قلوبنا نوافذ، ولكل نافذة قصّة ورواية خلفها قلوب تنبض ألمًا، لوعةً، فراقًا، حنينًا، سعادةً، أملًا، وقلوبٌ تنبض لتحيا قلوب رغم المعاناة.
وهناك حُروف تنبض القلوب، وأخرى تقرأ نبض الحروف..
قال جبران:
"الوجع أصم، والحنين أخرس، والشّوق لا يرى، وأصدق ما نشعر به أصعب من أن يروى ".
في الكثير من المواقف والمحطات، نختار دون أن نحتار الصّمت ليكون سيّد الموقف كونه لغة فريدة من نوعها، وعالمًا من الأحلام، التأمل، والغوص الذي يدخلنا بأجواء روحانية في عالم وراء الأفكار.
عندما تعزف أوتار القلوب الموجوعة، ترتعش القلوب المجروحة، يبكي المكان وترتعش الجدران، لا نستطيع أن نلقي بهمومنا في جيوبنا شّبه المثقوبة ونواصل العزف على القيثارة وهي مكسورة. آه كم عشقت مثل هذا المشهد عشقًا يكاد يفوق عشقي لأحفادي، فلذات كبدي، ولا أخفي تضاعف هذا العشق يوم السّبت ولا أقصد يوم السابع من أكتوبر
الأسود، لا قدر الله، الذي غيّر مجرى حياتنا، وخلف معادلة معقدة ومركبة، وإنّما سبتي وسبت عائلتي يوم سقوط آخر ورقة من رزنامة العام في هذا اليوم المشؤوم، وقفت نبضات قلب كبيرنا، مربينا قرّة أعيننا الرّاحل عنا الباقي بيننا، عمّنا الشّيخ كامل أبو عبيد، الذي ترك في داخلنا براكين تتأجج لوعة وحسرة لا يعلم بها إلا الله مثل هذه الأرواح والشخصيات النقية، الوفية، جميلة الخلق والمعشر ساهمت في تغيير مواقفنا ومسار ات حياتنا، تركت في أعماقنا المشاعر والبصمات، وكشفت لنا وللمجتمع الكثير من الأمور التي لا يمكن أن ننساها، ولم ولن نندم على محبتنا وانتمائنا لها حتى ولو أخطأت.
أحيانًا، بحقنا هذا الموقف والمشهد جعلتنا نشعر أن الغربة أحاطت بنا من كل الجهات والعالم كله بلا معنى ولا رحمة.
نعم، لقد اخترنا محطتك الأخيرة لتتوقف في نفس محطة، رقود شقيقك المرحوم الشّيخ أحمد أبو عبيد، ووالدي المرحوم شفيق أبو عبيد. لأرواحكم الطّاهرة المغفرة والرّحمة.
[email protected]