لا يختلف عاقلان على أن رسالة التّربية والتّعليم تُعتبر المركز الأساسيّ في رقي وتطوّر المجتمعات، والحياة قد لا تكتمل، ولا تمنح نعيمها الاّ للعقلية المنفتحة، والمنظمة التي بدورها تمنح المجتمع تحرّرًا من مخلّفات الجهل على مر العصور وأثره على الحركة التربوية والثقافية تحديدًا وسائر مجالات وميادين الحياة عامّة التي من شأنها أن لا تصبّ في مصلحة المجتمع إذا لم يقوما على خطوة راسخة وأسس مبرمجة. ومن أجل الوصول إلى القمة وتحقيق التفوّق، لا بدّ من أن نمر بمحطات العناء لكن بالمثابرة والإرادة والعزيمة، وبدافع الرغبة الأكيدة النابعة من القلب والعمل الدؤوب دون ملل وتعب يستطيع الإنسان أن يحقق المعجزات ويضيء طريق الفكر النير ولن يطيل المكوث في المحطات الشّائكة.
أتت هذه الاستهلالية،بعد أن تطرقت إحدى الصّحف المحليّة مشكورة الأسبوع الماضي وتحت عنوان المربي المعطاء الإنسان المتواضع، وقرأتها بتمعن شديد، فكان لي موقف نظرًا للعلاقة الوطيدة التي تربُطنا فسطر قلمي بكلّ دقة هذه المقدّمة لتحمل في طياتها معانيَ عميقة، ليست مجرد تعابير إنشائية أو معادلة رموزها معقدة، ولا معزوفة على إيقاع نشاز، وإنما مشهد حقيقي وواقعي أتمنى أن لا تسدل الستارة على أمثاله بعكس مشاهد المظاهر المملة والخالية من كل مضمون ط نتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها.
إنّها قصّة حياة ابن شفاعمرو البار، د. محمد صفوري، البروفسور في الأدب والأخلاق والتواضع، الحائز على مرتبة شرف في أطروحة الدكتوراة، في موضوع المرأة العربيّة، صاحب المواقف المشرّفة والفضل الكبير ، ودوره في خدمةجهاز التربية والتعليم وتخريج آلاف الطلاب وتأهيلهم ليصبحوا مربين ناجحين وخاصة في لغة الأمّ.
لن أدخل في التفاصيل لأسرد أعماله وانجازاته من تدقيق مقالات لكتاب،إجراء دراسات،تحليلات، ومداخلات لعدّة مؤلَّفات، بالإضافة إلى الاشتراك في ندوات ولقاءات أدبية نال أسلوبه الشّائق إعجاب وتقدير الحضور.
زاوية رماح تبعث بألف همسة شكر وعرفان للزّميل الدكتور محمد صفوري على عطائه الذي لا يعرف الحدود، ونتمنى له المزيد من التألّق والعطاء المثمر، وأهديه نبع أحاسيسي وصدق مشاعري، راجيًا له الصّحة والعمر المديد.
[email protected]