قضى 17 شخصا واعتبر اربعة اخرون في عداد المفقودين في فيضانات تلت عواصف رعدية شديدة ضربت مساء السبت منطقة الكوت دازور في جنوب شرق فرنسا، حيث ما زال موسم الاصطياف في اوجه.
وتسببت الامطار الغزيرة بشكل خاص بفيضان نهر براغ الصغير الساحلي فغمرت المياه شوارع في كان وانتيب وماندوليو-لا-نابول وفيلنوف - لوبيه ونيس.
وقال رئيس مديرية الشرطة في منطقة الالب، ماريتيم ادولف كولرا، ان انهمار الامطار كان "عنيفا وكثيفا جدا"، فيما كانت اشعة الشمس تسطع مجددا على الكوت دازور.
وتوجه الرئيس فرنسوا هولاند مع وزير الداخلية برنار كازنوف الى المكان معربا عن "تضامن الامة".
وقال هولاند "حصلت كوارث على الدوام لكن وتيرتها وقوتها تشتدان"، داعيا الى "اتخاذ قرارات" في موضوع المناخ قبل بضعة اسابيع من مؤتمر عالمي حول المناخ تستضيفه فرنسا.
والوضع الاكثر مأسوية هو حال ماندوليو-لا-نابول المتاخمة لكان، حيث سجل سبعة قتلى ومفقود واحد. فقد فاجأت المياه السكان حين ارادوا ركن سيارتهم تحت الارض لحمايتها. وكتب رئيس البلدية هنري لوروا "المياه عكرة جدا ويتعذر على عناصر الاطفاء رؤية الجثث (...) الوضع مأسوي".
وفي مدينة كان، حيث قضى شخصان وفقد ثلاثة، انتقد رئيس بلدية كان دافيد ليسنار اشخاصا "ابدوا حرصا كبيرا على سياراتهم فيما كان الهم الرئيسي الحفاظ على حياة اشخاص".
وقضى ثلاثة اشخاص مسنين غرقا في دار للعجزة في بلدة بيوت القريبة من انتيب، حيث تعذر على الموظفتين اللتين كانتا تخدمان ليلا وانقطع اتصالهما بالخارج نقل جميع المسنين الى مكان أمن.
وعثر على ثلاثة ضحايا اخرين قضوا في سيارتهم في فالوري-غولف-جوان حين غمرتها المياه اثناء سلوكهم نفقا صغيرا.
وفي انتيب سجل قتيل ومفقود.
وصباحا حاول بعض الناجين في كان البحث عن فنادق علهم يجدون غرفا فيها لكن كل الفنادق كانت ممتلئة، لا سيما وان المعرض الدولي لبرامج التلفزيون يبدأ الاثنين.
وفيما لم تطاول اضرار كبرى جادة كروازيت الشهيرة، ما زالت شوارع بعض الاحياء مليئة بهياكل السيارات.
وفي نيس، سقطت بعض الاشجار على الجادة الشهيرة المحاذية للبحر (معروفة باسم برومناد ديزانغليه) وجرت عملية اجلاء في حي بشمال شرق المدينة.
واجتاحت المياه ايضا مواقع للتخييم قرب انتيب. وحلقت مروحيتان تابعتان لاجهزة الاطفاء فوق المنطقة لضمان سلامة المخيمين الذين "لجأ بعضهم الى اسطح مقطوراتهم".
وصباح اليوم الاحد، اصبحت شبكة الطرقات الفرعية غير سالكة في العديد من النقاط.
وفي منطقة تشهد ذروة موسمها السياحي وجد اكثر من خمسمئة شخص بينهم عدد كبير من البريطانيين والدانماركيين انفسهم محاصرين وتم ايواؤهم في مطار نيس.
واعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد (اس ان سي اف) توقف عشرة قطارات في محطات في جنوب شرق فرنسا امضى فيها مئات المسافرين الليل.
وابدى رئيس الوزراء مانويل فالس من اليابان، حيث يقوم بزيارة "تأثره البالغ حيال العواقب الفظيعة للعواصف" مؤكدا "دعمه للعائلات المنكوبة".
وفي عظته الاسبوعية في الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس الى "تضامن فعلي" مع الضحايا.
وتبقى الحصيلة ادنى من حصيلة الامطار الغزيرة في حزيران (يونيو) 2010 في منطقة فار التي خلفت 25 قتيلا و31560 منكوبا، اضافة الى اضرار تقدر بنحو مليار يورو.
[email protected]