يكبر الشباب والفتيات ويتزوجون وينفصلون بيوتهم عن أبائهم وأمهاتهم , غير أن هذا الوضع لا يرضي بعض الأهل , ويظلون يعاملون أبناءهم معاملة الأطفال , ظانين أنهم لا يستطيعون إدارة بيوتهم أو حسم أمورهم بدونهم , فيتدخل الأب أو ألام في حياة الابن أو الابنة , وقد لا يصادف هذا التدخل هوى الطرف الآخر , فتبدأ المشكلات وتتفاقم ويكون أخف الأضرار مقاطعة أحد الزوجين لأهل الزوج الآخر , وما يستتبع ذلك من شحن النفوس وعدم احتمال كل طرف للآخر .
وهذا التدخل من جانب الأهل فيه فساد كبير , ولا بد أن يدرك الآباء والأمهات أن أبناءهم صاروا كباراً , ولا بد بالتالي أن يلقوا حبالهم على غواربهم , وعلى الأبناء كذلك ألا يكشفوا بيوتهم للأهل أو لغير الأهل بل عليهم أن يدركوا أن حياتهم الخاصة لا شأن لأحد بها , إلا في حالات بعينها يتحتم تدخل الأهل بالمعاونة أو النصح .
وقيام الزوجين بمنع تدخل الأهل في حياتهما الخاصة لا يتعارض إطلاقا مع الإحسان إليهم , وبرهم ووصلهم , فان هذا أمر وذلك أمر آخر , فان صلة الرحم تجلب البركة وتدفع المكروه , فعلى الأبناء الدور الأكبر في دعم هذه الصلة وتقويتها , وهذا حق الآباء الذين صاروا في سن لا تسمح لهم بالحركة والجهد , فماذا لو لم يفلح الزوج أو الزوجة في منع تدخل أهل الطرف الآخر في حياتهما ؟
هنا يكون الحسم , بشرط استفادة طرق العلاج ومحاولة الإبعاد مع ضرورة التفرقة بين أشكال التدخل . فهناك صور لتدخل الأهل لا ينفع معها علاج كالتي تحرض ابنتها على الانحراف أو الطلاق أو سرقة الزوج أو الانتقام منه . وهناك صور اخف من ذلك بكثير يمكن علاجها , مثل دأب الزوج أو الزوجة على أخذ رأي احد والديه قبل أي عمل , وخصوصاً الأم , التي في الغالب تكون متسلطة ولو تم تهديدها بإيقاع الانفصال بين الزوجين لتراجعت ومنعت نفسها من التدخل والتحريض .
على الزوجين يجب ضبط العلاقة مع أهل الزوج وأهل الزوجة منذ بداية الزواج وتوصيل معان للطرفين تفيد أن البيت الجديد خاص بصاحبيه وان كل من يدخله سواهما ضيف له حق الضيافة الكاملة لكن ليس له حق إدارة هذا البيت أو التصرف في شؤونه .
على الطرف المتضرر من الزوجين الجلوس مع الطرف الآخر ومناقشته بهدوء في تجاوزات أهله ومن المحتمل ألا يخلو الأمر من بعض الزعل لكن لو حدث هذا مرة فلن يحدث مرة أخرى .
الحموات بحاجة إلى معاملة خاصة والزوجة العاقلة من تكسبها إلى صفها , فان تدخلت الحماة فسيكون تدخلها لصالح الزوجة وللحصول على مكاسب من الزوج .
[email protected]