شارك النائب ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة في مؤتمر هرتسليا السنوي الذي يجرى سنويًا في الكلية الأكاديمية هرتسليا حول القضايا السياسية، والذي يُعتبر أهم مؤتمر يساهم في صياغة الرؤى السياسية في إسرائيل. والقى عودة خطابًا أمام المؤتمر العام عنوانه "دولة واحدة أم دولتان". وأضاف عودة، عندما اسأل عن خيار الدولة الواحدة والدولتين، اشعر بأني اقف امام قضية أكاديمية لا تتلاءم مع الواقع لأن هناك دولة واحدة قامت في العام 1948 وتمكنت من تعزيز قوتها واحتلت أراض إضافية، فهذا الطرح الحيادي لدولة أم دولتين وكأنه هناك من يضع الخارطة فوق الطاولة ويطلب مني أن أختار بين الدولة والدولتين، وهذا ليس الواقع.
وقال عودة أنه بعد نضال دامٍ دامَ عشرات السنوات، سقط به عشرات آلاف الشهداء ووصلت المفاوضات حتى الأحياء العربية بالقدس الشرقية، ويؤيد ذلك كل العالم ونصف المجتمع الإسرائيلي، فهل بهذا الوقت ممكن أن يتمّ التنازل عن إقامة دولة على حدود الـ67 في سبيل فكرة لا برنامج ولا أفق مرئي لها؟!
وتطرق عودة الى عنصرية "اليسار الصهيوني" قائلاً، أنه يعلن عن تأييده للدولة الفلسطينية بإدعاء أنه يريد أغلبية يهودية!! مع هكذا يسار من بحاجة الى الأيديولوجية اليمينية والعنصرية؟!! ما الفرق بين اليسار الصهيوني وليبرمان؟ وكلاهما يفكران بالتقليل من العرب بهدف تعزيز الأغلبية اليهودية! نحن مع الموقف المبدئي انه يحق لكل شعب ان يقرر مصيره بنفسه، للشعب اليهودي الحق بتقرير المصير وللشعب الفلسطيني الحق بتقرير المصير. انا أؤمن بالشعوب، واعطي ثلاثة أمثلة بدون مقارنة بينهم.
- افكر في فرنسييْن عضويْ لجان المقاومة الشعبية ابان الحرب العالمية الثانية، واجتياح القوات النازية باريس، هما يجلسان في الخنادق تحت الأرض وفوق الشارع الباريسيّ يمرّ الجيش النازي. يقول أحدهما لرفيقه، بعد سبع سنوات سنقيم مع الالمان سوقًا مشتركة ونتعاون معهم!! كان يجب ايداعه في المصحة النفسية حينها، لا شك!! لكن هذا ما تم فعلاً، اقيمت السوق الاوروبية المشتركة بعد سبع اعوام من انتهاء الحرب. أنا أثق بالشعوب.
- تعلمت من تجربة المواطنين السود في امريكا، مالكم اكس ومارتن لوثر كينغ في سنوات الستينات، احببت وايدت هذه الخطوات، لم اوافق على كل ما قاموا به، لكن ايًا منهما لم يعتقد انه بعد 40 عامًا سيكون رئيس الولايات المتحدة من اصول افريقية. انا اثق بالشعوب.
- عشت في فترة أوسلو، ورأيت التقارب بين العرب واليهود، ابان حلم السلام المتخيّل الذي لامسه ابناء الشعبين واقتربا من الحلم الذي يرغبون بتحقيقه. كلنا شعرنا بأننا جزء من هذا الحلم، تخيلوا ماذا سيجري عندما تقوم الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل ويكون بينهما علاقات تعاون في الاقتصاد والثقافة؟ أنا أؤمن بالشعوب.
حل الدولتين ليس حلمًا، سيتحقق بالنضال. وعندما يتحقق على الأرض عندها ستكون السماء هي الحدود.
[email protected]