توجه وفد من رجال الدين المسيحي اليوم الى المسجد الاقصى المبارك في زيارة تضامنية للتعبير عن الرفض والاستنكار لما يتعرض له هذا المسجد والتهديدات الجدية التي يتعرض لها ليس فقط بهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا وانما التخطيط لهدمه لإقامة الهيكل المزعوم .
وقد تقدم الوفد المسيحي سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ومعه عدد من ممثلي الكنائس المسيحية في القدس ، التقى الوفد مع عدد من المعتكفين داخل المسجد ومع ممثلي الاوقاف الاسلامية وقال سيادة المطران في كلمة القاها بأن استهداف الاقصى مسألة تعنينا جميعا بشكل مباشر انطلاقا من انتماءنا الفلسطيني ومن انتماءنا للقدس والتعدي على الاقصى كما على كافة المقدسات المسيحية والاسلامية هو تعدي علينا جميعا من دون استثناء ، ونقل سيادته رسالة تضامن من كنائس القدس ومسيحييها معتبرا بأن ما يحدث في المسج الاقصى هو شيء خطير وغير مسبوق وهو عمل استفزازي يمسنا جميعا في الصميم ، وقال سيادته بأننا كمسيحيين وكمسلمين في هذه الديار علينا ان نوحد صفوفنا وان نعمل من اجل ترسيخ اخوتنا وتعاوننا وتواصلنا مع بعضنا البعض خدمة لقضيتنا الوطنية وتكريسا للقيم الانسانية التي هي قاسم مشترك يوحدنا مع بعضنا البعض .
وقال سيادته بأننا نرفض العنصرية التي يمارسها المستوطنون الحاقدون دون اي وازع انساني او حضاري كما اننا نرفض اي خطاب عنصري من اي نوع كان فالعنصرية والكراهية والتحريض المذهبي والطائفي مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا .
ان ثقافة الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس كانت دوما ثقافة التلاقي والاخوة الاسلامية المسيحية ، كيف لا ومدينتنا المقدسة تشكل نموذجا متميزا في هذا التلاقي بين الاديان فلنحافظ على هذا النموذج .
ان صراعنا هو ليس صراع ديني بين اديان متعددة ومختلفة وانما هو صراع بين فاقد الحق ومالكه ، انها قضية شعبنا الفلسطيني التي هي قضيتنا جميعا وهي قضية شعب يتوق للعدالة والحرية والكرامة .
فلتبقى مدينة القدس متميزة بالاخاء الديني بين ابنائها ولنرفض العنصرية والتطرف والكراهية بكافة اشكالها والوانها لأن المستفيد الحقيقي منها هو اعداء امتنا .
كما تم التشاور في هذا اللقاء في سلسلة من النشاطات والفعاليات التي ستقام في مدينة القدس احتجاجا لما يتعرض له الاقصى ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية .
مسؤولي الاوقاف الاسلامية والمعتكفين المسلمين شكروا سيادة المطران على هذه الزيارة وعلى هذه الكلمات المعبرة ، واكدوا بأننا سنبقى شعبا واحدا يدافع عن قضية واحدة .
هذا وقد حاولت السلطات الاسرائيلية منع الوفد من الدخول الى باحات الاقصى تحت حجج واهية ولكن اصرار الوفد على الدخول وبالتعاون مع الجهات الاسلامية المشرفة على الاقصى هو الذي ادى الى دخول الوفد وعقد هذا اللقاء الرائع والمميز المعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني .
[email protected]