نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا عن المخاوف التي أثيرت بشأن تقنية الإنترنت اللاسلكي والقيادة الذاتية للسيارات بعد تمكن قراصنة إنترنت من السيطرة عن بعد على سيارات مزودة بتلك التقنيات.
بدأت القصة عام 2010 عندما ساد الذهول في أوساط العاملين في صالة تكساس لبيع السيارات في الولايات المتحدة بعد سيل من شكاوى الزبائن الذين قالوا إن سياراتهم تتصرف بغرابة حيث تطلق أبواقها في سكون الليل ومطلع الفجر، وعندما يأتي الصباح لا تدور محركاتها.
في البداية شك بائعو السيارات بأن السبب هو جهاز مربوط بالإنترنت يوضع في السيارات المستعملة المبيعة بالأقساط الشهرية، والغرض منه قيام الشركات بإرسال رسائل للزبائن لتذكيرهم بالدفعات المستحقة وتعطيل بعض خواص السيارة إن تطلب الأمر، ولكن بعد الفحص تبين أن هذا الجهاز ليس له علاقة بالشكاوى التي وردت من الزبائن.
اليوم عادت القصة نفسها للواجهة عندما نفذ كل من تشارلي ميلر وكريس فالاسك المتخصصان في أمن الإنترنت عرضا لصحيفة واشنطن بوست أثبتا فيه أن بإمكانهما الولوج إلى أنظمة السيارات الإلكترونية والتحكم بها عن بعد.
إنترنت الأشياء يربط كل شيء نستخدمه في حياتنا للتحكم به عن بعد (غيتي)
وقد تمكن الباحثان من السيطرة عن بعد على أنظمة القيادة في سيارة "جيب شيروكي" صنعت عام 2014 واستعرضا كيف أمكنهما السيطرة على مقود السيارة وتعطيل المكابح وإيقاف المحرك.
وأكد الباحثان أنهما وجدا فجوات أمنية في أنظمة التسلية والملاحة المربوطة بالإنترنت في آلاف السيارات المصنعة من قبل شركات كبرى مثل جيب ودوج وكرايسلر.
إلا أن متخصصين آخرين مثل جون إيلز -الذي عمل سابقا في شركة فورد لصناعة السيارات- أكد أن الأمر ليس بذلك السوء، حيث إن كل سيارة تستخدم نظاما معينا، وإن تمكن القراصنة من السيطرة على سيارة معينة لا يعني أنهم قادرون على السيطرة على جميع السيارات من ذلك النوع.
ويقول الخبراء إن السيارات المحصنة ضد الهجمات الإلكترونية تماما لن تكون في متناول الجمهور قبل عام 2018 وإن استمرار خاصية الأمان فيها سيكون مرتبطا بالتحديث المنتظم لنواة البرامج المستخدمة في السيارة وهو أمر مكلف ولذلك يهمله صانعو السيارات عادة.
ويعتبر تزويد السيارات بالأنظمة المرتبطة بالإنترنت هو أحد الوجوه الرئيسية لما يعرف بـ"إنترنت الأشياء" (Internet of Things) أي ربط الأشياء التي يستخدمها الإنسان بالإنترنت ليتحكم بها عن بعد مثل الأجهزة الكهربائية المنزلية.
ويشير التقرير إلى أن الأحداث أثبتت إمكانية اختراق الأشياء المربوطة بالإنترنت بشكل عام وأن لهفة الشركات المصنعة للتسويق والرغبة الشديدة للمستهلكين جعلتا انتشار هذا النوع من التقنية يكبر بدون الانتباه إلى الجانب الأمني.
[email protected]