10% فقط من أبناء الشبيبة لا ينكشفون على التدخين في سن مبكرة؛ السيجارة الإلكترونية أصبحت أكثر شعبية من الأرجيلة وتعتبر واحدة من أول ثلاث منتجات يجربها أبناء الشبيبة؛ استعراض نتائج البحث سيتم في لقاء خاص يعقد في باقة الغربية بتاريخ 4 نوفمبر بمشاركة خبراء في مجالات الصحة والتعليم وهيئات الرفاه، وممثلين عن السلطات المحلية، والمنظمات الاجتماعية لمناقشة سبل مواجهة مشكلة التدخين في المجتمع العربي.
المعطيات الجديدة التي تنشرها مبادرة مكافحة التدخين تعرض صورة مقلقة حول الدور المركزي الذي تحتله السجائر الإلكترونية في حياة أبناء الشبيبة والشباب في المجتمع العربي. هذه المعطيات مستمدة من بحث شامل أجرته شركة 'נאס - ناس للاستشارات والبحث الاقتصادي والاجتماعي م.ض' لصالح مبادرة مكافحة التدخين لدراسة اتجاهات التدخين الحديثة في المجتمع العربي لعام 2024.
هذا، وسيتم استعراض المعطيات في لقاء خاص حول اتجاهات التدخين في المجتمع العربيץ كجزء من سلسلة لقاءات تنظمها مبادرة مكافحة التدخين وشركة 'נאס - ناس' في باقة الغربية بتاريخ 4 نوفمبر. وذلك بحضور مختصين في مجالات الصحة، التعليم، والرفاه، وممثلين عن الحكومة، السلطات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني. خلال اللقاء سيتم مناقشة اتجاهات التدخين في المجتمع العربي بهدف طرح أفكار وأدوات وإجراءات للتعامل مع ظاهرة التدخين، التبخير، وبدايات التدخين بين الأطفال، أبناء الشبيبة والشباب.
وتفيد المعطيات، بأن السيجارة الإلكترونية قد أصبحت واحدة من أول ثلاث منتجات تدخين يجربها أبناء الشبيبة، حيث إن 40% من الفتيات و25% من الفتيان يجربونها كأول منتج تدخين. كما تم تسجيل ارتفاع حاد في تجربة السجائر الإلكترونية متعددة الاستخدامات؛ فقد ارتفعت نسبة الفتيات اللاتي يجربنها بمعدل يقارب 7 أضعاف (من 1.3% في عام 2022 إلى 8.8% في عام 2024)، وبالنسبة للفتيان ارتفعت النسبة بمقدار 3 أضعاف (من 7.4% في عام 2022 إلى 22.9% في عام 2024).
السجائر الإلكترونية أكثر شعبية من الأرجيلة
دليل إضافي على الأهمية التي تحتلها السجائر الإلكترونية بين المدخنين الشباب في المجتمع العربي هو تراجع الأرجيلة إلى المركز الثالث بين منتجات التدخين الأكثر شيوعًا. وفقًا للاستطلاع، لا تزال السجائر التقليدية في علب هي المنتج الأكثر شيوعًا بين الشباب (41%)، بينما تأتي السجائر الإلكترونية في المرتبة الثانية (33%)، وتراجعت الأرجيلة إلى المركز الثالث (26%). السجائر الإلكترونية أكثر شيوعًا بين النساء (13%) والفتيات (47%) مقارنة بالرجال (1%) والفتيان (28%).
أبناء الشبيبة ينكشفون على التدخين في إطار العائلة وبين الأصدقاء
أجرى الاستطلاع أيضًا دراسة حول تأثير البيئة المحيطة بالتدخين في المجتمع العربي ووجد أن أبناء الشبيبة في المجتمع العربي يعيشون في بيئة نشطة من ناحية التدخين. وفقًا للنتائج، فإن 90% من أبناء الشبيبة ينكشفون على التدخين منذ سن مبكرة، وفقط 10% يمرون بفترة المراهقة دون وجود مدخنين في محيطهم القريب. وأشار 52% إلى أن أفرادًا من العائلة الممتدة يدخنون، و40% قالوا إن زملاءهم في الصف أو مكان العمل يدخنون، و36% ذكروا ذلك عن أفراد العائلة النووية، و24% أفادوا بأن أصدقائهم المقربين يدخنون. وتعد الحالات التي يتعرض فيها أبناء الشبيبة في المجتمع العربي للتدخين بشكل أكبر هي العائلة الممتدة (42%)، في المدرسة (28%)، العائلة النووية (27%)، والأصدقاء في منطقة السكن (22%).
شراء السجائر بسهولة في محلات البقالة، من دون الاضطرار لإبراز بطاقة هوية
تفيد الدراسة أن 90% من أبناء الشبيبة يشترون السجائر بشكل غير قانوني. الأماكن الرئيسية التي يحصل فيها الشباب على السجائر ومنتجات التدخين بشكل غير قانوني هي البقالات والمتاجر الصغيرة (31%)، السوبرماركت (21%)، أفراد العائلة (17%)، المتاجر المتخصصة بمنتجات التبغ والنيكوتين (15%)، الأصدقاء (12%)، والخارج أو الأسواق الحرة (12%). في 77% من الحالات، لا يُطلب من أبناء الشبيبة إبراز بطاقة الهوية عند شراء السجائر.
أولياء الأمور لا يعرفون بأن أبناءهم يدخنون
ما يقارب نصف أبناء الشبيبة (47%) يتوقعون عواقب وخيمة إذا اكتشف والديهم أنهم يدخنون. نسبة كبيرة منهم (32%) يعتقدون أن والديهم غير مدركين لتدخينهم وسيتفاجؤون إذا اكتشفوا ذلك. جميع المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الحوار بين الأهل وأبنائهم حول أضرار التدخين هو الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع هذه الظاهرة.
المديرة العامة لمبادرة مكافحة التدخين، شيرا كسليف:" لم يتجاوز وباء السجائر الإلكترونية المجتمع العربي. إن كلا من وفرة المنتجات، وتأثير الحلقات الأسرية والاجتماعية، وغفلة الأهل عن الظاهرة وأضرارها، يجعل المجتمع العربي أرضًا خصبة لانتشار وباء التدخين وتفاقمه. إن لقاء الخبراء وصناع القرار هو فرصة لبدء تحرك على المستوى الوطني للتعامل بشكل مهني وفعال مع مشكلة التدخين بين أبناء الشبيبة في المجتمع العربي. يكمن الحل في التعاون الوثيق بين ممثلي الحكومة، والسلطات المحلية، وخبراء الصحة، وهيئات الرفاه، والتعليم، الذين يتعاملون يوميًا مع هذا الواقع على الأرض."
[email protected]