البحر الميت الذي يقع ما بين الأردن وفلسطين ويعد واحدا من عجائب الدنيا، مهدد بالزوال؛ بسبب التدخل البشري وانخفاض كميات الماء التي تصب فيه.صحيفة “جيوبوليس” الفرنسية سلطت الضوء عن المخاطر التي بات يواجهها هذا البحر الذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً.
وقال الصحيفة لم يسبق للبحر الميت أن حمل رمزية اسمه كما يحملها اليوم، فبعمق 429 مترًا تحت مستوى سطح البحر، بدأت أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية بالجفاف، فالماء يتناقص بحوالي 1.50 متر سنويًا وتظهر تجويفات كل يوم في المناطق التي جفت من الماء، تهدد النباتات والمباني، والسبب وراء هذه الكارثة البيئية هو النشاط البشري.
1- التبخر أكبر تهديد للبحر الميت
البحر الميت هو في الواقع بحيرة مالحة مغلقة تقع على خط الحدود الفاصل بين إسرائيل والأردن والضفة الغربية المحتلة، وأطلق عليه هذا الاسم نظرا لأنه لا وجود للحياة فيه.
فالأسماك والطحالب لا يمكنها أن تعيش في هذه المياه الشديدة الملوحة، التي تصل ملوحتها إلى 347 جراما في اللتر مقابل 9 في البحر المتوسط، هذه الكثافة تتيح لكل من يسبح فيه بأن يطفو فوق مياهه دون جهد، وأن يقرأ الجريدة وساقاه ممتدتان دون أن تبتل.
2- تجويفات خطيرة في الأماكن التي تراجع فيها مياه البحر
شقوق ومنخفضات دائرية تظهر بالشواطئ مع تراجع مياه البحر الميت حيث يصل قطر وعمق بعضها عشرات الأمتار، ومع اندماج بعضها أصبحت تشكل تجويفات عملاقة يصل قطرها إلى أكثر من 1 كم وعمقها إلى أكثر من 100 متر.
المتخصصون يقولون إن هذه التجويفات ترجع إلى اتصال المياه العذبة (الأمطار والمياه الجوفية…) بالأرضية المالحة، فجفاف نهر الأردن الذي يصبّ في البحر الميت ويغذيه بالمياه سبب هذه الكارثة البيئية.
3- انهيار صالون للتدليك لأحد المنتجعات
الجذب السياحي للبحر الميت بسبب الفوائد المعلنة للمعادن الموجودة فيه، بما في ذلك المغنيسيوم، كان وراء بناء العديد من المنتجعات الساحلية في الخمسين عامًا الماضية. هذه المنتجعات التي تقدم علاجات مختلفة. ابتلعت تدريجيًا أرضية البحر الميت، البنية التحتية لهذه المنتجعات.
4- علامات تحذر المتنزهين من التجويفات
التجويفات تتشكل دون سابق إنذار ولذلك وضعت السلطات الإسرائيلية يافطات تحذيرية ما يجعل زيارة الموقع محفوفة بالمخاطر.
هذه التجويفات ظهرت في ثمانينيات القرن العشرين، وارتفع عددها من أربعين عام 1990 إلى 3000 اليوم، ووفقا لـ” أي 24 نيوز” فإن هذه التجويفات نتيجة مباشرة لسوء إدارة الموارد المائية في المنطقة وفقا لجدعون برومبرج، المدير الإسرائيلي لمؤسسة “‘يكو بيس” والباحث في المجال البيئي،.
5- حجز الماء في البرك لصناعة البوتاس
الأنشطة الكيميائية كثيرة حول البحر الميت، وخاصة على الجانب الإسرائيلي، حيث يستخرج كل سنة 600 ألف طن من الملح ويستخدم في صناعة المواد الغذائية أو مستحضرات التجميل، وتساهم العديد من برك التبخير المستخدمة في هذه الصناعة لجفاف البحر الميت.
6- قناة التفافية على طول البحر الميت
هذه القناة مخصصة لاستغلال الملح، الذي يتكون من ستة وعشرين نوعا من المعادن الفريدة من نوعها في العالم، وهي واحدة من البنية التحتية الاقتصادية للموقع. لكن هذه الصناعة بصدد قتل الأوزة التي تبيض ذهبا.
7- سحر المشهد التوراتي يتلاشى تدريجيًا
يحاط البحر الميت بالصحراء وهو ما يشكل مرآة غير متوقعة في هذا البلد، لكن فقدان الملايين من الأمتار المكعبة من المياه سنويا في هذا البحر فإنه بحلول 2050 سيصغر حجم المرآة.
8- مشروع القناة التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت
منذ 30 عامًا، هناك أحاديث حول مشروع قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وفي أبريل 2015 وقع أنصار هذا المشروع (الأردنيون والإسرائيليون والفلسطينيون) العديد من الاتفاقيات، لكن هذه القناة التي يبلغ طولها 180 كم لم يتحقق أي شيء منها حتى الآن.
عدة منظمات بيئية تدخلت لمنع تنفيذ هذا المشروع حيث يرون أن صب مياه البحر الأحمر في البحر الميت سيعير جذريا التركيب الكيميائي الفريد لمياه الأخير، يمكن تطور بلورات الجبس والطحالب الحمراء، وبعبارة أخرى، سنشهد كارثة بيئية جديدة.
[email protected]