في ظل حالة الطوارئ التي عاشتها البلاد، وحالات طوارئ عديدة واكبناها في السنوات الأخيرة، برزت خلالها حالات تطوع فريدة لعدد من الشبان في المجتمع العربي وذلك في محاولة لتقديم بعض الدعم والمساندة للفئات الضعيفة في المجتمع خاصة كبار السن والعائلات المحتاجة وغير ذلك. ويدور الحديث عن محاولات تطوعية عادة ما تقوم من خلال اجتهاد فردي لمجموعات معينة من الشبان تقوم بالعمل على سد بعض الاحتياجات فيما تعجز الجهات المسؤولة عادة عن تقديمها في ظل حالات الطوارئ.
وتعتبر فئة الشبان في المجتمع الجهة الطلائعية التي عادة ما تكون اول المنخرطين في الجهود التطوعية في حالات الطوارئ، مع العلم ان هذه الجهود عادة ما تكون بأمس الحاجة لجهة رئيسية مثل السلطة المحلية بإخراج الجهود التطوعية الى حيز التنفيذ وذلك كي تكون بذور العمل التطوعي بالقدر المطلوب والجودة الملائمة.
وفي مقال نشره المدير العام لجمعة الروح الطيبة من مجموعة "أريسون" عيدو لوطان أشار خلاله الى ضرورة إعداد خطة تشغيل منظمة للمتطوعين خلال حالات الطوارئ لمنع الإحباط بين المتطوعين وتحسين استجابة السلطات. حيث أشار لوطان في حديثه انه يمكن تحقيق ذلك من خلال مسح مسبق للاحتياجات المطلوبة خلال ساعات الطوارئ، والتعاون بين الجهات الفاعلة المختلفة، ووضع خطة عمل مفصلة لحالات الطوارئ، وإشراك الجمهور. وتعتبر "الروح الطيبة" جمعية رائدة على مستوى البلاد عامة وتتمتع بخبرة واسعة في مرافقة السلطات المحلية وسائر الجهات المعنية حول كيفية الاستعداد لحالات الطوارئ وتجنيد المتطوعين وتأهيلهم للانخراط في الاعمال التطوعية في شتى المجالات، وذلك بهدف تنظيم الجهود التطوعية وتوظيفها في المكان المناسب وفق الاحتياجات المطلوبة، مع الاخذ بعين الاعتبار التنسيق الكامل مع كافة الجهات والمؤسسات الرسمية الفاعلة في مثل هذه الحالات.
وكان المجتمع العربي قد شهد خلال فترة الطوارئ التي مرت على البلاد عدة مشاريع تطوعية في شتى انحاء المجتمع العربي في البلاد فعلى السبيل المثال شهدت مدينة شفاعمرو بالتعاون مع القسم المجتمعي الجماهيري في شبكة المراكز الجماهيرية مبادرة طيبة تهدف الى زرع الأمل وتقديم الدعم لكبار السن خلال هذه الفترة، وذلك عبر مبادرة تحت عنوان "ونيس-صحبة طيبة".هذه المبادرة التي يُحتذى به من حيث العطاء الإنساني، والتي جمعت لقاءات وزيارات مؤثرة للمتطوعات للمسنين في بيوتهم بهدف تبديد الوحدة في هذه الظروف، من خلال فعاليات مختلفة تعكس أسمى معاني الترابط والتواصل بين الأجيال.
وتحدثت مديرة القسم المجتمعي الجماهيري ميساء حاج علي عن هذه المبادرة وقالت:" هذه المبادرة هو شهادة حية على قوة الروابط الإنسانية الجميلة التي نبنيها معًا، والتي تتجلى في أرقى صورها ضمن هذا المشروع الحيوي. هذه المبادرة تُركز بشكل أساسي على دعم سيدات مجتمعنا العزيزات للمسنين بهدف التخفيف من ضغط وتوتر الظروف الراهنة. إيمانًا منا بأن كبار السن هم مسؤوليتنا، وواجبنا أن نُقدم لهم كل الرعاية والاهتمام."
كما شهدت شفاعمرو أيضا في الأسبوع الأخير مبادرة تطوعية فريدة أخرى تم خلالها اقامة حضانة مؤقتة لأبناء وبنات موظفي البلدية الذين اضطروا للعمل في ظل حالة الطوارئ التي شهدتها البلاد. وتضمنت هذه المبادرة قيام عدد من المتطوعين باحتضان هؤلاء الأبناء في اطر لا منهجية وتفعليهم من خلال نشاطات وفعاليات عديدة من الاشغال اليدوية والقصص وما الى ذلك.
أما في مدينة طمرة فقد لبى عشرات المتطوعين من البلدة الدعوة التي نشرتها الروح الطيبة عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع قسم العمل المجتمعي في المركز الجماهيري للانخراط في شتى الاعمال التطوعية التي تهدف لتفعيل الأولاد أثناء مكوثهم في ملاجئ الاحياء.
وقال مدير المجتمع العربي في "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون السيد هلال حاج يحيى:" في ظل الظروف التي عشناها وحالات الطوارئ المتكررة، نواكب مبادرات تطوعية مباركة في المجتمع العربي غالبًا ما تبدأ بمبادرات فردية قد تهدف الى سد احتياجات عينة لبعض من الفئات الضعيفة في المجتمع خلال أوقات الطوارئ. من هنا تكمن أهمية العمل والتنسيق مع جمعية الروح الطيبة التي تتمتع بكافة الوسائل والأدوات التي من شأنها ان تعمل على تأهيل الكوادر التطوعية وتنسيق الجهود وتوجيهها لسد النقص مع التشبيك والربط مع سائر الجهات المطلوبة. الروح الطيبة تتمتع بخبرة كبيرة وشبكة روابط واسعة، وعملها الوثيق على مدار العام مع جميع القطاعات – العام، الاجتماعي، والتجاري. يؤهلها في ان تكون الجمعية الأولى والرائدة لكافة الجهات الرسمية التي تسعى الى تأهيل كوادر تطوعية حالات الطوارئ، خاصة وان محرك البحث الخاص بنا باللغة العربية يتيح لكل سلطة واي جهة او مؤسسة اجتماعية التواصل مع الجمهور وتجنيد متطوعين في الأيام العادية وفي حالات الطوارئ.
[email protected]



