أعلنت السعودية، بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، أنها تؤيد وجود اتفاق حيال البرنامج النووي لإيران يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، وحذرت طهران من أن إثارة الاضطرابات بالمنطقة سيقابل برد "حازم".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الثلاثاء عن مصدر مسؤول (لم تذكر اسمه) تعليقا على الاتفاق، أن "المملكة كانت دائما مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي، يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال".
وأضاف المصدر أن بلاده "تقف بجانب اتفاق يشمل آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع، بما فيها العسكرية، مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق".
وأشار المصدر إلى أن "المملكة تشارك دول 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وألمانيا) والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب دعمها للإرهاب وانتهاكها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح".
وحذرت الرياض إيران من أن قيامها بإثارة الاضطرابات بالمنطقة سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة، معربة عن تطلعها إلى بناء أفضل العلاقات مع طهران، في إطار حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وأشار المسؤول إلى أنه في ظل اتفاقية البرنامج النووي "فإن على إيران أن تستغل مواردها في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع شعبها عوضا عن استخدامها في إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة، الأمر الذي سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة".
وكان مسؤول سعودي قد قال لوكالة رويترز إن الاتفاق الموقع في فيينا سيعني "يوما سعيدا" للشرق الأوسط لو منع إيران من امتلاك ترسانة نووية، لكنه عبر عن خشيته من أن يسمح بدلا من ذلك لإيران "بنشر الفوضى في المنطقة."
باراك أوباما أكد للملك سلمان سلمية البرنامج النووي الإيراني بعد توقيع الاتفاق (رويترز)
طمأنة أميركية
وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الأربعاء اتصالا هاتفيا مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، أطلعه فيه على فحوى الاتفاق الذي أبرمته دول "5+1" مع طهران بشأن ملفها النووي.
وأوضح البيت الأبيض، في بيان له فجر اليوم الأربعاء، أن أوباما أكد وقوفه بجانب "الأصدقاء" في المنطقة، ودعم قدراتهم الدفاعية، و"العمل معهم سوية لحل المشاكل التي تختلقها إيران".
من جهته، أبلغ الملك سلمان الرئيس أوباما بأن المملكة العربية السعودية تؤيد أي اتفاق يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ويشمل في الوقت نفسه آلية تفتيش لكافة المواقع.
وفي ردود أفعال خليجية أخرى، أعربت قطر عن ترحيبها بالاتفاق، ووصفته بالخطوة الهامة، في وقت هنأت الإمارات والكويت إيران على الاتفاق النووي، أما سلطنة عُمان التي توسطت في محادثات عام 2013 التي أدت في النهاية لهذا الاتفاق، فوصفته بأنه "نصر تاريخي للطرفين".
يُذكر أن إيران ومجموعة "5+1" توصلا الثلاثاء إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة، وهو يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بمراقبة وتفتيش بعض المواقع العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات.
كما يسمح الاتفاق لإيران بمواصلة عمليات التخصيب بكميات محدودة، واستخدام أجهزة الطرد المركزي لأغراض البحث العلمي، ورفع الحظر عن مؤسسات وشركات، وينص الاتفاق أيضا على أن تعاد العقوبات على طهران خلال 65 يوما عند حدوث أي انتهاكات.
[email protected]