يستدل من بحث جديد أجرته سلطة الابتكار هذه الأيام ان إسرائيل من البلاد الرائدة على مستوى العالم فيما يتعلق بالشركات المختصة في موضوع الذكاء الاصطناعي وذلك بعد الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا. وكان درور بين المدير العام لسلطة الابتكار قد استعرض نتائج هذا البحث خلال فعاليات أسبوع الذكاء الاصطناعي الذي أقيم ضمن سلسلة اللقاءات المنعقدة تحت اسم يوفال نئمان في جامعة تل ابيب. وبحسب معطيات البحث الذي أجرته سلطة الابتكار فان إسرائيل قد نجحت فعليا في دخول الحلبة العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من خلال 74 شركة إسرائيلية تعمل في هذا المجال.
وكان بين قد استعرض أيضا سلسلة أبحاث عالمية مرموقة أخرى نُشرت في العالم أكدت ان إسرائيل تحتل مرتبة عالمية كونها دولة مُنافِسة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتحدث بين عن نتائج هذه الأبحاث وقال: "ان المنظومة البيئية الإسرائيلية للابتكار تثبت مرة أخرى قدرتها على التكيف بسرعة مع التحديات التكنولوجية العالمية. ففي واقع يتصدر فيه الذكاء الاصطناعي المُنتج (Generative AI) واجهة الابتكار، نشهد نموًا حقيقيا ولافتا للشركات الإسرائيلية في هذا المجال. ان هذا الإنجاز البارز يعتبر ثمرة مزيج ما بين الخبرة التكنولوجية العميقة من جهة والقدرة البحثية المؤكدة والفهم العميق لاحتياجات الأسواق العالمية من جهة ثانية، مع العلم ان الشركات الإسرائيلية تعتبر رائدة في تطوير النماذج المتقدمة وتحسين الأداء والتطبيقات المبتكرة في المجالات التي تعنى بمعالجة اللغة العادية ومجال معالجة وتحليل المرئيات والأوتوماتيكية المعرفية.
وأضاف بين في هذا السياق:" مع ذلك، نحن ندرك التحديات التي نواجها، ففي ظل اشتداد المنافسة العالمية، هنالك أهمية في مواصلة الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة والأبحاث والموارد البشرية والتعاون الدولي في هذا المجال. ان سلطة الابتكار تعمل كل ما بوسعها على توسيع مسارات الدعم لشركات الذكاء الاصطناعي، وتشجيع وبناء التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية، وجذب الاستثمارات الأجنبية لهذا المجال. إن هدفنا ليس فقط الحفاظ على مكانتنا "كدولة ناشئة"، بل الحفاظ على مكانة إسرائيل كقوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذه مهمة وطنية تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية. وأعتقد أنه من خلال الاستثمار السليم والتفكير الاستراتيجي، يمكننا ضمان ذلك لتواصل إسرائيل قيادة الثورة التكنولوجية القادمة".
هذا وقد تم خلال اللقاء التطرق الى المجموعات التي تنتمي اليها الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي استنادا الى بيانات شركة المعلومات التجارية العالمية Pitchbook التي فحصت 3 مجموعات من الشركات:
1. الشركات تعمل على تطوير نماذج الأساس للذكاء الاصطناعي - Open AI، Mistral AI، Anthropic PBC، AI21 labs – اذ انه في مجمل الشركات العاملة في هذه المجموعة هناك 18 شركة في جميع أنحاء العالم - منها شركة واحدة في البلاد (إسرائيل رائدة في هذا القطاع على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة والصين، وتتمتع بنفس المرتبة مع فرنسا بريطانيا وألمانيا وغيرها).
2. الشركات التي تنتج نماذج كبيرة ومعقدة للذكاء الاصطناعي لاستخداماتها المحددة (العيّنية) - هناك حوالي 1900 شركة في العالم، 73 منها في البلاد – حيث تحتل إسرائيل مركزاََ بعد الولايات المتحدة التي تحتل المركز الأول بـ 886 شركة، وبريطانيا التي تتواجد في المركز الثاني بـ 93 شركة.
3. الشركات التي تستخدم نماذج الشركات لبرمجة التطبيقات – اذ انه لم يتم تحليل هذه المجموعة من الشركات
واختتم رئيس سلطة الابتكار بين حديثه في ظل هذه المعطيات اللافتة وقال: "مقابل نقاط القوة التي نلاحظها: على الرغم من عدد الشركات الجديدة التي برزت في العقد الماضي، وحجم الأموال المستثمرة في شركات الذكاء الاصطناعي في إسرائيل، فمن الواضح لنا أن هناك سباقًا متسارعا نحو الاستثمار في هذا المجال في كافة أنحاء العالم. ونعلم جيدًا أننا إذا لم نتقدم للأمام بنفس الوتيرة فسوف نتخلف عن الركب. بحلول نهاية عام 2024، سنستثمر حوالي 600 مليون شيكل في البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في إسرائيل كجزر من ميزانية الخطة الوطنية البالغة حوالي مليار شيكل، ونحن نسير وفقًا للخطة في كافة المجالات ذات الصلة. يسعدني أن أعلن أنه خلال شهر يوليو سيتم نشر اعلان لتقديم الطلبات لإنشاء حاسوب فائق المميزات في إسرائيل للتدريب وتطبيق نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، لصالح قطاع صناعة الهايتك والأوساط الأكاديمية".
[email protected]