انطلقت في مدينة سخنين، بمشاركة واسعة، المظاهرة القطرية التي تنظمها ودعت اليها لجنة المتابعة للجماهير العربية في البلاد. يتقدم المظاهرة اعضاء كنيست، وعدد من القياديين والشخصيات من الوسط العربي .
وتاتي المظاهرة نصرة للمسجد الاقصى المبارك والقدس وما تشهده المدينة من انتهاكات في المسجد الاقصى المبارك ومنع المصلين من دخوله وفرض القيود والتشديدات .
وسبق المظاهرة في سخنين اليوم الثلاثاء ومنذ ساعات الصباح اضرابا عاما وشاملا في الوسط العربي .
كلمة مازن غنايم ـ رئيس بلدية سخنين، في مظاهرة سخنين
يا جماهير شعبنا,قبل أيام معدودة قمنا بإحياء الذكرى السنوية الخامسة عشر لهّبة القدس والأقصى, وقلنا ما قلناه, وحذّرنا المؤسسة الإسرائيلية من خطورة سياساتها وممارساتها العّدوانية تجاه الشعب العربي الفلسطيني, في الضفة الغربية وقطاع غزّة, وفي القدس المحتلة, وكذلك تجاه جماهيرنا العربية الفلسطينية في البلاد...
وقد حذّرنا بالذّات من الإقتحامات والإعتداءات الإستيطانية الإحتلالية الإسرائيلية على المسجد الأقصى, وقلنا أنه أمر خطير ولعب بالنار, لكن المؤسسة الإسرائيلية, لم تُصْغِ لما قلناه ولم تفقه أننا نعي ونقصد ما نقول...!!!!
لقد حذّرنا, ولم نُهَدِّد.. حتى تكررت هذه الإعتداءات والممارسات العدوانية الإسرائيلية وتصاعدت, وغدت عدواناً شاملاً ومنهجياً على الشعب العربي الفلسطيني, وعلى مقدّساته وشواهده الوطنية والتاريخية والدّينية, وتحولت الى عدوان دمويّ إجراميّ, بموازاة حملات تحريضيّة عدائية وفاشية, شارك فيها وزراء وأعضاء كنيست وقيادات ووسائل إعلام إسرائيلية, كان لا يمكن أن تمرّ وتتواصل في دولة عادية وطبيعية...!؟
وتواصلت الجرائم الإسرائيلية والإستيطانية, الرسمية والشعبية, حتى سقط عشرات الشهداء والجرحى, ضحايا هذا العدوان في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة, وامتدت هذه الجرائم إلينا في البلاد, لمجرّد أن جماهيرنا العربية الفلسطينية خرجت للتظاهر والإحتجاج بشكل طبيعي وشرعي, لدعم ومناصرة شعبنا الفلسطيني ودفاعاً عن القدس والأقصى, فتمّ الإعتداءات على المظاهرات واعتقال العشرات, وإرتكاب جرائم إعدام ميداني ومحاولات قتل بحق العشرات من أبنائنا وبناتنا, كمحاولات ترهيبية وردعية, بذرائع وإدعاءات " أمنية" مُفتَعَلة في معظمها, وتنم عن منهجية المؤسسة الإسرائيلية ومدى محاولات تضليلها للرأي العام, وعن هيستيرية المجتمع الإسرائيلي وقياداته السياسية والعسكرية, وعن أزمتهم في مواجهة التحرّك الشعبي الفلسطيني, الذي خرج من قُمْقُمِهِ دفاعاً عن وجوده, بشكل شرعي وطبيعي, وفي مواجهة الإحتلال والإستيطان والتهويد والجرائم, ومن أجل الحرية والتحرّر والإستقلال الحقيقي, والسّيادة الوطنية...
وفي أعقاب, وبسبب كل ذلك, وأكثر منه, أعلنا الإضراب العام والشامل اليوم, وقمنا بتنظيم هذه المظاهرة الجبّارة, هنا في عاصمتكم الوطنية سخنين, لنقول ونرسل عدّة رسائل هامة, الى مختلف العناوين:
أولاً:
إن الشعب العربي الفلسطيني, بكل فئاته وفي جميع أماكن تواجده, لم يعد يحتمل السّياسات والممارسات الإحتلالية والعدوانية الإسرائيلية وجرائمها , ويرفضها بشدّة وإصرار, مؤكداً أنه يسعى الى الحرية والإستقلال والسّيادة, ولن يسمح بالمزيد من الإعتداءات والإقتحامات للمسجد الأقصى, كأحد أهم المعالم والشواهد الوطنية والدينية للشعب الفلسطيني, وأن دفاعه عن الأقصى وكنيسة القيامة, وعن المقدسات العربية, الإسلامية والمسيحية, إنما هو شرعي وطبيعي, بل واجب وطني وديني ووجودي, كما يرفض هذا الشعب كلّ محاولات ومشاريع التهويد والسّرقة التاريخية, خصوصاً في القدس المحتلة, ويعتبر أن المعركة اليوم تجري حول هُوية ومستقبل القدس, وحول الوجود العربي الفلسطيني, الوطني والحضاري, في القدس, وحول هذه المعركة لا مُساوَمَة ولا تنازل..
ثانياً:
ندعو قيادات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, الى ضرورة تجاوز الإنقسام والخلافات الداخلية لمواجهة القضايا الوطنية والمَصيرية الكبرى, نحو تحرير الوطن وتحرّر الإنسان، واعتماد الوحدة الوطنية الكفاحية الحقيقية في مواجهة التحدّيات الجماعية, لأن المرحلة لا تحتمل تَرف وعَبثية الإختلافات والخلافات السلطوية الوهمية...!؟؟ ونناشد القيادات الفلسطينية الى تحمُّل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية, بكلّ جِدِيّة..
ثالثاً:
نطالب وندعو الشعوب والدول العربية, الى تحمّل مسؤولياتها التاريخية, دفاعاً عن القدس والأقصى, ونحو حرية وتحرُّر الشعب العربي الفلسطيني من الإحتلال الإسرائيلي, وأن تتحرّك بفاعلية الشعوب والأمم الحيّة, وبثقافة الأحياء لا بثقافة الأموات....!؟
رابعاً:
ندعو ونطالب المجتمع الدولي, وما تبقّى به من شرعية , بكل هيئاته ومؤسساته الحقوقية الدولية, الى تحمّل مسؤولياته السياسية والتاريخية والإنسانية والقانونية, والى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوانية الإحتلالية الإسرائيلية, ودعم نضاله العادل وحقه في تقرير مصيره وسيادته على أرض وطنه، حتى إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس ...
خامساً:
إنّ الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد تستمدّ مشروعية مواقفها ومطالبها وحقوقها من شرعية وجودها في وطنها, الذي لا وطن لنا سواه.. ونحن نريد أن نبقى ونحيا ونتطوّر في وطننا بحرية وكرامة, وليس بحسنة أو منّة من أحد... فنحن لسنا أعداء لأحد, من شعوب وأفراد, لكن نحن أعداء الإحتلال والإستيطان والتهويد والتمييز والإضطهاد والعنصرية والفاشية, نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا.. ونحن جزء حيّ من الشعب العربي الفلسطيني, ومن قضيته العادلة, بل نحن جَذوة هذه القضية, التي لا تحتكم لميزان القوى ولا تقادُم الزّمن, فمن الطبيعي والشرعي أن نتحرّك لنصرة ودعم شعبنا..
سادساً:
إننا لن نسمح بالإستفراد أو المَساس بأيّ من الأحزاب والحركات السياسية العربية وقياداتها في البلاد تحت أيّ ذريعة, وإننا نعتبر المحاولات والتصريحات التي تستهدف إخراج الحركة الإسلامية خارج القانون, إنما تعني إخراجنا جميعاً خارج القانون, عندها يخرج القانون, منّا وعنا, ولا نخرج نحن منه وعنه, فهو الغريب ونحن الأصل, هو المهاجر ونحن الباقون.. فالحركة الإسلامية في البلاد, كغيرِها من الأحزاب والحركات السياسية الشرعية والطبيعية, لها الحقّ في البقاء والعمل السياسي الشرعي, بكل حرية وشفافية...
وأخيراً, وليس آخراً, وفي هذه المرحلة المركّبة والمصيرية من وفي تاريخنا, فإننا ندعو الى الوحدة الوطنية النضالية الحقيقية, في مواجهة التحديات والمخاطر, بعيداً عن الخلافات والإنقسامات وبعيداً عن الإرتجالية والعَشوائية في مواجهة المَصير الجماعي المشترك, كما ندعو الى أقصى درجات الحكمة واليقظة والمسؤولية والشجاعة في الوقت ذاته, والى التفكير والتصرّف كشعب حيّ, فنحن عازمون وقادرون على صياغة وصناعة مستقبلنا بأيدينا على أرض وطننا، كما نريد نحن لا كما يريدُنا " الآخرون"...
[email protected]