ان الحياة الزوجية شركة بين الزوج والزوجة , وحتى تحقق هذه الشركة أعظم الأرباح , وتجني أطيب الثمار , لا بد من تعاون كافة الأطراف , وبذل قصارى الجهد بصدق وإخلاص , ويتأكد هذا في حق الزوجين المسلمين اللذين يحرصان على إتباع هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نعم إن هناك أموراً هي من مسئوليات الزوج بالدرجة الأولى لكن لا مانع من تعاون الزوجة معه فيها , وتكون مشكورة على ذلك إن لم تضيع واجبات أولى . والعكس صحيح .
ومن مسؤوليات الزوجة خدمة زوجها وتدبير المنزل على هذا جرى العرف في بلاد الإسلام وسارت على ذلك الصحابيات الكريمات , غير انه مما يدخل به الزوج السرور على زوجته وشريكته أن يعاونها تلك المهمة , تلطفاً وتأنيساً , تعاطفاً وتخفيفاً وصلا للحبل الذي جعله الله بينهما : حبل المودة والرحمة , ليتحقق السكن والاستقرار , والسعادة والسرور .
الزوج المسلم الرحيم هو الذي يدخل على زوجته السرور بمعاونتها , فما أحلى من تلك اللحظات وما أسعدها من أوقات : أن تجد الزوجة زوجها إلى جوارها يعاونها ويناولها ويخفف عنها بعض الأعباء بسماحة نفس وانشراح صدر ولين جانب . وما أسوأها من لحظات وما أتعسها من أوقات أن تجد الزوجة نفسها وحيدة مجهدة , والأعباء على كاهلها كثيرة ولا تكاد تنتهي من عمل حتى تجد أمامها أعمالاً والعرق يتصبب من جبينها ولا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وزوجها جالس مستريح , ومن الأزواج من لم تنل منه زوجته إلا العتاب والتأنيب واللوم والرمي بالتقصير .
والتعاون المنزلي ترتفع درجته إذا حلت عوارض كأن ينزل بها مرض يضعفها أو يقعدها . أو كساعات الحمل والولادة .ينبغي أن تقابل الزوجة تعاون زوجها بالشكر والتقدير والتوقير , وعبارات المدح والثناء وأسمى معاني الحب والوفاء . وان تشعره بقوامته وانه أهل لذلك وهو جدير بسيادة الأسرة , وتعاونه إنما هو من اجل رحمته بها وتوفير الراحة لرعيته . وذلك ببذل جهده من اجل سعادتهم .
أيها الزوج : اقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة أهله ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) . انظر إلى زوجتك على أنها شريكة وحبيبة لا خادمة . فتلك نظرة الإسلام والأخيرة نظرة الجاهلية . تنازل عن الكبرياء فذلك لا ينقص من رجولتك إنما يزيدك عزاً ووقاراً وتقديراً واحتراماً . تعامل مع زوجتك من منطلق المودة والرحمة .
[email protected]