أكد رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية، عادل عبدالباقي، أن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة خطيرة مع اتساع رقعة المعارك والعقوبات الدولية وانهيار الجنيه أمام الدولار، الذي زاد من تفاقم الأزمة، فيما كشف المتحدث الرسمي باسم حكومة الكفرة في ليبيا، عبدالله سليمان، عن أن نحو 40 ألف لاجئ سوداني لم يتلقوا أي مساعدات غذائية دولية منذ يناير وفبراير الماضيين.
وقال عبدالباقي، في حديث لوكالة «سبوتنيك»، أمس، إن «الوضع الإنساني في السودان وصل إلى مرحلة خطيرة جداً، ولا سيما بعد توسع دائرة الصراع في ولايات مختلفة.
في هذا الصدد تابعنا وشاهدنا مبادرات إقليمية ودولية لمجابهة الأزمة في السودان، ولا سيما من دولة مصر وإثيوبيا وسويسرا لجمع أطراف الصراع من القوى المدنية والعسكرية على طاولة المفاوضات ولكن كل المساعي باءت بالفشل مع تزايد حدة الصراع في السودان».
وتابع عبدالباقي: «الوضع الإنساني اليوم وصل إلى مرحلة ربما غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث إن أعداد الضحايا نتيجة الجوع والمرض ربما تفوق أعداد قتلى العمليات العسكرية. الأزمة أو الكارثة الإنسانية أصبحت اليوم تهدد حياة الملايين نتيجة المجاعة، التي بدأت تضرب مناطق واسعة من السودان وقضت على المحصول الزراعي، الذي كان يساهم في تخفيف حدة الأزمة».
وأشار رئيس منظمات المجتمع المدني في السودان إلى أن «المجتمع الدولي الآن يستخدم العقوبات الاقتصادية للضغط على أطراف الصراع لوقف الحرب.. الأمر الذي أضاف عراقيل جديدة إلى دخول المساعدات للمتضررين». ولفت إلى أن السودان «أصبح معزولاً دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً، الأمر الذي كان له مردود اقتصادي سلبي وتدهور العملة الوطنية».
لا مساعدات
وكشف المتحدث الرسمي باسم حكومة الكفرة في ليبيا، عبدالله سليمان، عن أن نحو 40 ألف لاجئ سوداني لم يتلقوا أي مساعدات غذائية دولية منذ يناير وفبراير الماضيين، فيما قدمت السلطات الليبية المواد الغذائية لهم خلال تلك الفترة، وفقاً لتقرير نشرته وكالة سبوتنيك الروسية.
ونقلت الوكالة عن سليمان قوله إن السلطات المحلية في الكفرة لا تملك إمكانية تقديم مساعدات كبيرة لهم، مشيراً إلى أن نائبة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا كانت قدمت التزامات لسلطات الكفرة خلال زيارتها واجتماعها مع المجلس البلدي تتضمن تقديم دعم وبخاصة لقطاع الصحة.
وأوضح المسؤول الليبي أن اللاجئين السودانيين يقيمون في أكثر من 50 تجمعاً سكنياً حول الكفرة، في المزارع والمخازن والمساكن القديمة، وغالباً ما يصطف الآلاف منهم في طوابير طويلة أمام مقر مركز الهجرة غير الشرعية بالمدينة، على أمل الحصول على مساعدات من القوافل الإغاثية التي ينظمها الجيش الليبي.
وفي يونيو الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن «نحو 15 مليون سوداني، بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة ومنقذة للحياة». ونقل موقع «المشهد السوداني» عن المنظمة الأممية، بياناً أضافت فيه إن «الحرب السودانية، سببت أضراراً جسيمة بالنظام الصحي في البلاد، حيث يحتاج الملايين إلى الرعاية الصحية، ما أدى بدوره إلى تدهور الحالة الصحية الهشة بالفعل للعديد من الأشخاص الضعفاء».
[email protected]