اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابَيْن عربيَّيْن، في العشرينات من عمرهما، بعد مواجهات مع محتفلين إسرائيليين بـ"الاستقلال"، وأزمة السير التي تسبب بها وصول أكثر من عشرة آلاف من فلسطينيي الداخل إلى مسيرة العودة إلى لوبية المهجرة، قضاء طبريا.
وقالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، لوبا السمري، إنّه مع انتهاء الفعاليات الاحتفالية والاحتجاجية في منطقة غابة لوبية في الشمال، تفرق الطرفان دون تسجيل أحداث استثنائية بارزة تذكر، "عدا اعتقال مشتبهَيْن عربيَّيْن من مشاركي الفعالية الاحتجاجية، وهما شابين في حوالي سنوات العشرينات من عمرهما، اللذين تنسب لهما شبهات الاعتداء على أفراد الشرطة خلال الفعالية وبحيث تمت احالتهما للتحقيقات التي ما زالت جارية".
عشرة آلاف مشارك
وكانت انطلقت بعد ظهر اليوم الثلاثاء مسيرة العودة الـ17 إلى قرية لوبية المهجرة تحت عنوان "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وذلك بالتزامن مع احتفالات إسرائيل بذكرى إقامتها.
وذكر مشاركون في المسيرة أنّ أكثر من عشرة آلاف فلسطيني ومتضامن إسرائيلي شاركوا في مسيرة العودة، حيث تمّ رفع الأعلام الفلسطينية ولافتات تنادي بحق العودة إلى القرى المهجرة. وأدى هذا الكم الكبير من المشاركين إلى تشويش البرنامج المخطط له مسبقا، على خلفية أزمة السير الخانقة في المكان.
وانطلقت الحافلات من كافة أنحاء البلاد للمشاركة في في المسيرة. وقال بيان صادر عن "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" التي نظمت المسيرة، إلى انه ستنتظم فعاليات مختلفة اثناء ولدى انتهاء المسيرة التي ستختتم بمهرجان خطابي سياسي وآخر ثقافي تراثي وفني ملتزم. كما ستقوم اللجان والجمعيات المحلية للمهجرين، صباح هذا اليوم بتنظيم زيارات إلى القرى المهجرة.
وحيّا النائب محمد بركة عضو الكنيست عن الجبهة في كلمته الجمهور المشارك في المسيرة الضخمة، ناقلًا تحياته من من المناضل الشاب عمر سعد رافض التجنيد الراقد في مستشفى روتشيلد، بسبب التهاب في الكبد.
واضاف:" نحن نستبشر خيرًا اليوم رغم قذف اللاجئين الى خارج اوطانهم، اليوم انتم تصنعون بحرًا من اجل العودة، بحر عودة المواطن الفلسطيني، كما قلنا وسنقول ونعيد ونكرر، فإن سلطة اسرائيل التي حاولت ان تسقط الاعلام، لن تؤثر فينا الا اطراف نعالنا، ونقول، قلنا عندما يحتفلون في الجهة المقابلة في استقلالهم، نقول لهم استقلالكم هو يوم نكبتنا، دمتكم والى الامام نحو توحيد وتثبيت الانتماء الى شعبنا الفلسطيني".
وأكد النائب جمال زحالقة (التجمع) على أنه "لا سلام ولا استقرار ولا مصالحة في هذه الديار إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم، وانتهاء الهيمنة الصهيونية".
وقال زحالقة: "العودة حق والنضال لأجلها واجب.
وقد لبى أهلنا اليوم نداء الواجب، وشارك أكثر من عشرة آلاف في مسيرة لوبية، معظمهم من الشباب، مما يدل على أن الجيل الشاب لا يقل تمسكا بالحق، لا بل أكثر إصرارا على تصحيح الغبن التاريخي، الذي لحق بشعب فلسطين".
"لن ننسى"
وألقى عادل محيسن كلمة دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا بدوره على أن الشعب الفلسطيني لن ينسى بيوته وممتلكاته في حيفا وعكا ويافا واللد والقدس، والقرى التي دمرت وهجر أهلها. وختم كلمته بتمجيد شهداء فلسطين، وتمنى الشفاء للجرحى، والحرية لكل الأسرى، كما أكد على أنه لن يكون هناك عودة للمفاوضات بدون إطلاق سراح الأسرى، وعلى رأسهم أسرى الداخل.
كما تحدث في المهرجان الأسير المحرر سامر عيساوي، وسكرتير جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين نايف حجو، إضافة إلى كلمة جمعية "ذاكرات/زوخروت" الإسرائيلية اليسارية.
[email protected]