دان الحزب الشيوعي الخطوات التعسفية الإرهابية لسلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشاب عمر زهر الدين سعد، ابن قرية المغار الجليلية، رافض الخدمة العسكرية لدوافع سياسية وقومية وضميرية وإنسانية.
وكان عمر قد نُقل يوم الجمعة 2 أيّار من "معتقل 4" العسكري سيء الصيت في حالة صحية حرجة إلى مستشفى "روتشيلد" في حيفا، إثر إصابته بالتهاب حاد في الكبد كاد يودي بحياته. وحاولت السلطات العسكرية، مساء السبت 3 أيّار، نقله إلى مستشفى آخر في تل أبيب، إلا أنّ عائلته تصدّت للمأمور العسكري وللقوة البوليسية الخاصة التي رافقته ومنعتهم من اختطافه من المستشفى في حيفا.
وقال الحزب الشيوعي في بيان له: إنّ سعي سلطات الاحتلال لكسر عمر سعد تؤكد فشلهم الذريع في ثنيه عن موقفه البطولي، والذي سُجن بسببه خمسة شهور حتى الآن، وبالذات في هذه الظروف حين تستشرس السلطة وعملاؤها في مخططات التجنيد والفتنة الطائفية.
إنّ مطلب الساعة هو الحرية لعمر سعد ولجميع رافضي خدمة الاحتلال العرب واليهود، وتصعيد النضال ضد فرض التجنيد الإجباري أو "الطوعي" على الشباب العرب الفلسطينيين في إسرائيل.
الحزب الشيوعي يحيّي عمر سعد وأسرته المناضلة، ويحيّي عائلته الكبرى من مناضلين ومتضامنين عرب ويهود وأجانب، ويدعو كل القوى إلى المزيد من التضامن والمزيد من الضغط على حكومة إسرائيل وجيش الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراحه.
رسالة عمر سعد إلى حكومة الاحتلال
رسالة
حضرة رئيس حكومة إسرائيل،
حضرة وزير "الدفاع" الإسرائيلي،
الموضوع: رفض الخدمة في الجيش.
أنا الموقع أدناه، عمر زهر الدين محمد سعد، من قرية المغار- الجليل، استلمت أمرًا بالمثول في مكاتب التجنيد يوم 2012/10/31، لإجراء الفحوصات حسب قانون التجنيد الإجباري المفروض على الطائفة الدرزية، وعليه أوضح النقاط التالية:
أرفض المثول لإجراء الفحوصات لمعارضتي لقانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية.
أرفض لأني رجل سلام وأكره العنف بكل أشكاله، وأعتقد بأن المؤسسة العسكرية هي قمة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ استلامي لطلب المثول لإجراء الفحوصات تغيَّرتْ حياتي، ازدادت عصبيتي وتشتّت تفكيري، تذكّرتُ آلاف الصور القاسية، ولم أتخيَّل نفسي مرتديا الملابس العسكرية ومشاركا في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة إخواني العرب.
أعارض التجنيد للجيش الإسرائيلي ولأي جيش آخر لأسباب ضميرية وقومية، وأكره الظلم وأعارض الاحتلال، وأكره التعصب وتقييد الحريات، أكره من يعتقل الأطفال والشيوخ والنساء.
أنا موسيقي أعزف على آلة "الفيولا"، عزفت في عدة أماكن، لديّ أصدقاء موسيقيون من رام الله، أريحا، القدس، الخليل، نابلس، جنين، شفاعمرو، عيلبون، روما، أثينا، عمان، بيروت، دمشق، أوسلو، وجميعنا نعزف للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاح آخر.
أنا من طائفة ظُلمت بقانون ظالم، فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين، سوريا، الأردن، ولبنان؟ كيف يمكن أن أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جنديا يعمل على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلاليّ آخر، وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟
كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجَّانا لأبناء شعبي وانا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟
أنا أعزف للفرح، للحرية، للسلام العادل القائم على وقف الاستيطان وخروج المحتل من فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون، وعودة اللاجئين المهجّرين إلى ديارهم.
لقد خدم العديد من شبابنا ضمن قانون التجنيد الإجباري فعلى ماذا حصلنا؟ تمييز في جميع المجالات، قرانا أفقر القرى، صودرت أراضينا، لا يوجد خرائط هيكلية، لا يوجد مناطق صناعية.
نسبة خرّيجي الجامعات من قرانا من أدنى النسب في المنطقة، نسبة البطالة في قرانا من أعلى النسب. لقد أَبْعَدَنا هذا القانون عن امتدادنا العربي.
هذه السنة سأكمل تعليمي الثانوي، وأطمح بتكملة تعليمي الجامعي. أنا متأكد أنكم ستحاولون ثَنْيِي عن طموحي الإنساني، لكنني أعلنها بأعلى صوتي: أنا عمر زهر الدين محمد سعد، لن أكون وقودا لنار حربكم، ولن أكون جنديا في جيشكم.
التوقيع: عمر زهر الدين سعد.
(تشرين الأول-أكتوبر 2013)
[email protected]