من ميدان الطرف الأغر في لندن، أعلنت مؤسسة "رابعة ستوري" (قصة رابعة) انطلاق فعالياتها العالمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة رابعة والنهضة التي تحل اليوم الجمعة.
وتسعى الحملة إلى تعريف العالم بضحايا المجزرة التي قتل فيها أكثر من ألف شخص، وتوضيح ملابساتها ونشر صور توثق الجريمة من كل جوانبها، بحسب ما أعلنت الحملة في موقعها وصفحات التواصل الاجتماعي.
ويهدف الشبان القائمون على الحملة -وهم من جنسيات مختلفة- إلى إضفاء طابع عالمي على الذكرى الثانية للمجزرة عبر اعتماد اللغة الإنجليزية لغة رئيسية لموقعها على الإنترنت وللوسم الخاص بها على تويتر "تذكر رابعة" (rememberRABAA#)، وكذلك تحديد العاصمة البريطانية لندن منطلقا للحملة.
وشددوا على أن الغاية من الحملة هي اعتراف العالم بما حدث كـ"جريمة ضد الإنسانية"، والشروع في تحقيقات نزيهة تأخر تنفيذها رغم مرور سنتين على المجزرة.
كما طالبت المؤسسة العالم بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والتحرك لمنع وقوع مزيد من المذابح في مصر تحت غطاء أحكام الإعدام، معللة أن ما يحدث سببه الصمت الدولي تجاه المجزرة وتوابعها.
التضامن بالتغريد
وحث القائمون على الحملة ملايين المغردين في الوطن العربي والعالم على التفاعل مع وسم "تذكر رابعة" بالإنجليزية على مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام، من خلال تدوينات قصيرة حول المجزرة وذكراها وتسجيل موقفهم منها.
وقد احتل الوسم الصدارة في مصر، حيث لقي تفاعلا كبيرا عشية ذكرى المجزرة، في حين حصدت صفحة الحملة على فيسبوك قرابة 230 ألف معجب، وامتلأت بآلاف التعليقات المطالبة بمحاكمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره المسؤول الأول عن المجزرة.
وسم "تذكر رابعة" لقي تفاعلا كبيرا
وفي سياق توثيق وتخليد الحدث، أعلنت المؤسسة على مواقع التواصل عن إصدار ألبوم مصور يحتوي على 117 صورة عالية الجودة أغلبها بعدسة المصور مصعب الشامي الذي قتلته قوات الأمن المصرية يوم المجزرة.
وتهدف المؤسسة باختيارها عدسة أحد الذين قتلوا في تلك الأحداث إلى ترسيخ صورة دلالية لطبيعة المجزرة ونوعية المستهدفين.
كما أن الألبوم يحتوي على صور أخرى لردود الفعل في الشارع المصري على عملية الفض، حيث توثق الصور المظاهرات والمليونيات التي خرجت احتجاجا على المجزرة.
في غضون ذلك، نظم منتدى رابعة الدولي مساء أمس الخميس مظاهرة في منتزه صارج هانه بمدينة إسطنبول لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة رابعة.
وشارك في المظاهرة متضامنون أتراك وناشطون مصريون وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسيسي.
استنفار أمني
من ناحية أخرى، قال مصدر أمني في مصر إن وزارة الداخلية كثفت الإجراءات الأمنية في المنشآت المهمة والحيوية وفي مراكز الشرطة بمختلف المحافظات تحسبا لاندلاع أعمال عنف في الذكرى الثانية لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن المصدر قوله إن أي محاولة للقيام بأعمال عنف في هذا اليوم ستقابل بقوة وحسم.
وقد دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى اعتبار الجمعة "يوم غضب وانتفاضة ثورية ضد القتلة، وإحياء لذكرى الشهداء الأبرار".
يذكر أن منظمات حقوقية وصفت المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش بحق المعتصمين الرافضين لانقلاب السيسي بأنها من أسوأ أعمال القتل الجماعي في التاريخ الحديث.
ولا تزال مصر منذ ذلك الحين تشهد ما توصف بأقسى موجة قمع أمني وسياسي في تاريخها، الأمر الذي أدى إلى غياب الحياة السياسية وانقسام مجتمعي غير مسبوق.
[email protected]