القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بان هنالك من يسعون لتقسيم مجتمعنا الفلسطيني وتفكيكه وخاصة في مدينة القدس وذلك من خلال ممارسات غير مسؤولة وافعال مرفوضة ومستنكرة من قبلنا جملة وتفصيلا.
يكفينا ما يمارس بحقنا من قبل الاحتلال ولا يجوز ان نسمح لاحد كائناً من كان كبيرا كان ام صغيراً من ان يسيء لوحدتنا الوطنية الاسلامية المسيحية والاخاء الديني والانساني القائم فيما بيننا منذ قرون.
هنالك من يسعون لتقسيم مجتمعنا ويريدوننا ان نكون في حالة تفكك وتشرذم.
ان ربيع فلسطين لن يكون الا من خلال وحدتنا الوطنية اما دعاة الفتن والتصدعات الدينية والمذهبية فلن يجلبوا لنا الا الخراب والدمار مقدمين بذلك هدية مجانية للاحتلال الذي يريد الهائنا بصراعات دينية ومذهبية لكي يتسنى له تمرير مشروعه العنصري في مدينة القدس امعاناً في طمس معالمها الدينية والوطنية.
ان اي خلافات بين اشخاص مختلفين دينيا لا يجوز اعطائها الطابع الطائفي وما حدث في القدس قبل يومين ليس صراعاً اسلامياً مسيحياً كما يفسره البعض وانما هي تصرفات طائشة منفردة لأشخاص اساءوا التصرف فحصل ما حصل.
وهنا نود ان نحذر من ذوي الاجندات المشبوهة والمصالح الانتهازية الذين يتصيدون في المياه العكرة ويستغلون احداثاً من هذا النوع بهدف الاساءة لمجتمعنا الفلسطيني وضرب النسيج الوطني الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص.
ان معالجة هذه القضايا يجب ان تكون بحكمة ومسؤولية ودراية مع الحرص على اننا جميعاً كأبناء وطن واحد لا نريد ان تدخل الى مجتمعنا الفلسطيني الثقافة الاقصائية العنصرية التدميرية التي نلحظها في محيطنا العربي وعلينا ان نحصن مجتمعنا بالوعي وثقافة المواطنة والعيش المشترك ونبذ التطرف والكراهية والعنف فالقدس امانة في اعناقنا وعلينا ان نحافظ عليها بوحدتنا واخوتنا ونبذ المظاهر الدخيلة والمشبوهة والمسيئة لمجتمعنا الفلسطيني.
فلنحافظ على علاقة الاخوة والصداقة والجيرة الحسنة والمودة مع بعضنا البعض فكلنا ننتمي الى وطن واحد وندافع عن قدس واحدة.
اما المسيحيون المقدسيون والفلسطينيون بشكل عام فهم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى ان يكونوا ملحاً للأرض وخميرة فيها البركة والخير والسلام، نحن وان كنا قلة في عددنا الا اننا مطالبون ان نكون دعاة خير وسلام ومحبة في هذا المجتمع الفلسطيني.
لسنا اقلية ولسنا ضيوفاً عند احد في هذه الديار فنحن ننتمي الى هذه الارض ونحن متعلقون بكل حبة تراب من ثراها الطيب ولن نتنازل عن انتمائنا وتعلقنا بجذورنا الايمانية والوطنية.
سنبقى ثابتين في ايماننا وفي محبتنا وفي تفانينا في خدمة شعبنا ومعاً وسوياً مسيحيين ومسلمين سندافع عن وطننا وسنعمل معا من اجل ان يعود الحق السليب الى اصحابه وان ترفع راية الحرية في قدسنا المقدسة.
اتمنى من الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم الانجرار وراء المهاترات والخطاب الطائفي المسموم المقيت المرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا.
[email protected]