أصدرت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، قرارًا بالإفراج المشروط عن الصحافي سعيد حسنين (62 عامًا) من مدينة شفاعمرو، وذلك بعد 13 جلسة قضائية عُقدت منذ اعتقاله في 25 شباط/فبراير الماضي. وجاء القرار بإمضاء القاضي زايد فلاح، ويتضمن تحويل حسنين إلى الحبس المنزلي في بلدة كفر مندا، بشروط تقييدية تشمل وضع سوار إلكتروني وإقامته في منزل يرافقه فيه كفلاء من أفراد عائلته.
ورغم قرار المحكمة، طلبت النيابة العامة تأجيل تنفيذ الإفراج حتى الساعة السادسة مساءً، لدراسة إمكانية تقديم استئناف إلى المحكمة العليا في القدس. وإذا ما قررت النيابة الاستئناف، فإن عليها تقديمه حتى ظهر يوم غد الأربعاء.
وبحسب ما ورد في الجلسات السابقة، يواجه حسنين اتهامات بالاتصال مع عميل أجنبي وإبداء التضامن مع منظمة إرهابية، على خلفية مقابلات إعلامية نُشرت له عبر وسائل إعلام عربية، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا حول حدود حرية التعبير في إسرائيل، خاصة في ظل التوترات السياسية والأمنية القائمة.
وقد استمعت المحكمة خلال الجلسات إلى شهادات من زوجته، وشقيقيه، واثنين من أصحاب المنزل المقترح في كفر مندا، بالإضافة إلى إفادة قدمها حسنين عبر الشاشة من داخل المعتقل، أكد خلالها التزامه بالشروط التي قد تُفرض عليه في حال إطلاق سراحه، كما تحدث عن تدهور حالته الصحية.
من جهتها، شددت النيابة العامة على أن تصريحات حسنين تمثّل، من وجهة نظرها، دعمًا لمنظمات معادية وتحريضًا على رفض الخدمة العسكرية، وأكدت أن القضية تقع في سياق أمني حساس، في ظل الحرب المستمرة ووجود أسرى إسرائيليين في قطاع غزة.
وفي حال لم يتم تقديم استئناف، يُتوقع أن يتم نقل حسنين خلال الساعات المقبلة إلى منزل في كفر مندا، حيث سيخضع للرقابة الإلكترونية، وسيُمنع من التواصل عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي.
شكرًا لكل من كان معنا – في الطريق نحو الحرية والعدالة
وصل بيان جاء فيه: "باسم عائلة الصحفي سعيد حسنين وباسم حملة التضامن معه، نتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان لكل من وقف إلى جانبنا في هذه المرحلة الصعبة، التي حملت الكثير من القلق والانتظار، لكنها حملت أيضًا مشاعر التضامن الحقيقية والدعم الصادق".
ووفق البيان: "نشكر من أعماق قلوبنا المحامي نمير ادلبي الذي دافع عن سعيد بإخلاص وببسالة، وتابع الملف بكل تفصيل وواجه التحديات القانونية والتوصيات الظالمة بكل مهنية وإصرار، حتى انتزع قرار الإفراج المشروط".
وتابع البيان: "شكرًا لكل من حضر الجلسات، وكتب كلمة، ورفع صوته في وجه الظلم، واعتبر أن حرية سعيد ليست فقط قضية شخصية، بل قضية كل من يؤمن بحرية الصحافة والرأي. نعي تمامًا أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن أمامنا مسار قضائي طويل حتى تبرئة سعيد بشكل كامل من التهم الباطلة، لكننا نؤمن أن العدالة ستنتصر، طالما هناك قلوب لا تخاف أن تقول كلمة الحق، وأصوات لا تسكت في وجه سياسة كمّ الأفواه".
لكم جميعًا، شكرًا من القلب. ودمتم أهلًا للموقف والكرامة.
[email protected]