بيان لجنة المتابعة العليا
في الذكرى السادسة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني المستمرة:
لجنة المتابعة: تحلّ ذكرى نكبة 48 في ظل نكبة أخرى ترتكبها إسرائيل لكنّ شعبنا عصيٌّ على الهزيمة والزوال
المتابعة تدعو لأوسع مشاركة في مسيرة العودة التي تدعو لها لجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين في وطنهم لقريتي هوشة والكساير غدا الثلاثاء
قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان خاص، اليوم الاثنين، 13 أيار، إن الذكرى الـ 76 لبدء نكبة شعبنا الفلسطيني، تحل في ظل نكبة أخرى تقوم بها إسرائيل، وهي تنفذها بدعم أمريكي وغربي ضد شعبنا عموما، وبفظاعة رهيبة في قطاع غزة تحديدا.
نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومأساتنا التي نحيا هي نصيبنا من مآسيه، حيث نتعرض لاستشراس الاضطهاد القومي والتمييز العنصري، وتضييق مجالات الحياة، وإشاعة وتغذية عصابات الاجرام ودائرة الجريمة والعنف، لتفتيت مجتمعنا.
اننا نؤكد انه رغم كل ما يمر من مآسي وكوارث، فإن شعبنا يبقى الأقوى، لأن الشعوب لا تُهزم، وكل احتلال عرفه التاريخ إلى زوال، والاحتلال الإسرائيلي لن يكون شاذا عن هذه القاعدة.
وقال البيان، إن النكبة بدأت في العام 1948 ولم تنتهي، لذا فإننا نحيي ذكرى النكبة التي لم تتوقف يوما، وهي مستمرة حتى الان. وتحل هذا العام في ظل حرب رهيبة مرّ عليها أكثر من 7 أشهر، جاهر قادة إسرائيل منذ بدايتها، بارتكاب نكبة ثانية، حظيت بإجماع صهيوني، إن كان من الائتلاف الحاكم، أو المعارضة الصهيونية، التي تدعم بقوة، الحرب واضطهاد جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل.
ان العالم عموما، والعالمين العربي والاسلامي مطالبون بالعمل الجاد والحقيقي على وقف معاناة شعبنا عموما، وفي غزة خصوصا، من حرب الابادة الجماعية الرهيبة والتهجير والتجويع وهدم البيوت السكنية والجامعات والمؤسسات الصحية والتعليمية، واستهداف عاملي منظمات الاغاثة وارتكاب الفظائع والتعذيب، الذي تجاوز الخيال، بحق الاسرى الفلسطينيين، واستهداف الصحفيين والعاملين في الاجهزة الصحية.
لقد كشفت حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، أكثر، وبحدة أشد، ما هو معروف على مر السنين، حجم الدعم الأمريكي الامبريالي لنهج الاحتلال والحرب والدمار الإسرائيلي؛ والدعم الأمريكي لهذه الحرب يجعلها شريكة فعالة فيها، وما الأصوات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن، بشأن اجتياح رفح، ما هو إلا للاستهلاك الإعلامي، والعلاقات العامة، خاصة أمام اتساع رقعة التضامن الشعبي العالمي مع شعبنا الفلسطيني، وتبرز بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، المظاهرات الجبّارة في عشرات الجامعات الأمريكية، وأيضا الأوروبية، عدا المظاهرات الميدانية التي تعم العالم، التي يتم قمعها بوحشية وشراسة، خاصة في أمريكا ودول أوروبية.
كما تأكد من جديد، حجم التواطؤ الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه، واهما، للقضاء على شعبنا الفلسطيني وقضيته؛ لكن هيهات، فشعبنا المتمرس في مواجهة المآسي، هو المنتصر حتما، مهما اجتمعت المآسي والكوارث عليه، فهكذا علم التاريخ: إن المستقبل هو للشعوب، وكل طغيان زائل، مهما اشتد واستشرس.
إننا لسنا متضامنين مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية التي تطالها أيضا حرب الإبادة والاقتلاع، فنحن جزء حي لا يتجزأ من شعبنا، وإسرائيل واهمة إذا اعتقدت أن بطشها سيسلخنا عن انتمائنا وهويتنا.
في الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا، فإن المقدمة الاولى لإفشال مخططات الاحتلال ورُعاته تكمن في إنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية، وسدّ أية ثغرة لإنتاج قيادة تدور في فلك المخططات الصهيونية الامريكية، كثمرة سامة لحرب الابادة.
يا ابناء شعبنا وكافة فصائله السياسية، أنهوا الانقسام اليوم، لقطع الطريق على مخططات ما يسمى باليوم التالي.
قضايا جماهيرنا العربية
في ظل الحرب، استغلت المؤسسة الحاكمة "حالة الحرب" المعلنة، بما تشمل أنظمة طوارئ وحشية، لتوجه الضربات تلو الضربات لجماهيرنا العربية، من خلال القمع والملاحقة ومنع الحريات، واعتقال المئات الكثيرة، والزج بالسجون، بملفات ملفقة، كلها مرتبطة بحرية التعبير، وأبسط حق للإنسان بأن يقف إلى جانب شعبه.
منذ أكثر من عقدين، تستفحل دائرة الجريمة والعنف في مجتمعنا العربي، وكل عام يسجل ذروة عن سابقه، وهذا بتواطؤ ودعم مفضوح من المؤسسة الحاكمة برمتها، من ائتلاف ومعارضة، بمعنى اجماع كل القوى التي تتناوب على الحكم الإسرائيلي، بموجب مخطط استراتيجي يهدف لتفتيت مجتمعنا، وصرفه عن قضاياه الأساس، قضية شعبنا الوطنية، والقضايا الحياتية، ومواجهة كل سياسات التمييز العنصري.
تحل ذكرى بدء نكبة شعبنا، في ظل تشديد الخناق أكثر علينا، وتضييق مناطق نفوذ مدننا وبلداتنا، وحرماننا من أراضينا التي سلبت منا، التي يجب استعادتها لنبني عليها بيوتنا ومستقبلنا.
استفحلت في الأيام الأخيرة جرائم تدمير البيوت، وبشكل خاص في منطقة النقب لكنها طالت بيوتا في المغار وكفر قرع وعين حوض، وتتهدد بيوتا ومرافق تجارية في قلنسوة وغيرها.
إن المؤامرة الاقتلاعية في بلدات النقب تشتد في الآونة الأخيرة، تنفيذا لمخططات صاغتها كل الحكومات الإسرائيلية دون استثناء، برفضها الاعتراف بوجود عشرات القرى الفلسطينية، القائمة على أراضيها، والتي تأوي حوالي مائة ألف نسمة من جماهيرنا العربية، يتعرضون لأخطار الهدم والاقتلاع، واستكمال مصارة ما تبقى من أراضي.
ويطال التمييز العنصري كل نواحي الحياة، من توزيع الموارد والميزانيات، وكل هذا يتطلب منا وحدة صف، ووحدة خطاب، بعيدا عن الأوهام، واشكال استرضاء المؤسسة الحاكمة، وكأن "حسن السلوك" هو ما يحقق لنا حقوقنا في وطننا، الذي لا وطن لنا سواه.
إن واجبنا الأساس هو تعزيز الوحدة الوطنية الكفاحية الواعية بين جماهيرنا في الداخل بقيادة لجنة المتابعة العليا، وبضمنها اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
ان هذه الوحدة تشكل ضمانا لإحباط مخططات الهدم والتمييز والتفكيك الاسرائيلية.
مسيرة العودة
وقالت المتابعة، إن مسيرة العودة، التي تبادر لها لجنة المهجرين بدعم من لجنة المتابعة العليا، ستنطلق يوم غد الثلاثاء، 14 أيار الجاري، الساعة الواحدة والنصف ظهرا، في المدخل الشرقي (مدخل الكسارات) لمدينة شفاعمرو، إلى موقع قريتي هوشة والكساير، المدمرتين المهجرّتين، ويجب أن تحظى بمشاركة شعبية واسعة، لأنها ستكون اختبارا للموقف الشعبي الوطني، خاصة في ظل التصعيد الحربي الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني، لتوسيع رقعة حرب الإبادة، وبالذات على قطاع غزة، وأيضا في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس، وتوسيع رقعة الحرب الى مدينة ومنطقة رفح جنوب قطاع غزة، الملاذ الأخير لمئات آلاف النازحين من شمال ووسط قطاع غزة.
إننا نهيب بجميع ابناء شعبنا من مختلف المناطق والتيارات والاعمار، أن يهرعوا للمشاركة الواسعة والجبارة في مسيرة العودة، في كل عام وفي هذا العام بالذات.
[email protected]