قدمت لجنة التحقيق الخاصة بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة "الجرف الصامد" التي عينتها الأمم المتحدة برئاسة مري مكغفان ديفس اليوم " الاثنين" تقريرها للأمم المتحدة في مقرها بمدينة جنيف موصية المجتمع الدولي بدعم عمل وامتداد ولاية محكمة الجنايات الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، متهمة إسرائيل والفصائل الفلسطينية بارتكاب جرائم حرب خلال العملية المعروفة إسرائيليا باسم "الجرف الصامد".
واقتبس التقرير أقوال احد الشهود من سكان مدينة رفح التي شهدت في آب الماضي عملية إسرائيلية واسعة بعد أن خشيت من وقوع احد جنودها في اسر الفلسطينيين "كل عشر ثواني كان انفجار".
وقالت رئيسة اللجنة القاضية "ديفيس" :"حين تتعرض حياة جندي إسرائيلي للخطر فإنهم يتجاهلون كافة القوانين ".
وأشارت اللجنة في تقريرها إلى جمعها معلومات كثير تشير إلى احتمال ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب وكذلك الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وكان حجم الدمار والمعاناة في غزة شيئا غير مسبوق من حيث الحجم والانتشار وسيصل تأثيره إلى الأجيال القادمة، هناك في إسرائيل يوجد تجمعات سكنية تعيش تحت تهديد الخوف الدائم أيضا" قالت دفيس في إيجاز صحفي قدمته خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الكائن بمدينة جنيف .
وأشار التقرير إلى تميز الأعمال العدائية التي دارت عام 2014 بالزيادة الكبيرة والجوهرية في حجم وقوة النار التي استخدمت خلال الحرب حيث نفذت إسرائيل 6000 غارة جوية وأطلقت أكثر من 50 ألف قذيفة دبابة ومدفعية وقتل خلال 51 يوما من الحرب 1462 فلسطينيا ثلثهم من الأطفال فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية 4881 صاروخا وقذيفة صاروخية إضافة إلى 1753 قذيفة هاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية وأدت الحرب إلى قتل 6 مدنيين إسرائيليين وجرح 1600 .
وقتل مئات الفلسطينيين داخل منازلهم خاصة النساء والأطفال ووصفت الشاهدات التي أدلى بها الناجون وبعض شهود العيان الذين شاهدوا الغارات الجوية القاسية تلك الغارات التي حولت المنازل إلى ركام وغبار وتراب خلال ثوان معدودة .
"استيقظت في المستشفى بعد ان ابلغوني بان أختي وأمي واثنين من أطفالي قد قتلوا لقد متنا جميعا في ذلك اليوم حتى نحن الناجين" جاء في التقرير على لسان احد أفراد عائلة النجار من خان يونس التي فقدت يوم 26/7/2014، اكثر من 19 فردا من أفرادها .
وفي رده على التقرير؛ اصدر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تعليماته لوزراء حكومته بعدم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام للرد على تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخاص بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع.
ومن المرجح أن يصدر بيان موحد من مكتب نتنياهو للرد على التقرير.
ويظهر من الإحصاءات التي قدمها تقرير الأمم المتحدة، خطئ كبير في الأرقام والذي يتنافى مع الإحصاءات الصادرة من قطاع غزة عن العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً والذي خَلَفَ خسائر بشرية هائلة بلغت آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين.
وبلغ عدد الضحايا الإجمالي لحرب 2014 2147 شهيداً, بينهم 530 طفلا, و302 امرأة بينهن أكثر من أربعين مسنّة, و23 من الطواقم الطبية, و16 صحفياً, و11 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وبلغ عدد جرحى العدوان 10870 فلسطينيا تراوحت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بينهم 3303 طفلاً و2101 امرأة.
[email protected]