في خضم التطورات السياسية المتسارعة التي تشهدها البلاد وفي ظل التنبؤات الاستطلاعية الأسبوعية التي تنشرها وسائل الاعلام والتي تدل على التنافس الشديد ما بين الأحزاب اليمينية المتطرفة ونسب الدعم اللافتة التي تحصل عليها هذه الاحزاب، حذر حزب "معًا ننجح" - الحزب اليهودي العربي - من تداعيات التشرذم السياسي للأحزاب العربية، مؤكداً أن هذا الانقسام يخدم بشكل غير مباشر أجندات اليمين المتطرف، ويُعمّق من حالة تهميش المواطنين العرب في البلاد.
وقال الحزب في بيان له بأن الفرصة السانحة أمام الأحزاب العربية لتشكيل قوة سياسية فاعلة تُهدر بسبب اتباع استراتيجيات غير فعّالة. سواء بالدخول في تحالفات تقنية عابرة، أو البقاء في الكنيست دون الانضمام إلى الائتلاف الحكومي، خاصة ان هذا السلوك يمنح اليمين المتطرف فرصة ذهبية لتشكيل حكومة تسيطر من خلالها على الوزارات الحيوية، وتُسنّ تشريعات تزيد من الفجوة بين المواطنين اليهود والعرب.
وتحدث رجل الاعمال أفي شاكيد، رئيس حزب "معًا ننجح" في هذا السياق وقال: "كل صوت عربي يضيع بسبب التشرذم، هو فرصة إضافية لليمين المتطرف لتعزيز قبضته على الحكم. نحن في 'معًا ننجح' نؤمن بأن الحل يكمن في بناء شراكة حقيقية، ليس فقط في صناديق الاقتراع، بل في أروقة الحكومة وطاولة اتخاذ القرارات. هذا هو الطريق الوحيد لضمان تخصيص الميزانيات، وتمرير القوانين التي تخدم مصالح المواطنين العرب، ووقف سياسات التمييز الممنهج وعلى رأس ذلك مكافحة العنف في المجتمع العربي".
من جانبه، أكد ضرار مريح، سكرتير الحزب مشيرا الى ان "تجربتنا السياسية أثبتت أن اللعب من مقاعد المعارضة فقط لن يوصلنا إلى التغيير المنشود. يجب أن نكون جزءًا من العملية السياسية من داخل الحكومة، نؤثر ونفاوض ونفرض وجودنا. ان دعم الأحزاب العربية مرة تلو الأخرى هو بمثابة الدوران في حلقة مفرغة. الان الفرصة سانحة لدخول قوة يهودية عربية جديدة لتغيير المعادلة وجلوسنا حول طاولة اتخاذ القرارات وبالتالي تعطيل الفرصة أمام أحزاب اليمين هذه المرة".
واختتم البيان أن "معًا ننجح" يسعى لبناء قوة سياسية موحدة تتجاوز الانقسامات الأيديولوجية الضيقة، وتركز على القضايا الجوهرية التي تهم المجتمع العربي مثل: مكافحة الجريمة المنظمة تطوير البنية التحتية في المدن والقرى العربية زيادة الميزانيات المخصصة للتعليم والصحة وحل أزمة السكن.
فقط من خلال هذا التحالف القوي ورفع نسبة التصويت في المجتمع العربي لأقصى نسبة ممكنة من شأنه ان يكون بمثابة قوة ضغط قادرة على فرض مطالبها على أي حكومة مستقبلية، مما يضمن تمثيلًا حقيقيًا وفعالًا للمواطنين العرب في الحكومة القادمة.
[email protected]

