استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم عددا من رعاة الكنائس في الاراضي الفلسطينية والذين اتوا الى المدينة المقدسة في زيارة روحية هادفة للصلاة في الاماكن المقدسة وقد استهلوا زيارتهم بلقاء سيادته في كنيسة القيامة .
وقال سيادته في كلمته بأننا نستقبل غدا صوم الميلاد الذي نستعد من خلاله روحيا للوصول الى عيد الميلاد المجيد ولذلك فإنني اتمنى لكم صوما مقبولا واياما مباركة ملؤها الخير والامل والسلام مع صلواتنا وادعيتنا بأن تتوقف الحرب في غزة بعد ان توقفت في لبنان .
وقال سيادته بأننا ومن وحي عيد الميلاد المجيد نؤكد بأن فلسطين الارض المقدسة هي ارض التجسد والفداء وهي البقعة المباركة من العالم والتي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
علموا ابناءكم الروحيين بأن يستعدوا روحيا للميلاد ولا يجوز اختزال الاحتفاء بالعيد بأشجار وزينات وانوار فما قيمة كل هذا اذا ما غيب صاحب العيد عن عيده وما قيمة هذه الانوار والاضواء اذا ما تناسى البعض نور الميلاد الحقيقي الذي سطع من مغارة بيت لحم .
ما اخشاه انه في هذا العالم تناسى الكثيرون صاحب العيد الذي يجب ان نتعلم منه المحبة والرحمة والاخوة وهم منهمكون بزينات وانوار وبابانويل وكأن العيد اضحى مظاهر احتفالية دون التأكيد على ان هذه المظاهر الاحتفالية هي للتعبير عن الفرح والابتهاج بميلاد المخلص .
افتخروا بانتماءكم للكنيسة الاولى التي شيدت في هذه الارض المقدسة فمن هنا انطلقت رسالة الايمان المسيحي الى كل مكان في هذا العالم ونحن لم نستورد المسيحية من اي مكان بل من هنا كانت الانطلاقة وارضنا هي ارض مقدسة ويجب ان نفتخر بأننا من ابنائها وان نحافظ على انتماءنا الروحي وعلى انتماءنا الوطني .
يمكنك ان تكون مسيحيا وان تكون فلسطينيا وطنيا لا بل ان ايماننا المسيحي يعلمنا كيف يجب ان نتعاطى مع اخينا الانسان وكيف يجب ان نكون امناء لكل قيمة انسانية و اخلاقية و حضارية بما في ذلك انتماءنا للوطن البعض يفسرون وبشكل مغلوط ما قيل في الكتاب المقدس بأن مملكتي ليست من هذا العالم وكأنه مطلوب منا ان نهمل الشأن الوطني وهنالك بعض من مشوهي الايمان الذين يحدثوننا عن اورشليم العلوية لكي ننسى اورشليم الارضية ، فمن احب اورشليم العلوية احب اورشليم الارضية حاضنة اهم مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا .
لا تخافوا من ان تعبروا عن موقفكم الوطني وان تدافعوا عن بلدكم الجريح انطلاقا من قيمنا المسيحية فليس مطلوبا منا ان نتنصل من مسيحيتنا ومن قيمنا الايمانية والروحية لكي نكون فلسطينيين مؤتمنين على انتماءنا ومدافعين عن عدالة قضيتنا .
كونوا فلسطينيين وطنيين محبين لوطنكم ومدافعين عن شعبكم المظلوم وكونوا مسيحيين حقيقيين ورعاة امناء للامانة التي اوكلت اليكم .
لسنا دعاة حروب وقتل وعنف بل دعاة محبة ورحمة وسلام ومن واجبنا كمسيحيين هنا وفي كل مكان ان ننادي بتحقيق العدالة في فلسطين الارض المقدسة حيث العدالة مغيبة بسبب الاحتلال وبسبب ما يمارس بحق شعبنا من استهداف واليوم نحن امام حرب ابادة في غزة ويجب علينا جميعا ان نصلي من اجل اخوتنا هناك وان نرفع الصوت عاليا بضرورة ان تتوقف هذه الحرب الهمجية التي خلفت كما هائلا من المآسي الانسانية .
القيم المسيحية تعلمنا الصدق والاستقامة وتعلمنا المحبة التي لا حدود لها والانحياز الى جانب كل انسان مظلوم .
كونوا مسيحيين صادقين مع انفسكم ومع المحيط الذي تعيشون فيه ودافعوا عن الشعب الفلسطيني فهذا ليس شأنا سياسيا فحسب بل هي مسألة اخلاقية وانسانية ان تكون منحازا لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
قدم سيادته للاباء الكهنة بعض الشروحات عن تاريخ كنيسة القيامة وغيرها من الاماكن المقدسة في القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات واختتم اللقاء بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس من اجل ان يتوقف نزيف غزة .
[email protected]