ترتبط ظاهرة مضايقة التلاميذ الكبار للصغار في المدارس بمفهوم المدرسة منذ نشأتها، فكثير من التلاميذ يعانون من هذه الحالة التي أظهر بحث جديد لأطباء نفسانيين بريطانيين أن أثارها السلبية على الصحة النفسية والبدنية والاجتماعية تلازم الطلاب طوال نحو 40 عاماً.
وفي أول دراسة من نوعها لرصد آثار هذه الظاهرة في فترة ما بعد المراهقة، قال الباحثون إن تأثيرها يستمر ويتوغل في حياة من تعرضوا لمثل هذه المضايقات في الصغر.
وعلى الأرجح ستؤثر على صحتهم الجسمانية والنفسية وهم في سن الخمسين وعلى قدرتهم على الإدراك أيضاً.
وفي هذا السياق، قال المشرف على الدراسة في معهد الطب النفسي بكلية "كينجز كولديج" في لندن، ريو تاكيزاوا، إن تأثير "الاستئساد"، أي مضايقة الكبير للصغير، يدوم نحو 40 عاماً، وله عواقب صحية واجتماعية واقتصادية تستمر في فترة النضج.
وشمل البحث 7771 طفلاً، قدم آباؤهم معلومات عن تعرض أولادهم لمضايقات من زملائهم الأكبر سناً في المدرسة، وهم في سن الـ7 الـ 11 عاماً. وتابع البحث هؤلاء الأطفال حتى بلغوا سن الخمسين.
وخلاصة البحث كانت أن الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات "استئساد" مستمرة في الصغر هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والميل للانتحار.
وقد ذكرت الدراسة عوامل أخرى، منها: مستوى الذكاء عند الأطفال والمشاكل العاطفية والسلوكية وتدني مشاركة الأهل.
لذلك، على الأهل أخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار ووضع حد لها في حال كان أحد أطفالهم يتعرض لمثل هذه الظاهرة.
[email protected]