتمين لهذه الطبقة من الأغنياء. لذلك، تجد الالتزام بالحياة الزوجية يكبح ويقيّد حياتهم، في ظل وجود حالة اختلاط متواصلة فيما بينهم. بالإضافة إلى حالة التعويض. فالمقتدرون يفضلون البدائل عن الالتزام مثل وضع الأطفال في حضانة أو توفير خادمات أو مربيات بدلاً من الالتزام بحالة زواج تقيدهم بخلاف محدود الدخل».
فنانون سوريون: حب فزواج فطلاق
الزيجات الفنية في الوسط الفني السوري أخذت وقتاً جيداً قبل أن يعلن أصحابها فشلها والوصول إلى طريق مسدود في العلاقة مع الشريك الآخر. وبالتالي، إعلان نبأ الطلاق، والكثير من هذه الحالات خلفت وراءها أطفالاً لا ذنب لهم فيما جرى بين ذويهم. فالأبناء كما يقول المثل: «يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون».
ويعتبر طلاق الفنانة سوزان نجم الدين من زوجها رجل الأعمال سراج أتاسي الأكثر غرابة بعد زواج دام لـ15عاماً من العيش المشترك، حيث عبّرا خلالها عشرات المرات للإعلام عن حبهما الشديد وتمسكهما ببعضهما البعض. وقد أنجبا أربعة من الأبناء هم: سهير وسارة وحيان وحازم، يعيشون حالياً مع والدتهم سوزان نجم الدين، ويشير بعض المقربين منهما أن السبب الرئيسي لطلاقهما هو اختلاف وجهات نظرهما بشأن الأزمة السورية.
أما الفنانة نسرين طافش فقد دام زواجها خمس سنوات من زوجها رجل الأعمال الإماراتي ولا يوجد لديهما أي أبناء.
الفنانة ديمة بياعة وتيم حسن كان الجميع يحسدهما على بعضهما البعض. فتيم حسن جلبت له وسامته وشهرته الجماهيرية العارمة. وكذلك الزوجة الجميلة ديمة بياعة تعتبر من جميلات الدراما العربية. وقد اعتبرهما الإعلام العربي روميو وجولييت الشاشة الفضية، وقد جاء خبر الطلاق صاعقاً لمحبي النجمين وأشعل معه وسائل التواصل الاجتماعي بين مصدق ومكذب وبين من يرجع سبب طلاقهما لهذا الشخص أو ذاك. تم الطلاق بعد زواج استمر قرابة العشر سنوات وأثمر عن طفلين هما ورد وفهد، وهما يعيشان مع والدتهما في دبي حالياً التي عادت فتزوجت مرة أخرى.
كانت الفنانة أمل عرفة قد قررت الانفصال عن زوجها عام 2013. وفعلاً، تم الانفصال لمدة أسبوع واحد. وما لبثا أن عاودا الحياة معاً من جديد. ثم، جاء الطلاق النهائي في شهر سبتمبر الماضي بعد زواج دام عشر سنوات. وأثمر عن ابنتين هما: سلمى ومريم. وأكدت أمل عرفة أن ابنتيها ستعيشان معها بعد طلاقها من عمايري وأنها ستفرغ كل حياتها ووقتها لهما ولإسعادهما. وصرحت لـ«سيدتي»: «نعم، لقد تم الطلاق بيني وبين عبد المنعم عمايري. وما يمكنني أن أقوله هنا إن ما جرى بيننا هو ما اتفقنا عليه وتوصلنا إليه بعد دراسة طويلة. المهم حالياً في حياتنا هو ابنتانا فهما أهم منا نحن الاثنين. وسنبقى صديقين. فعبد المنعم والد ابنتيّ. وأنا أحترمه وذكره بالسوء بالنسبة لي خط أحمر».
أما المخرج سيف سبيعي والفنانة سلافة معمار فقد قررا إعلان الطلاق على الهواء مباشرة عبر أحد البرامج الجماهيرية، بعد قصة حب جميلة وزواج استمر عشر سنوات أنجبا فيه ابنتهما ذهب التي تعيش متنقلة بين والديها في بيروت ودمشق حالياً.
الفنانة جيني إسبر التي تزوجت من رجل من غير ديانتها، وهذا ما تسبب لها ببعض المشاكل في بداية زواجها، فقد استمر زواجها من المنتج عماد ضحية المتزوج سابقاً من سيدة من خارج الوسط الفني خمس سنوات، وبعد خلافات حادة بينها وبين زوجها عماد ضحية، أعلنت جيني خبر طلاقها حصرياً عبر صفحات مجلة «سيدتي». وقد أنجبت منه طفلتهما ساندي. وأكدت جيني أن طفلتها تعيش حالياً معها في سوريا. وصرحت لـ«سيدتي» قائلة: «الزواج والطلاق قسمة ونصيب، نحن الآن منفصلان ولم نصل إلى هذه النتيجة إلا بعد تفكير مشترك ولأنه الأنسب للطرفين معاً، الانفصال قد يكون الأنسب أحياناً لأي زوجين حين يشعران أنهما وصلا لطريق مسدود في حياتهما الزوجية، الانفصال جيد في بعض الظروف لكلا الزوجين حتى لا يخسرا الأشياء الجميلة التي تجمعهما، أكنّ له كل تقدير واحترام كصديق ووالد لابنتنا ساندي».
وعن سبب طلاقها من المخرج فراس دهني بعد سنوات من الزواج السعيد والعمل المشترك، قالت الفنانة ديمة الجندي لـ«سيدتي»: «الزواج والطلاق قسمة ونصيب، ولم نصل إلى هذه النتيجة إلا بعد تفكير مشترك ولأنه الأنسب للطرفين معاً، ومع أننا تطلقنا فنحن لا زلنا أحبة ونتواصل ونلتقي ونهتم سوياً بابنتنا تيا وبمتطلباتها لكي لا نشعرها باختلاف حياتها قبل الطلاق وبعده، نرتب معاً طرق وكيفية تربيتها وتوفير كل الأجواء المناسبة لتنجح في دراستها وحياتها ولنكوّن لها مستقبلاً أفضل». وعن إمكانية العودة إلى زوجها مستقبلاً، تقول ديمة: «لا أعتقد ذلك. قرار الطلاق كان نهائياً وبعد تفكير طويل. ونحن متفقان على عدم الرجوع لبعضنا مجدداً، والله ييسر لكل منا طريقه في هذه الحياة»
[email protected]