يبقى مَن كتَبَ آلأدبَ نكِرةٌ وهو آلجُندِيُّ آلمجهولُ آلمُثابِرُ
نعرِفُ آلمُطرِبَ ونجهلُ آلكاتبَ تُعرَفُ آلمُطربةُ ولا يُعرفُ آلشَّاعرُ
لا أوعِظُ ولا ألومُ
أغْنَوا أدبنَا كُتابٌ وشُعَّارٌ
في آلجاهليَّةِ وفي آلإسلامَ كتبوا نجومٌ سطعت ولمعت عباقِرُ
طرَقَ بعضَهُم أبوابَ آلقُصورِ ورهْطّ منهُم بشِعرِهِ يُتاجرُ
يَجعَلُ منَ آلأقرعِ أبا آلجَدائلِ وبمدحِ سافلٍ غنيٍّ يُؤاجِرُ
يَذِلُّ آلشَّاعرُ نفسهُ لكسبِ رزقٍ وحينَ يملأُ جُيوبهُ يُغادِرُ
تشهدُ لصالحهم ظُروفُ آلحياة ودانت لهُم مِنصَّاتٌ ومنابِرُ
يطرُقُ آلشَّاعِرُ أبوابَ الحياةِ وبباقاتِ شِعرِهِ يُعبِّرُ ويُحاوِرُ
يتعرَّضُ لِصدمٍ ولكمٍ ولطمٍ تنوشُهُ آلنِّبالُ وهُوَ صابرُ
روحُ آلشَّاعرِ غضَّةٌ ورقيقةٌ كفرخٍ يرتعِشُ وبِعُشِّهِ حائرُ
يا ليتَ نُنصِفُ آلمُفكِّرَ
يَعصُرُ آلكاتبُ خلايا دِماغِهِ فتعلو بِدلاءِهِ أفكارٌ وخواطِرُ
يُدوِّنُ فِكرهُ بآلحبرِ على الورقِ وكم كُرمت بدَمِها آلمحابرُ
تصيرُ آلفكرةُ آلواحدةُ سُنبُلةٌ وحقولُ آلسَّنابلِ عِبرٌ وآلكُتُبُ آلبيادِرُ
ألأدبُ وآلفنُّ غِذاءٌ للروحِ وآلوردُ وآلزهرُ نورٌ وبشائرُ
خيرُ جليسٍ للأنامِ كِتابٌ
بائعُ آلعِطرِ ينتشي بأريجِهِ
ينظُمُ آلشَّاعرُ آلشعرَ ويُنقحهُ
منَ آلحبرِ تُصنعُ دُررُ آلكلام ومن آلذهبِ تُصنعُ آلأساورُ
آلكلامُ سِلاحٌ ذو حدَّينِ
تنامُ آلكُتُبُ وما من موقِظٍ
[email protected]