قدم يوم الأربعاء (03/12/2025) الدكتور الشيخ رافع حلبي من دالية الكرمل، محاضرة في موضوع اتفاقيات إبراهيم (הסכמי אברהם)، لأعضاء نادى المتقاعدين في مقر النادي في قرية حرفيش، حضر المحاضرة رئيس النادي الشيخ محمود مرعي ولفيف من أعضاء النادي المتقاعدين من شرطة إسرائيل وشرطة السجون.
تحدث المحاضر عن اتفاقيات إبراهيم والتي هي سلسلة من الاتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية، توسطت فيها الولايات المتحدة، وكان قد أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتفاقيات اسم "اتفاقيات إبراهيم"، نسبة إلى إبراهيم التوراتي، الذي كان الرابط بين الأديان الإبراهيمية واليهودية والمسيحية والإسلام، تم توقيع الاتفاقية في 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض من قبل الولايات المتحدة (كوسيط)، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وإسرائيل، ولاحقا، انضمت المغرب والسودان أيضا إلى الاتفاقية، وفي 6 نوفمبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انضمام كازاخستان إلى الاتفاقيات.
أشار المحاضر الدكتور الشيخ رافع حلبي: أن بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، أجرى دونالد ترامب مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال في سياق حديثه: "أود أن أكون من سيجلب السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. أحبها، ستكون إنجازا عظيما، لأنه لم يتمكن أحد من فعل ذلك"، كما قال إنه يعتزم ضم صهره، جاريد كوشنر، إلى فريق المفاوضات، وأطلقت وسائل الإعلام على المبادرة اسم: "صفقة القرن" نسبة إلى فيلم كوميدي صدر عام 1983 حيث حاول مجموعة من تجار الأسلحة بيع أسلحة تدعى "صانع السلام" إلى ديكتاتورية في أمريكا الجنوبية، وأصبح هذا الاسم هو لقب البرنامج في سبتمبر 2017، استخدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عبارة "صفقة القرن" بعد اجتماع مع ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال عباس عن خطة ترامب: "إنها تشهد على جدية الرئيس المحترم، الذي يطمح لتحقيق صفقة القرن في الشرق الأوسط خلال العام أو الأشهر القادمة".
أضاف الشيخ الدكتور رافع حلبي أن الخطر الرئيسي في "اتفاقيات إبراهيم"، هو تجاهل القضية الفلسطينية، التي قد تزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وتؤذي وضع الدول العربية المعتدلة، مثلا دول الأردن، ومخاوف من اندلاع عنف أمني تحرك استقرارهم الداخلي، وتدهور وضعهم كأوصياء على الأماكن المقدسة، ويزيد من خطر التصعيد، بالإضافة إلى ذلك أكد المحاضر، من المرجح أن تشجع "اتفاقيات إبراهيم"، على التطرف من جانب عناصر معادية لإسرائيل، وتؤثر على حركة الملاحة البحرية، وتخلق عدم استقرار اقتصادي في المنطقة، وجاء في الاتفاقية شق طرقان ما بين دولتنا إسرائيل ودول الخليج عن طريق الأردن والسعودية، وهذا يشكل خطرا كبيرا لكل من يستعمل هذه الطرقات في الصحاري بحيث تصبح المركبات أهدافا لمنظمات إرهابية وتخريبه، حماية هذه الطرقات وبناء لأماكن استراحة وشرطة بمحاذاتها يتطلب أمانا كاملا ويكلف الكثير من المال، بما في ذلك يجب أن تنظم محطات الوقود للسيارات والطعام والماء، والمصالح الميكانيكية والعيادات وغيرها.
وأضاف الدكتور الشيخ رافع حلبي: إن تنفيذ الاتفاقيات سيسبب معارضة شديدة بين الدول المعادية لإسرائيل لدعم منظمات إرهابية ضد من يستخدم هذه الطرق، مثل إيران وتركيا والعراق واليمن وغيرها، كما أن تركز الاتفاقيات على إقامة العلاقات الدبلوماسية، لكنها تشمل أيضا العديد من مجالات التعاون، مثل: التمويل والاستثمارات الطيران المدني، السياحة والصحة، الثقافة التقنية
والعلاقات التجارية والاقتصادية في آن واحد مما سيحسن من اقتصاد الدول وبطبيعة الحال سترتقي شعوب المنطقة بأسرها نحو عالم جديد مليء بالرفاهية والحياة بسلام وأمان.
تحدث الشيخ محمود مرعي مدير النادي قائلًا: باسم أعضاء النادي وأسمي نتقدم بجزيل الشكر والعرفان للمحاضر للدكتور الشيخ رافع حلبي من دالية الكرمل، على تقدمة هذه المحاضرة القيمة الشيقة والتفاصيل الهامة التي سردها بتقنية وموضوعية عالية عن "اتفاقيات إبراهيم"، وأشكره على تقدمة كتابه بعنوان: "السماء الخضراء والطبيعة الزرقاء"، للمشاركين، وأشكر الحضور على مشاركتهم الفعالة بالحديث المفتوح في نهاية المحاضرة.
مراسل الحديث الخاص.
[email protected]