كل أم وأب يعرف تلك المشكلات اليومية المتعلقة بتربية الأطفال، ومعظم الآباء اختبروا من قبل الموقف، حيث يصرخ الطفل بدون سبب أو يلقي بنفسه أرضا في المتجر محاولاً الحصول على حلوى أو أي شيء آخر، بل وأحياناً لا يعرف الآباء ماذا يريد الطفل بالضبط. ورغم هذا، فمعظم هذه التصرفات المستفزة في كثير من الأحيان، تعتبر تصرفات طبيعية متوافقة مع عمر الطفل ونموه النفسي حسبما يؤكد موقع psychologytoday المتخصص في العلوم الإنسانية.
وبينما أصبح من المعروف أن العنف لا يساعد في التربية، وانتشرت الفكرة القائلة إن الأهم هو اتخاذ عقوبات ونتائج حازمة لما يقوم به الطفل من تصرفات غير مقبولة، تعلو الآن الأصوات التي تدعو لتربية "بلا عقوبات". فالدراسات الحديثة تقول إن العقوبات لها نتائج سلبية. ويرى خبير علم النفس إد ديسي من جامعة روكستر أن العقاب يؤدي إلى السيطرة على تصرفات الطفل لكنه لا يساعده على اختيار التصرف الجيد وتمنع بالتالي الاستقلالية والسيطرة على الذات والاتصال الصحي بالآخرين، فهي بالتالي تحل مشكلة مؤقتة لكنها لا تؤدي إلى نتائج جيدة على المدى البعيد.
تذهب الباحثة في جامعة ستانفورد كارول دويك، والمتخصصة في التربية وعلم النفس الاجتماعي أبعد، إذ تقول حتى أدوات التشجيع المختلفة من نجوم ذهبية وهدايا مختلفة سلبية، إذ أنها تقتل حماس الطفل الطبيعي، وتجده بحاجة دائمة إلى دافع مادي لأداء عمل ما. وهم ينصحون بالتالي بتغيير طرق التربية التقليدية ليتعلم الأطفال كيفية كبح جماح الغرائز الطبيعية والاتصال مع الآخرين، حتى لا يصبحوا فقط سعداء وناجحين في الكبر، ولكن ليصبحوا أكثر احتراماً للآخرين وأكثر حساسية واهتماماً بالآخرين. ولكن كيف؟
يوضح موقع Parenting Today أن العقاب يعطي الطفل الرسالة أن تصرفاته سيئة، والطفل الصغير غير قادر على التفرقة بين كون تصرفاته سيئة، وكونه هو نفسه شخصاً سيئاً.
[email protected]